تواظب ميليشيا منذ أيام على شن هجماتها العسكرية نحو العمق الإسرائيلي، رغم الضربات الإسرائيلية المتكررة على مناطق مختلفة من اليمن.
ولم ينجح هجوم إسرائيل “الكبير” الخميس الماضي، الذي شمل منشآت مدنية وبني تحتية في العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظة الحديدة، في وقف الحوثيين عن مواصلة إرسال ملايين الإسرائيليين فجرًا إلى الملاجئ، في سياق التصعيد المتزايد أخيرًا بين الجانبين.
وفجر اليوم السبت، أعلنت إسرائيل اعتراض صاروخ جديد أطلق من اليمن، في حين أشارت وسائل إعلام عبرية إلى إصابة شخص واحد على الأقل في التدافع نحو الملاجئ.
ويرى خبراء ومحللون يمنيون، أن إسرائيل تسعى بعد فشل ضرباتها المتتالية في ردع الحوثيين إلى حشد الأدوات القانونية والأخلاقية في مجلس الأمن الدولي، لتبرير خطواتها العسكرية العنيفة في المدة المقبلة.
ونجحت تل أبيب في مساعيها لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، الاثنين المقبل، “لاتخاذ تدابير فورية وحاسمة” لمعالجة انتهاكات الحوثيين المستمرة، “التي تشكل تهديدًا مستمرًا للسلم والأمن الدوليين”، طبقًا لطلب الخارجية الإسرائيلية.
تمهيد الأرضية
ويقول الباحث في علم الاجتماع السياسي مصطفى ناجي، إن “إسرائيل متجهة نحو إدراج صواريخ الحوثيين غير المؤثرة ضمن أدبيات مجلس الأمن، بهدف انتزاع صياغات قانونية وسياسية تقدمها كدولة معتدى عليها، ما يمنحها تفوقًا قانونيًا يبرر ردها العسكري”.
وأشار في حديثه لـ”إرم نيوز”، إلى أن “هذه الخطوة ستجعل أي رد عنيف أو غير متناسب من قبل إسرائيل مسألة تقنية وتفصيلية ثانوية، بعد حصولها على درع قانونية وحصانة أخلاقية، بوصفها دولة معتدى عليها”.
وبحسب ناجي، فإن” إسرائيل تمهد بذلك لمراحل أخرى قادمة، وتهيئ الأرضية القانونية والسياسية لتشكيل تحالفات دولية وإقليمية، على غرار تحالف القضاء على تنظيم داعش، في ظل قدوم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”.