رحب نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي المعترف به من الأمم المتحدة يوم الثلاثاء بعودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة قائلا إنها نقطة تحول حاسمة لكبح جماح الحوثيين المدعومين من إيران والذين قال إنهم يهددون الاستقرار الإقليمي والأمن البحري.
وقال عيدروس الزبيدي لرويترز إن القيادة القوية لترامب واستعداده لاستخدام القوة العسكرية يتناقضان بشكل حاد مع إدارة بايدن، التي قال إنها سمحت للحوثيين بتعزيز سلطتهم وتعزيز قدراتهم العسكرية وتوسيع نطاق وصولهم إلى ما هو أبعد من اليمن.
وقال الزبيدي في مقابلة على هامش الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: “ترامب يعرف ما يريد. وهو صانع قرار قوي”.
وقال “نحن من المعجبين والمعجبين والمؤيدين لسياسة ترامب… لأنه يتمتع بشخصية لديها ما يكفي من القوة في اتخاذ القرار لحكم أميركا والعالم”، مضيفا أنه يتوقع أن تبدأ المحادثات مع الإدارة القادمة قريبا.
في حين يسيطر الحوثيون على شمال غرب اليمن، حيث يعيش معظم سكانه البالغ عددهم 23 مليون نسمة، فإن بقية المنطقة يسيطر عليها المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يريد استقلال جنوب اليمن ويحظى بدعم الإمارات العربية المتحدة.
ويرأس الزبيدي الجماعة المسلحة التي تشغل ثلاثة مقاعد في المجلس الرئاسي القيادي المكون من ثمانية أعضاء، وهو الحكومة الائتلافية التي تتخذ من عدن مقرا لها وتعارض الحوثيين.
وقال إن توحيد اليمن لا يزال بعيد المنال، ودعا إلى قيام دولتين كما كان الحال قبل عام 1990، عندما كان جنوب اليمن منفصلا عن شماله.
وقال “عندما نصبح دولتين سيتم حل الصراع”، مضيفا أن هناك حاجة إلى استراتيجية دولية وإقليمية ومحلية منسقة بقيادة الولايات المتحدة لضرب الحوثيين وإضعافهم ووقف هجماتهم ضد السفن التجارية الغربية التي تبحر عبر البحر الأحمر.
واستهدف الحوثيون أكثر من 100 سفينة بطائرات بدون طيار وضربات صاروخية العام الماضي، فيما قالوا إنه تضامن مع الفلسطينيين في الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
قبل تنصيب ترامب يوم الاثنين، قال زعيم الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي إن هجماتهم في البحر الأحمر ستقتصر على السفن التابعة لإسرائيل فقط بعد بدء وقف إطلاق النار في غزة، لكن الضربات قد تستأنف إذا تغير الوضع.
وأضاف الزبيدي “نأمل أن يكون لدى أمريكا الدافع لردع الحوثيين لأنهم سيستمرون في تهديد الملاحة البحرية وهم التهديد الأكبر والحوثيون جزء من تحالف دولي تقوده إيران وروسيا والصين”.
بدأت الحرب في اليمن، أحد أفقر البلدان في الشرق الأوسط، في عام 2014، عندما اجتاح مقاتلو الحوثي العاصمة صنعاء، وسيطروا على المؤسسات الحكومية.
وتوقفت عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب، والتي تسببت في أزمة إنسانية خطيرة، بعد بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
وقد أدى الصراع في اليمن إلى ترسيخ الحوثيين في شمال البلاد، حيث أقاموا دويلة صغيرة يحكمونها بدعم من طهران.
وقال “هذه الحرب كلفتنا الكثير، وأدت إلى انهيار الاقتصاد بأكمله وانخفاض حاد في قيمة العملة، حيث أصبح الموظف يتقاضى 50 إلى 60 دولارا (شهريا)… إعادة إعمار اليمن ستحتاج مئات المليارات من الدولارات”.