الصياح الحاصل حول تحركات الرئيس عيدروس الزبيدي ارتفعت وتيرته منذ توجّه إلى شبوة وأقصى الشرق الجنوبي المهرة.
وهو نتيجة طبيعية لسقوط اوهام تقسيم الجنوب واحباط ناتج عن ضياع جهود كبيرة بذلها الحوثيون والاخوان وآخرين معهم، كانت ترتكز على ان الشرق شيئ آخر لاعلاقة له بالمجلس الانتقالي وعدن وبقية مناطق الجنوب.
إذا كنت مولع بصناعة الاوهام وتبني على الاوهام مواقفك فالعيب عندك ان رأيتها تتحطم امامك.
كل مايجب ان يستفيده الجنوبيون من باب المندب إلى المهرة وسقطرى من هذا العواء والحملات البائسة.
هو الوعي باهمية وحدتهم، وفهم ثابت لايتزعزع بعقلية خصومهم التي راهنت ومازالت، على جعل الجنوب جهتين متناحرتين، او اكثر من جهة.
جنوبنا واحد من باب المندب إلى سقطرى والمهرة نصل إلى كل شبر فيه براً وجواً وبحراً.
كل طرقنا مفتوحة وآمنة بسكانها واهلها ورجال امنها وجيشها يسير الراكب فيها لايخشى إلا الله.
ولانخفي سراً للخصوم المنزعجين من تساقط أوهامهم ان الموكب الضخم ليس حاجة امنية بالدرجة الاولى وانما رسالة سياسية وعسكرية لهم مفادها: مامن خطوط حمراء علينا في ارضنا الجنوبية بالطول والعرض.
ولاننا ندرك انهم خصوم متمرسين سياسياً ويفهمون الرسائل.. نتفهم كل هذا الصياح والعويل.
اما خطف الطائرات وقطع الطرقات ورمي المسافرين من الحجاج في قاعات مطارات الآخرين.
فليست مهنتنا، مهنتنا فتح المطارات التي اغلقتها الهمجية والتخلف منذ عشرين عاماً، ومنها نفتح الرحلات للمواطنين الى كل الوجهات الدولية والداخلية.
قوى متخلفة، متطرفة، لاتؤمن بالشراكة والتنوع ولاتقبل بالندية والاعتراف بالاخر المختلف معها.
الجنوب الاتحادي الفيدرالي الحديث هو وحده علاج هذا المرض العضال.