مع تصاعد وتيرة الضربات الجوية الأمريكية الدقيقة على مواقع جماعة الحوثي وتكبدها خسائر فادحة في مختلف الجبهات، برز خطاب رئيس ما يسمى بـ”المجلس السياسي الأعلى” مهدي المشاط، بوصفه محاولة يائسة لرفع المعنويات داخل صفوف الجماعة، من خلال استعراض “انتصارات وهمية” وتصريحات مثقلة بالتناقضات.
وفي اجتماع لمجلس “الدفاع” التابع للجماعة (غير معترف به دوليًا)، أطلق المشاط جملة من المزاعم التي أثارت سخرية المراقبين، زاعمًا أن مقاتلي الحوثي تمكنوا من تجاوز منظومة الاعتراض الكهرومغناطيسي الأمريكية خلال عشرة أيام.
وقال مشاط الحوثيين إن حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري ترومان” خرجت عن الخدمة، في الوقت الذي تواصل فيه المقاتلات الأمريكية انطلاقها من ذات الحاملة لضرب أهداف استراتيجية للجماعة.
واعتبر مراقبون أن الخطاب الأخير للمشاط يعكس حالة “ارتباك وقلق” تعيشها قيادة الجماعة في ظل الضربات المركزة التي دمرت مواقع عسكرية حساسة، من بينها منشآت استراتيجية كميناء رأس عيسى.
وأضافوا أن تصعيد الخطاب ضد واشنطن وتكرار التهديدات لا يعكس قوة ميدانية بقدر ما يفضح مأزقًا داخليًا تحاول الجماعة التستر عليه باستعراضات إعلامية.
وفي سياق متصل، حاول المشاط ربط جماعته بإيران من خلال الإشادة بما وصفه بـ”الجهود الدبلوماسية الإيرانية”، في رسالة اعتُبرت إعادة تموضع علني داخل محور طهران، وتجديدًا لتبعيتهم السياسية.
الناشطون من جانبهم رأوا في الخطاب مؤشرًا واضحًا على تفاقم مأزق الجماعة، التي باتت تواجه تصعيدًا عسكريًا لا تستطيع مواجهته سوى بالتصريحات المبالغ فيها، في وقت تظهر فيه الوقائع الميدانية حجم الخسائر المتراكمة، والتي لم تفلح اللغة الاستعراضية للمشاط في التغطية عليها.