منعت جماعة الحوثي الإرهابية العشرات من أبناء تهامة الفقراء من مزاولة أعمالهم البسيطة في مدينة صعدة، شمالي اليمن في خطوة اعتُبرت استمرارًا لسياسة التمييز المناطقي التي تنتهجها الجماعة ضد فئات سكانية محددة.
وأفادت مصادر محلية أن الجماعة أوقفت خلال الأيام الماضية عمالاً تهاميين يعملون في بيع الأيسكريم وجمع العلب البلاستيكية والخردة، بذريعة وجود “دواعٍ أمنية”، قبل أن تنفذ حملة اعتقالات طالت نحو 20 شخصًا منهم.
وأوضحت المصادر أن المعتقلين احتُجزوا لنحو شهر، ثم أُفرج عنهم بعد إجبارهم على توقيع تعهدات بالعودة إلى مناطقهم الأصلية في محافظتي الحديدة وحجة، مع منعهم من العودة إلى صعدة، حيث تتعامل معهم الجماعة كمشتبهين على خلفية مزاعم ارتباطهم بجهات معادية.
ويرى مراقبون أن هذه الإجراءات تندرج ضمن نمط من التضييق والاستهداف الممنهج ضد أبناء تهامة داخل مناطق سيطرة الحوثيين، خاصة الفئات النازحة والفقيرة التي تعيش على دخل يومي محدود من أعمال شاقة وبسيطة.
وأشاروا إلى أن التهاميين يواجهون قيودًا متعددة في حرية التنقل والعمل والسكن، لا سيما في المحافظات ذات الحساسية الأمنية لدى الجماعة مثل صعدة المعقل الرئيس للحوثيين، حيث تُفرض عليهم إجراءات تعسفية تشمل الرقابة والتخوين والمنع من الإقامة أو الكسب.