كشفت مصادر أمنية عن لجوء جماعة الحوثي الإرهابية إلى إخفاء جثامين عدد من قادتها العسكريين البارزين في مواقع سرية، ومنع إقامة أي مراسم تشييع أو دفن لهم، وذلك عقب مقتلهم في غارات جوية أمريكية استهدفت قيادات ومنشآت عسكرية حساسة خلال الأسابيع الماضية.
ووفق ما نقلته منصة “ديفانس لاين”، فقد صدرت توجيهات مشددة من “المكتب الجهادي” التابع للجماعة تقضي بعدم إعلان هويات القتلى من الصف القيادي وتأجيل دفنهم، في إطار سياسة تعتيم إعلامي تهدف إلى تجنب تأثيرات نفسية ومعنوية على عناصر الجماعة.
وتشير المصادر إلى أن الغارات الأمريكية، التي بدأت منذ مطلع العام الجاري، ألحقت بالجماعة خسائر فادحة، شملت ما لا يقل عن 15 من قيادات الصف الثاني المسؤولين عن تشغيل منظومات الصواريخ والطائرات المسيّرة، وهي قدرات تعتبر حجر الزاوية في عمليات الحوثيين العسكرية.
كما استهدفت بعض الضربات شخصيات مقربة من زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، في وقت تسود فيه حالة من الغموض حول مصير عدد من القيادات التي اختفت منذ منتصف مارس، وسط تشديد أمني ومعلوماتي غير مسبوق.
وتحتفظ الجماعة بجثامين القادة في أماكن غير معلنة، وتخطط لإقامة مراسم جماعية في وقت لاحق، بعد انتهاء العمليات التي أطلقت عليها اسم “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، المرتبطة بمشاركتها في سياق الحرب على غزة.
في المقابل، تسمح الجماعة لأهالي القتلى من الرتب الدنيا بدفن أبنائهم في مناطقهم الريفية، مع منع النشر الإعلامي أو إقامة فعاليات تأبينية علنية، في خطوة يرى فيها مراقبون مؤشرًا على المأزق العسكري الذي تمر به الجماعة، وعدم قدرتها على تعويض خسائرها البشرية في المواقع القيادية والفنية الحيوية.