نفذت ميليشيا الحوثي، منذ عشرة أيام، حملة اختطافات واسعة في العاصمة صنعاء، استهدفت عشرات من مالكي شبكات الإنترنت في الأحياء السكنية، وذلك بتهمة حيازة أجهزة “ستارلينك” الخاصة بالإنترنت الفضائي.
وأفادت مصادر محلية بأن وزارة الاتصالات، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، منحت مهلة لأصحاب الشبكات لتسليم الأجهزة، ملوّحة باتخاذ إجراءات مشددة بحق من يحتفظ بها، بعد أن تم حظرها رسمياً بحجج تتعلق بـ”أسباب أمنية واقتصادية”، واتهامها بأنها أدوات تجسس لصالح الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضافت المصادر أن ميليشيا الحوثي وجّهت تهمًا لمالكي تلك الأجهزة بالتجسس لصالح أمريكا وإسرائيل، إلا أن الدوافع الحقيقية، وفقاً للمصادر، تتعلق بالأرباح الكبيرة التي تحققها تلك الشبكات بعيدًا عن سيطرة الجماعة، ما يشكّل تهديدًا لمصدر دخلها الرئيسي عبر شركة “يمن نت” الحكومية.
وبحسب ذات المصادر، اعتمد الحوثيون في حملتهم على تتبع حجم البيانات المحمّلة من قبل الشبكات المخالفة، ومقارنتها بالاشتراكات الرسمية عبر “يمن نت”، ما مكّنهم من تحديد مواقع المستخدمين والقبض على عدد منهم.
وتأتي هذه الحملة في إطار سعي الحوثيين لفرض رقابة مشددة على قطاع الإنترنت، وضمان احتكارهم للاتصال الرقمي، وسط تزايد استخدام تقنيات بديلة من قبل المواطنين للحصول على إنترنت أسرع وغير خاضع للرقابة.