يوم بعد آخر تستمر المليشيات الحوثية في تصعيدها الإرهابي تجاه الجنوب باستهداف المنشآت الحيوية وبات تواجدها و دون شك خطرا يهدد الملاحة البحرية الإقليمية والدولية في المنطقة، بعد رفضها كل المبادرات الأممية وفرص إحلال السلام التي عرضت عليها في اكثر من مرة ، مراعاة للجانب الإنساني التي خلفته في تصعيدها الإرهابي الذي لا يختلف عن نهج تلك الجماعات المتطرفة كالقاعدة وداعش بل اشد خطرا منها نظرا لتدفق السلاح الايراني إليها، وهي وفق معطيات الواقع وتقارير دولية إحدى أذرع إيران التي تهدد بها المصالح الإقليمية و الدولية، في ظل تراخي المجتمع الدولي وتغاضيه طيلة السنوات الماضية.
وفي حين تتعرض السفن التجارية في البحر الأحمر لاعتداءات إرهابية متواصلة من قبل المليشيا الحوثية، ما يشكل تهديدا خطيرا على حركة التجارة الدولية قبالة مناطق سيطرة الحوثيين والى حيث يصل السلاح الايراني الذي بين يديها ، وكذا ارتكاب المليشيات سلسلة من الانتهاكات والجرائم خلال نشاطها الإرهابي في أعمال القرصنة البحرية ، ترقى إلى جرائم الحرب بالمخالفة للقانون الدولي والاتفاقيات والمعاهدات الدولية المصادق عليها، لعدد الجرائم البحرية التي ارتكبتها المليشيات الإرهابية بين انتهاكات، واستهداف لسفن الشحن التجارية الدولية، ناهيك عن استخدام شواطئ البحر الأحمر لعمليات تهريب الأسلحة الإيرانية لتمويل عملياتهم الإرهابية، تجدد المليشيات استهدافها للموانئ والمنشآت الحيوية الجنوبية بطائراتها المسيرة آخرها ميناء الضبة شرقي مدينة المكلا بمحافظة حضرموت امس الاثنين الموافق ٢١ من نوفمبر عام ٢٠٢٢م.
وفي ظل مضي إيران في تطوير برنامجها النووي، يصبح الأمر أكثر خطورة لا سيما وانها تستخدم الارهاب الحوثي كأداة ضغط ، وبحسب خبراء معنيين بالشأن الإيراني، فإن مخاطر التساهل مع المليشيات الإرهابية التابعة لإيران وغض الطرف عنها ستبرز في المستقبل أخطار لم تكن في الحسبان، ونتائج وخيمة لتلك الأخطاء، خصوصا أن إيران قد تمكنت من ايجاد لإرهابها السافر اذرع في المنطقة العربية وزودتها بكل ادوات الارهاب ووسائله في سيناريو لا تقتصر مهدداته على المنطقة بل وعلى الامن والسلم العالميين .
ثمة عوامل متعددة مكنت المليشيات الإرهابية ومنحتهم الجرأة والإصرار على ارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات، وتهديد الملاحة الدولية، واستهداف الجنوب ودول المنطقة بالصواريخ البالستية والمسيرات المفخخة، من أهمها: المواقف المتخاذلة على المستوى الدولي تجاه تلك الجرائم وعدم اتخاذ مواقف حازمة تدينها بشكل صريح وسرعة إدراجها في قائمة المنظمات الارهابية، فالأمم المتحدة باعتبارها المسؤول الأول تجاه ما يحدث من جرائم، تبدو في مواقفها أكثر تراخيا وتخاذلا، بالإضافة إلى المواقف المضطربة لبعض الدول الغربية تجاه إيران، واعتبار مليشيات الحوثي ورقة تفاوضية وأداة ضغط إقليمية رابحة، واستعداد هذه الدول للصمت عن كل جرائم أتباع إيران ومليشياتها في سبيل عودة طهران إلى مسار توافقهم في المصالح وأهمها ما يتعلق بالملف النووي.