دعت الولايات المتحدة إلى تدخل الهند في تأمين البحر الأحمر، عقب تصعيد غير مسبوق من قبل جماعة الحوثي، استهدف سفنًا تجارية وأطقمًا بحرية في واحدة من أخطر الهجمات التي يشهدها الممر الملاحي الحيوي منذ بدء التوترات.
ونقلت مجلة فورين بوليسي أن الحوثيين نفذوا منذ مطلع يوليو الجاري سلسلة هجمات نوعية، استهدفت ناقلات ترفع علم ليبيريا، من بينها “ماجيك سيز” و”إترنيتي سي”، ما أسفر عن مقتل وفقدان عدد من البحارة، معظمهم من الفلبين، واحتجاز آخرين كرهائن.
وكشفت المجلة أن الهجمات تميزت بتنسيق عسكري متقدم واستخدام مشترك لصواريخ كروز وباليستية وزوارق غير مأهولة، ما يشير إلى تحول في تكتيكات الحوثيين، يستهدف إحداث شلل في الملاحة وترويع الطواقم البحرية.
وأثارت الهجمات مخاوف دولية واسعة، دفعت شركات شحن كبرى إلى تغيير مسار رحلاتها نحو طريق رأس الرجاء الصالح، رغم الكلفة الباهظة، كما أصدرت الحكومة الفلبينية قرارًا بمنع مرور سفن تقل بحارة فلبينيين عبر البحر الأحمر، في حين لجأت بعض السفن إلى استخدام الإذاعات البحرية للإبلاغ عن جنسيات طواقمها في محاولة لتفادي الهجمات.
وفي هذا السياق، أعادت الهجمات التي طالت بحارة هنود تسليط الضوء على الهند كقوة بحرية صاعدة. وتساءلت فورين بوليسي: “هل حان الوقت لتدخل هندي مباشر في البحر الأحمر؟”، مشيرة إلى أن الهند تحتل المرتبة الثالثة عالميًا في تصدير البحارة، وتملك أسطولًا بحريًا يضم أكثر من 130 سفينة، وقد سبق أن نفذت عمليات ناجحة ضد القراصنة قبالة سواحل الصومال.
ورجّحت المجلة أن مشاركة نيودلهي في تأمين الممرات المائية، سواء عبر تعاونها مع مهمة “أسبيدس” الأوروبية أو من خلال تحرك مستقل، قد تُحدث تحولًا نوعيًا في معادلة الأمن البحري.
كما أن هذه الخطوة ستُسقط الطابع الدعائي الذي يروج له الحوثيون عن مقاومة الغرب، وتُظهرهم كخطر عالمي لا يفرّق بين الشعوب والدول.
ويعتبر مراقبون أن دعوة واشنطن للهند تمثل فرصة للأخيرة لإثبات مكانتها كقوة دولية مسؤولة، وقادرة على الإسهام في استقرار منطقة استراتيجية أخفقت قوى كبرى حتى الآن في تأمينها.