منذ العام 2015، برز الدور الإماراتي في الجنوب كأحد أبرز أوجه الدعم الإقليمي والدولي، حيث تداخلت الأبعاد الإنسانية والتنموية والعسكرية لتشكل مجتمعة مساراً واضحاً نحو تعزيز الأمن والاستقرار وتحسين الخدمات في محافظات الجنوب.
قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة دعم مادي ولوجستي كبير لشعب الجنوب في مختلف المجالات وكأعلامي لا أستطيع حصر كل الدعم الذي قدمته حكومة وشعب الإمارات لكن على سبيل المثال نتذكر: أولا:
مشاريع الطاقة: – مشروع الطاقة الشمسية في في محافظة عدن: إن مشروع محطة الطاقة الشمسية في عدن يمثل نقلة نوعية في قطاع الطاقة، وقد وجد هذا المشروع الهام طريقه للنور بفضل الدعم الإماراتي السخي، وهذا المشروع لا يسهم في توفير الطاقة النظيفة فحسب، بل يعزز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لمحافظة عدن والمحافظات المجاورة لها.
ويقوم العمل في هذا المشروع على مرحلتين، دُشنت المرحلة الأولى في يوليو 2024م بقدرة إنتاجية 120 ميجاوات، في حين دُشنت المرحلة الثانية من المشروع رسميًا في 29 أغسطس 2025م في منطقة بئر أحمد بمحافظة عدن، بحضور الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، ورئيس الوزراء سالم بن بريك، وسفير الإمارات محمد الزعابي.
ويقع المشروع على مساحة 1.6 مليون متر مربع في منطقة بئر أحمد بعدن وبعدد ألواح 211,000 لوح شمسي في المرحلة الأولى، مع تركيب 194,000 لوح إضافي في المرحلة الثانية.
كما أن هناك خطة لتوسعة المحطة إلى 5-6 مراحل، بهدف الوصول إلى سعة إجمالية تبلغ 650 ميجاوات في المستقبل. – مشروع محطة شبوة للطاقة الشمسية : دُشنت هذه المحطة رسميًا في 28 أغسطس 2025 بتمويل كامل من دولة الإمارات العربية المتحدة، تبلغ قدرة المحطة 53 ميغاوات في مرحلتها الأولى، مما يجعلها ثاني أكبر مشروع للطاقة المتجددة في الجنوب بعد محطة عدن.
ويمتد المشروع على مساحة 600 ألف متر مربع في الجهة الشمالية الغربية من مدينة عتق وتتكون من أكثر من 120 ألف لوح شمسي. وتتميز عن محطة عدن بنظام تخزين ليلي بطاقة 15 ميغاوات لضمان استمرارية الكهرباء خلال فترات الليل.
هذه المشاريع عملت على توفير العملة الصعبة التي كانت تذهب لشراء الوقود كما وفرت الكهرباء النظيفة. ولا ننسى الدعم الإماراتي بالمولدات الكهربائية لبعض المحافظات.
أما في مجال التعليم فقد أنفقت الإمارات العربية المتحدة مبالغ ضخمة في مجال التأهيل والترميم للمدارس والجامعات والمعاهد أو إنشاء مدارس جديدة ببنية تحتية قابلة للتوسيع كما شيدت مجمعات تعليمية في العديد من المحافظات وتوفير الحقائب المدرسية والوسائل التعليمية.
ولا يخفى على أحد دعم التعليم العالي عن طريق المنح الخارجية والداخلية، حيث قدمت هذا العام 2025 م مائة 100 منحة دراسية لأوائل الطلاب في الجنوب عبر المجلس الإنتقالي الجنوبي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في مختلف المجالات الحديثة.
وليست هذه المنحة الأولى حيث قدمت منحة دراسية داخلية لـ(80) طالب من أبناء محافظات عدن وحضرموت وشبوة يدرسون بكلية الطب بجامعة حضرموت في عام 2022م.
كل ما سبق يدل على مدى إهتمام الإمارات العربية المتحدة وقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بأهمية التعليم وبناء وتأهيل الشباب الذين هم عماد المستقبل ووقود البناء والتنمية لهذا الوطن.
ثالثا: الدعم في مجال الصحة: لعب الهلال الأحمر الإماراتي منذ عام 2015م دورا كبيرا في تدخلاته الإنسانية والإغاثية ويبدو ذلك جليا من خلال تأهيل وتأثيث العديد من المستشفيات الحكومية والمراكز والعيادات في مختلف محافظات الجنوب ودعمها بالأدوية والكادر الطبي والتي كانت على وشك الانهيار بسبب الحرب ناهيك عن إنشاء المستشفيات الميدانية والعيادات المتنقلة في الأرياف.
رابعا : الدعم في مجال المياه والإغاثة : يعاني الجنوب بطبيعته من نقص في المياه بسبب مناخه أولا وبسبب عدم وجود بنية تحتية لمشاريع المياه في أغلب مناطق الجنوب. عملت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي على تنفيذ مئات المشاريع لتوفير المياه الصالحة للشرب في مناطق ذات كثافة سكانية عالية وتعاني من شحة المياه.
قام الهلال الأحمر الإماراتي بتمويل مشاريع حفر مئات الآبار الارتوازية، وتزويدها بوسائل الضخ التي تعتمد على الطاقة الشمسية ليوفر المياه الصحية والمجانية لملايين المواطنين.
كما قام الهلال الأحمر الإمارتي بتوزيع ملايين السلال الغذائية في كل محافظات الجنوب وأبدى إهتمام كبير بالفئات الأشد فقرا والنازحين.
خامسا: الدعم في المجال الأمني: لعل الجانب الأمني إستحوذ على نصيب الأسد فلا تنمية ولا بناء بدون إستتباب الأمن.
كانت دولة الإمارات العربية المتحدة الحليف الأقوى بجانب المملكة العربية السعودية في عاصفة الحزم وبمساعدتها ودعمها العسكري واللوجستي وقتالها إلى جانب أبناء الجنوب إستطاع أبناء الجنوب تحرير معظم المناطق التي كانت تحت سيطرة المليشيات الحوثية وتنظيم القاعدة الإرهابي.
إلى جانب ذلك عملت على تسليح القوات الجنوبية وساهمت بشكل كبير في بناء القوات المسلحة الجنوبية وتأهيل أفرادها وقيادتها في الكليات العسكرية بالإمارات ومصر وغيرها.
ولا ننسى دورها في محاربة الأرهاب والدعم الذي بذلته من عتاد وتدريب لقوات الأمن حتى تم تطهير أغلب المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم القاعدة.
أثبتت الإمارات حضورها كداعم فاعل وحليف صادق لشعب الجنوب عبر مشاريع تنموية وإنسانية وأمنية متكاملة، انعكست بشكل مباشر على حياة المواطنين الذين يشعرون بالإمتنان لشعب وحكومة أولاد زايد الخير.
ورغم التحديات الماثلة، فإن هذا الدعم يمثل عاملاً رئيسياً في مسار استقرار وتنمية الجنوب خلال السنوات الأخيرة.