وصف الأكاديمي البارز في جامعة عدن، الدكتور عبد الناصر محمد النقيب، توجيهات رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي بشأن منح الابتعاث الخارجي بالضعيفة والصادمة.
وقال النقيب في منشور له على حائط حسابه في فيسبوك:
تداولت وسائل التواصل الاجتماعي وثائق مسربة من أروقة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهي الوزارة التي كان يجب ان تكون من أرقى الوزارات في البلد الا انها فسدت وعفنت وفاحت ريحة عفنها لا لأنها تقودها حفنة من الفاشلين والفاسدين فقط وانما لغياب الرقابة والمحاسبة في الدرجة الأولى. ان حجم الفساد والتلاعب في المنح الدرسية الذي ظهر يمثل جريمة كبيرة لا تغتفر في حق شبابنا ومستقبلهم بل هو تدمير للمستقبل.
أليس هناك أكبر جرما ممن يقتل مستقبلنا ونحن في أمس الحاجة الى بناء مستقبلنا. تدمر كل شي في حياتنا، تدمرت رواتبنا، تدمرت ممتلكاتنا وفقدنا شبابنا في الجبهات وميادين القتال ونحن صابرون، لماذا؟ لأننا نأمل في المستقبل وننتظر لغدا أجمل. ضحينا وسوف نضحي بالمزيد املا في مستقبل أجمل لكن ان يتواجد هناك مثل هولا ممن يدمر مستقبلنا ويبعث في مستقبل الشباب ونتفاجأ بتوجيهات ركيكة وضعيفة من قبل رئيس مجلس القيادي الرئاسي تتمثل بإلغاء كشوفات المنح الدراسية التي تم التلاعب فيها فقط دون محاسبة وزارة التعليم العالي ومن له علاقة بهذه الجريمة.
إن توجيهات كهذه انما هي كذر الرماد على العيون ويظهر عدم الحرص على المستقبل من قبل هذه القيادة او عدم أدرك حجم الجريمة التي حصلت. الم تسألون أنفسكم كم من الشباب قد دمروا وضاع مستقبلهم خلال السنوات الماضية وربما الكثير منهم الان يهيمون في الشوارع بسب مجموعة من الفاسدين الذين استأثروا مصالحهم الشخصية على مصلحة الوطن ومستقبله، ماهي الحصانة التي يمتلكها هولا الفاسدين حتى تتجنبون وتخافون محاسبتهم؟ انما ما وجهتم به من الغاء الأسماء من كشوفات الابتعاث فقط يعد تكريما للفاسدين ودعوة وضوء اخضر لبقية الوزارات بالفساد والعبث بمقدرات البلاد كون اقصى ما يمكن ان يصدر هو فقط الغاء النتيجة وليس السبب.
أفسدوا كما تريدون، دمروا في البلد كما تستطيعون، فلا عقاب عليكم ولا يحزنون. هذه هي الرسالة التي وجهتموها في توجيهاتكم الأخيرة بشأن الغاء الأسماء فقط. كنا نأمل بتشكيل لجنة تحقيق نزيهة ومحايدة تحقق في المسالة في فترة لا تتجاوز أسبوعين حتى لا تتوه القضية في أروقة الزمان وكشف الحقائق ومحاسبة المسؤولين عن الامر كلا حسب تورطه في القضية.
عليكم ان تدركون ان محاربة الفساد والفاسدين والفاشلين ممن يعبثون في مقدرات البلد هي الخطوة الأولى نحو النصر. لن ينتصر المقاتلين في الجبهات طالما الجزء الاخر من الإناء مثقوب. الم تأتون لإصلاح ما لم يستطع عمله من سبقوكم؟ ام أتيتم لتكرسون ما سبق عهدكم من الفساد. اما ان تكونوا او لا تكونوا. رحم الله امرئ عرف قدر نفسه.
كونوا قد المسؤولية أو اتركوها، والله لنعلق الفاسدين على أعمدة الكهرباء ليكونوا عبرة لمن لا يعتبر. إنه المستقبل يا سادة، إنه الوطن…
د. عبد الناصر محمد علي
جامعة عدن