أصبح التحذير من التردي غير المسبوق في الأوضاع الإنسانية والمعيشية، أمرا اعتياديا، بعدما تُرك المجال أمام المليشيات الحوثية لتطيل أمد الحرب، وأمام المليشيات الإخوانية لتتربح منها وتعرقل مسار حسمها.
ففي أحدث التحذيرات في هذا الصدد، تقول الأمم المتحدة في تقرير إن أسعار المواد الغذائية والأساسية غير الغذائية أعلى بكثير من المتوسط.
وأضاف التقرير أن هذا الأمر يقوض التحسينات الأخيرة في الأمن الغذائي.
وحسب التقرير، فإن التحسينات الموسمية المرتبطة بوصول الأسر إلى الغذاء سيكون مؤقتاً، مع وجود مخزون من المواد الغذائية المنزلية لفترة نحو شهرين.
إلا أن الدخل منخفض للغاية بعد سنوات من الصراع الممتد، وسوف يكون لدى العديد من الأسر دخل ضئيل ولن تكون قادرة على شراء ما يكفي من الغذاء بعد استنفاد مخزونها الغذائي.
وتشير البيانات الأممية، إلى خفض المساعدات الإنسانية عن حوالي 13 مليون مستفيد من المساعدة الإنسانية انخفاضاً في وتيرة وحجم عمليات التسليم طوال العام الماضي.
وقلل برنامج الأغذية العالمي من التوزيعات الشهرية إلى مرة واحدة تقريباً كل ستة أسابيع وقلل حجم الحصص لكل توزيع من حوالي 80% من الحد الأدنى من احتياجات السعرات الحرارية لشهر واحد إلى حوالي 65% في دورة التوزيع المستمرة.
وطبقاً لهذه البيانات فإن الحصة البالغة 65% تمثل تحسناً نسبياً عما كانت عليه في وقت سابق من هذا العام، لكن برغم ذلك لا تزال الأسر تعاني من فجوات في استهلاك الغذاء.
هذه المعلومات تشير بوضوح إلى مدى خطورة وبشاعة الحرب التي تشنها المليشيات الحوثية الإرهابية، ومدى تأثيرها على الأوضاع الإنسانية.
لكن في الوقت نفسه، فهناك كلفة أخرى يتكبدها السكان من جراء الحرب الحوثية، وهو ما تمارسه المليشيات الإخوانية من خيانة وتآمر.
فقد كان بالإمكان تحسين تلك الأوضاع أمام السكان، لو كانت المليشيات الإخوانية الإرهابية التزمت بمسار الحرب وعزفت عن ممارسات الخيانة والتآمر التي ارتكبتها لصالح إرهاب المليشيات.
الإرهاب الحوثي والتخادم والتآمر الإخواني، سببان رئيسيان لحجم تردي الأوضاع الإنسانية وتفاقمها بوتيرة غير مسبوقة، ما كبّد السكان كلفة مرعبة للغاية.
إزاحة هذه الأعباء عن السكان، تتطلب العمل على محاصرة المليشيات الحوثية الإرهابية وشقيقتها الإخوانية لوضع حد للمأساة الناجمة عن الحرب التي طال أمدها.