نبض الشارع الشبواني – متابعة
الأربعاء، الموافق 11 يناير 2023
تحديات وظروف استثنائية تهدد العملية التعليمية في البلاد، من خلال تحويل عدد كبير من المعلمين إلى التوجيه بهدف تفرغهم للنشاط السياسي والحزبي، تهديد جعل العملية التعليمية تصاب بأزمة في المعلمين.. ليس هذا فحسب، بل ثمة المئات من المعلمين تخلوا عن التدريس والتحقوا بالتجنيد لتحقيق أهداف حزبية وسياسية، فيما اتجه آخرون للبحث عن أعمال أخرى لتوفير لقمة عيش لأسرهم، لأن رواتب المعلمين أصبحت لا تكفي لتغطية احتياجاتهم الأسرية.
انخراط المعلمين في النشاط الحزبي والعسكري
تعد عملية تحويل المعلمين إلى التوجيه لتفعيل النشاط الحزبي، وانخراط بعضهم في السلك العسكري، من أكثر المجالات انتشاراً وتأثيراً على سير العملية التعليمية.
في السياق، قال وكيل مدرسة التصحيح الأستاذ محفوظ الفقيه، إن هروب أصحاب التخصص من المعلمين للتوجيه بحثاً عن تحسين الراتب، وتفعيل النشاط الحزبي، فاقم من حدة الأزمة في المعلمين، وستضطر بعض المدارس إلى إلغاء المرحلة الثانوية والاكتفاء بالمرحلتين الابتدائية والإعدادية.
يضيف الفقيه، إن التعليم أصبح سلبيًا نتيجة الحرب وانخراط بعض من المعلمين، الذين كانوا يمتلكون مهارة التدريس، في السلك العسكري للقتال في الجبهات، ما جعل التعليم يفتقر للمكونات الأساسية، حيث أصبح المعلمون المتطوعون من الشباب عاجزين عن نقل المعلومة بشكل واضح إلى الطلاب.
غياب التوظيف
توقف التوظيف في مجال التعليم ورفض بعض المعلمين الذين وصلوا إلى مرحلة التقاعد بالتدريس، جعل المدارس الحكومية تعاني من نقصٍ في المعلمين، حد قول حسان المقبلي، أحد المعلمين المقتربين من عتبة التقاعد.
وأضاف حسان، إن التقاعد حق مكفول لكل موظف وصل إلى مرحلة التقاعد، لكن الحرب الجائرة تسببت في توقف التوظيف، وعزوف بعض المعلمين عن التدريس وتوجههم إلى الأعمال الأخرى سواءً كانت سياسية أو حزبية أو عسكرية، ما فاقم من حدة الأزمة في المعلمين.
وأشار أن التقاعد قبل الحرب كان قرارا إيجابيا، لا يؤثر على العملية التعليمية، لأن التوظيف كان مستمرا، أما الآن أصبح التقاعد شيئا سلبيا، لأنه يحدث فجوة في العملية التعليمية.
وقال نائب مدير مكتب التربية والتعليم في تعز الدكتور بجاش المخلافي، إن “مشكلة نقص المعلمين نتيجة التقاعد وعدم التوظيف لا تمثل عائقًا أمام الطلاب فحسب بل ثمة صعوبات وضغوطات كبيرة تمارس على مكتب التربية والتعليم”.
وأضاف المخلافي “عندما يتم الحديث عن البدائل ربما نجد بدائل للكتاب المدرسي أو للمدارس المهدمة أما المعلم فكيف لنا بإيجاد بديل ما دام أن التوظيف متوقف منذ سنوات”.
وأردف “هناك العديد من المتطوعين الشباب وقفوا مع الطلاب وساندوهم، ونحن نحييهم على هذا المعروف، وبالنسبة للمشكلة فستظل قائمة نتيجة قلة المرتبات وعدم التوظيف وازدياد أعداد النازحين إلى المدينة من المناطق الأخرى”.
تدريس مواد ليست من تخصصهم
يلجأ بعض المعلمين إلى تدريس مواد ليست من تخصصهم، وذلك بسبب حصول بعض المعلمين على درجة التوجيه، وانضمام آخرين للعمل في السلك العسكري، والتوزيع غير العادل للمعلمين على المدارس، وحرمان بعض المدارس من بعض التخصصات.
يقول المعلم طاهر أحمد سعيد، موظف في مدرسة التصحيح بمديرية جبل حبشي غربي تعز، “أنا متخصص في اللغة الانجليزية، لكن بسبب النقص في المعلمين، أجبرت على تدريس مادة العلوم”. ويضيف “أواجه صعوبة في تدريس مواد ليست من تخصصي، بل ويواجه الطلبة أيضاً صعوبة في الفهم واستيعاب المادة بشكل سريع، الأمر الذي جعل معظم الطلاب يغادرون من المدارس الحكومية واستكمال تعليمهم في المدارس الخاصة”.
وأشار زائد قحطان أحد الخريجين، الذي يعمل مدرسًا متطوعاً في مدرسة التصحيح، أنهم يواجهون صعوبة ومشقات في توصيل المعلومة إلى الطلاب، وذلك لعدم توفر الخبرة ومهارات الاتصال لجذب انتباه الطلاب، مطالبًا مكتب التربية والتعليم تفعيل برامج ودورات تدريبية لجميع المعلمين والمعلمات المستجدين في المدارس لتجاوز تلك الصعوبات في الإلقاء ولتوفير لديهم مهارة التدريس.
ويرى أن الحل بعد انتهاء الحرب أن يتم العمل على إعادة تأهيل الجيل الحالي فهو لم يحصل على حقه في التعليم بالصورة المطلوبة.
——————————————————
للإنضمام لمجموعة نبض الشارع الشبواني ( 14 ) على الواتس آب أضغط هنا👇
مجموعة نبض الشارع الشبواني (14) على الـ Whatsapp
——————————————————
للإنضمام ومتابعة صفحة نبض الشارع الشبواني على الفيس بوك أضغط هنا👇
صفحة نبض الشارع الشبواني على الــ Facebook
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«صفحة إخبارية بمهنية إعلامية وطرح إخباري هادف»