كشفت الاعترافات التي نشرتها إدارة أمن العاصمة عدن لمنفذي عمليات إرهابية ألقت القبض عليهم مؤخراً، ضلوع قائد لواء النقل (أحد ألوية الحماية الرئاسية الموالية للإخوان) “أمجد خالد” خلف العديد من التفجيرات وتشكيل فرق اغتيالات تستهدف قيادات أمنية في المدينة باعتراف خالد ذاته.
أمجد خالد أبرز قيادات الإخوان في السنوات الماضية التي عاثت فساداً ونفذت عمليات كبرى وقع بالصوت والصورة هذه المرة، حيث تحصلت الأجهزة الأمنية في العاصمة عدن على تواصل عبر تقنية الفيديو مع أحد المتهمين الذين وقعوا في قبضتها وخالد يتحدث عن الاغتيالات والتفجيرات وعن العبوات الناسفة وعن الدعم لمنفذي العمليات الإرهابية في عدن.
غادر أمجد خالد العاصمة عدن بعد أن تمكنت القوات الجنوبية من تطهير معسكره الذي يأوي عناصر متطرفة في العام 2019 وبدأ إعادة ترتيب عناصره في منطقة التربة التابعة لمحافظة تعز بدعم وإشراف وحماية من القوات الموالية للإخوان في محور تعز.
كانت كل العمليات الإرهابية تنطلق من معسكر التربة التابع لأمجد خالد، وقد كشفت القوات الجنوبية تفاصيل عمليات قام بها وأخرى يحضر للقيام بها وكان المكتب الإعلامي للواء النقل ينفي كل ذلك، بل اضطر به الأمر لاحقاً للظهور في قناة المهرية التابعة للإخوان والتي تبث من تركيا، للدفاع عن نفسه ونفي كل التهم والتحدي بنشر إثبات ما يتم نشره ضده.
الإرهابي الذي وقع بيد الأجهزة الأمنية ويدعى “علي الفروي” وهو من أبناء دار سعد وأحد المقربين منه عُثر في هاتفه الدليل الذي ليس بعده نكران وما يثبت ضلوع خالد في عمليات إرهابية بالعاصمة عدن حين كان يتحدث مع الفروي بالصوت والصورة.
الفروي كشف عن دعم وإشراف من جماعة الحوثي على العمليات التي تقوم بها عناصر أمجد خالد وعن زيارات لخالد إلى مدينة صنعاء رغم أنه قائداً لأحد ألوية وزارة الدفاع التابعة للحكومة الشرعية.
>> أمن عدن في فيديو جديد يثبت إرهاب أمجد خالد وارتباطه بالحوثيين
كما أكد الفروي أن خبراء إيرانيين أو عراقيين -كما قال- هم من يقوم بتجهيز العبوات الناسفة التي تستهدف قيادات أمنية وعسكرية في العاصمة عدن.
ويرى مراقبون أن الاعترافات الأخيرة لأمجد خالد تستدعي تدخلا عاجلا من قيادة الدولة بحيث كيف لقائد أحد ألويتها أن يتحول إلى إرهابي ويتعامل مع المليشيات الحوثية وينفذ العمليات الإرهابية ويظل في منصبه دون أن تتم إقالته ومحاسبته.
نشطاء جنوبيون طالبوا وزارة الدفاع بالتحرك العاجل لإيقاف عبث وإرهاب أمجد خالد، مؤكدين أن الصمت بعد هذه الاعترافات التي جاءت على لسانه يعد خيانة كبرى ودعما واضحا للإرهاب ولكل من يتغاضى عن أمجد خالد والقوات الداعمة له.
الاعترافات أكدت ما كان يحذر منه المجلس الانتقالي والقوى الوطنية من التخادم والتحالف بين جماعتي الحوثي والإخوان حين كشف الفروي أثناء اعترافاته أن أمجد خالد بعد عودته من صنعاء وضع أسماء قيادات أمنية وصفهم بالطواغيت، وهو مصطلح تستخدمه الجماعات الإرهابية. وحددها بالاسم: جلال الربيعي، قائد الحزام الأمني في عدن، وأوسان العنشلي، ومحمد الخيلي، قائد قوات الطوارئ في إدارة أمن عدن، بتصفيتهم ومن ثم سيعود بالقوة إلى عدن برفقة الحوثيين كما قال الفروي.
بقاء أمجد خالد في منصبه وتحت حماية محور تعز وصمة عار في جبين المجلس الرئاسي أولا ووزارة الدفاع ومحور تعز ثانياً في أن يظل إرهابي نفذ تفجيرات واغتيالات ويهدد باقتحام عدن مدعوما بالحوثيين في منصب يمثل الدولة اليمنية، كما أن بقاء خالد قد يؤثر على حالة الاستقرار والتوافق بين أعضاء مجلس القيادة وتماسك الدولة في ظل ظروف صعبة تعيشها البلاد.