احتجزت مليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، خلال الأيام الماضية، العشرات من شاحنات النقل الثقيل أثناء توجهها إلى موانئ الحديدة، بحجة عدم جمركة تلك الشاحنات عبر إدارات خاضعة لسيطرة الميليشيات.
وبحسب مصادر في نقابة النقل الثقيل في الحديدة، فإن عشرات الشاحنات العاملة في نقل الحاويات من موانئ الحديدة، تم احتجازها قسراً في محافظة ذمار من قبل الميليشيات الحوثية التي تمنع مرورها بحجة عدم جمركتها في مناطق سيطرتها، موضحة أن الميليشيات تطالب سائقي الشاحنات بدفع أموال باهظة للسماح لهم بمزاولة مهنة نقل البضائع عبر موانئ الحديدة بعد منع توجههم إلى الموانئ الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية.
وقال أحد السائقي المحتجزين: “تم منعنا من نقل البضائع من ميناء عدن أو الموانئ المحررة؛ ومارست علينا الميليشيات الحوثية الكثير من الإجراءات التعسفية والجبايات لأجل تحويل النقل عبر موانئ الحديدة؛ ولكن بعد تحول الحركة التجارية والاستيراد بشكل قسري للحديدة كشرت الميليشيات عن أنيابها وبدأت بتضييق الخناق علينا حتى تم إيقافنا بحجة عدم جمركة شاحناتنا”.
وأضاف: “اليوم عشرات الشاحنات التي عملت على نقل البضائع على مدى سنوات باتت محتجزة في منفذ جمارك ذمار الذي استحدثه الحوثيون لابتزاز ومنع حركة النقل التجاري بين المحافظات المحررة وغير المحررة”، لافتا إلى أن الجمارك الحوثية تطالب من السائقين دفع مبالغ مالية كبيرة بالرغم من توقف عمل وحركة نقل البضائع من ميناء عدن والموانئ المحررة”.
مصادر ملاحية في ميناء الحديدة، قالت إن قيادات حوثية باتت تدير شركات النقل الثقيل في موانئ الحديدة، موضحة أن سبب تضييق الخناق على سائقي شاحنات النقل الثقيل يعود إلى تعزيز احتكار تلك الشركات.
وأوضحت المصادر، أنه “بعد تحويل بوصلة الاستيراد من ميناء عدن إلى الحديدة انتعشت حركة النقل الثقيل بشكل كبير، وهو ما دفع بالميليشيات الحوثية إلى إحكام سيطرتها على سوق نقل الحاويات ومنع أي منافسة من قبل شركات أو حتى المواطنين الذين يملكون شاحنات.
وتعد شركة “الشهداء” للنقل الثقيل، إحدى أهم الشركات الحوثية التي تسيطر على أكثر من 60 بالمائة من عملية نقل الحاويات من وإلى موانئ الحديدة. وتستحوذ هذه الشركة على إيرادات حركة النقل من خلال نحو 350 شاحنة نقل بضائع تابعة لها.
واستغلت القيادات الحوثية اسم “الشهداء” كناية عن قتلاهم الذين سقطوا بالجبهات لأجل الحصول على الكثير من الامتيازات لتسهيل عملية السيطرة على حركة النقل في ميناء الحديدة. كما أن شاحنات النقل التي تستخدمها هذه الشركة تعود إلى أصول وناقلات المؤسسة العامة الاقتصادية.
وأشارت المصادر العاملة في الميناء إلى أن القيادات الحوثية ترفض السماح لأي منافسة لشركة “الشهداء”، وترفض السماح حتى لسائقي الشاحنات المجمركة بالدخول إلى الميناء والانتظار لفترة طويلة حتى السماح لهم بنقلة واحدة فقط.
وبحسب المصادر فإن أكثر من 5000 شاحنة نقل تم إيقافها قسراً عن العمل، وجعلها خارج الخدمة، إلى جانب عرقلة عملها في ميناء عدن والمناطق المحررة، مشيرة إلى أن التضييق كبد السائقين خسائر فادحة وفاقم من معاناتهم وأسرهم في ظل حرمانهم من مزاولة مهنتهم.
وجاء قرار الاحتكار عقب إلغاء الهيئة العامة للنقل البري في الحديدة، والخاضعة لسيطرة الحوثيين، العمل بنظام الدور للسائقين المعمول في الموانئ اليمنية. حيث تؤكد المصادر أن هذا القرار جاء لاستهداف سائقي الشاحنات وابتزازهم والتلاعب بأقواتهم.