كثفت مليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، من حملات التجنيد والتحشيد التي تنفذها في الكثير من المناطق الخاضعة لسيطرتها تحت غطاء “دعم المقاومة والمجاهدين في فلسطين”.
ومنذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر الماضي، استنفرت المليشيات الحوثية لتنفيذ حملات تعبئة وتجنيد لضم أكبر عدد من المواطنين إلى صفوفها، مستغلة الأوضاع الدائرة في فلسطين لتحقيق أجندتها ومخططاتها في تعزيز جبهاتها.
في حجة، شمال غرب اليمن، عقدت قيادات حوثية بارزة، الثلاثاء 26 ديسمبر، اجتماعاً موسعاً، من أجل مناقشة استمرار تنفيذ حملات تجنيد وتحشيد واسعة في صفوف أبناء المحافظة. ووضعت القيادات الحوثية خطة للنزول إلى المنشآت التعليمية والمساجد والأحياء السكنية لجمع أكبر قدر من المغرر بهم تحت شعار “نصر الأقصى وقتال الصهاينة”.
وبحسب الإعلام الحوثي، ضم الاجتماع الموسع قيادات بارزة بينها المدعو يحيى الأكوع، ووكلاء المحافظة وعضوي المكتب السياسي الحوثي، عبدالوهاب المحبشي وعبدالله النعمي، ومنتسبي السلطة القضائية والعلماء. وتطرق الاجتماع إلى توجيهات زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي في مواصلة التعبئة والاستنفار.
القيادات الحوثية أكدت على أهمية الزخم وعدم التخاذل في المواقف في إنجاح التعبئة العامة بالمحافظة باعتبار ذلك واجبا دينيا وعربيا وقوميا وإنسانيا وأخلاقيا. على حد وصف تلك القيادات.
مصادر محلية في حجة تحدثت عن توصيات خرج بها الاجتماع تركزت على ضرورة استغلال المدارس والمنشآت التعليمية ومنابر المساجد للترويج لحملة التعبئة ومضاعفة عمليات التجنيد والحشد خلال الأيام القادمة.
وأشارت المصادر إلى أن الاجتماع جاء عقب فشل حملات التجنيد التي أقامتها قيادات حوثية محلية في حجة خلال الأيام الأسابيع الماضية. وهو ما دفع بقيادات حوثية بارزة من صعدة وصنعاء إلى النزول والإشراف على حملات التعبئة العامة والتجنيد.
فشل حملات التجنيد في حجة، ترافق مع عجز المليشيا عن حشد أعداد كبيرة من المغرر بهم في مناطق أخرى خاضعة لسيطرة الميليشيات.
وفي محافظة إب، جرى الإبلاغ عن فقدان عدد من الأطفال بصورة غامضة من عدة أحياء سكنية تزامناً مع حملات تجنيد تقوم بها المليشيا في صفوف أطفال المدارس والمصلين في المساجد تحت شعار نصر القدس والأقصى وقتال إسرائيل وأميركا في البحر الأحمر.
ووقفاً لمصادر حقوقية تقدم الكثير من أولياء الأمور ببلاغات إلى أجهزة الشرطة في مدينة إب ومديريات أخرى حول اختطاف أطفالهم بصورة مفاجئة، مشيرين إلى أن الأجهزة الأمنية تكتفي بفتح محاضر وإبلاغ الأسر بالعودة للمنازل.
وبحسب المصادر تم توثيق حتى اللحظة اختفاء الأطفال: (ماهر أحمد مطيع شايع ـ 15 عاماً) من قرية سواد بني محرم ريف إب، و(إياد صلاح قائد مثنى سليم ـ 15 عاما) من قرية المرزوم بذات المديرية، و(بدر فؤاد سعيد الغلاب) من أبناء عزلة خولان بمديرية مذيخرة.
ورجحت المصادر أن تكون قيادات حوثية مسؤولة عن تجنيد الأطفال قامت بالتغرير بهم ونقلهم دون علم أسرهم إلى معسكرات تدريبية جرى استحداثها مؤخرا داخل المحافظة لاستقبال المغرر بهم من حملات التعبئة والتحشيد.
ويخضع المواطنون والأطفال الذين يتم تجنيدهم داخل تلك المعسكرات الحوثية إلى دورات تدريبية في استخدام الأسلحة، وكذا محاضرات دينية مكثفة تركز على نشر الأفكار الجهادية والمتطرفة التي تروج لها الميليشيات الحوثية لتحقيق أجندتها الإرهابية في اليمن.
وبحسب الكثير من المصادر فإن المليشيا تقوم بإرسال المجندين المتخرجين من تلك المعسكرات إلى جبهات القتال في عدة محافظات يمنية بينها مأرب والحديدة وتعز والضالع بهدف تعويض خسائرها البشرية المتواصلة.