أكد عمرو علي البيض عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، وممثل الرئيس عيدروس الزُبيدي للشؤون الخارجية، أن التفويض الشعبي للرئيس عيدروس الزُبيدي في 4 مايو وتشكيل المجلس الانتقالي يعتبر شكل ومرحلة جديدة من مراحل نضال الحركة الوطنية الجنوبية خاضها شعب الجنوب ابتداءً من إعلان فك الارتباط في 21 مايو 1994.
وأضاف البيض في مقابلة مع قناة “عدن المستقلة” :”في السابق يوجد مسارين منفصلين ومتوازيين بين الشق السياسي الممثل بمكونات الحراك الجنوبي، والشق العسكري الممثل بالمقاومة الجنوبية (المنظمة)، وهي مقاومة تختلف عن المقاومة الجنوبية الشعبية التي ظهرت بعد احتلال العام 2015″.
وتابع البيض قائلاً :”كانت المقاومة الجنوبية (المنظمة) مرتبطة سياسيًا برمزية علي سالم البيض، المرتبطة يإعلان فك الارتباط والرافضة لنتائج وحدة حرب 94، الذي يعتبر الغطاء السياسي للتشكيل عسكري”.
وأكمل البيض :”بعد حرب قوى صنعاء في 2015 مجددًا على الجنوب، تولدت شراكة حرب غير معلنة وغير رسمية، ما بين الحركة الوطنية الجنوبية وبين الدولة اليمنية المعترف بها دوليًا، في الفترة من 2015م إلى 2017م، عبر رموز الحركة الوطنية الجنوبية، إلى أن بدأ استهدف المشروع الوطني الجنوبي، من خلال استهداف رموز حركته التحررية، وأبرز هذه الخطوات كانت إقالة محافظ عدن آنذاك القائد عيدروس الزُبيدي”.
وواصل البيض :”وصل شعب الجنوب إلى قناعة بضرورة تغيير شكل النضال بما يتناسب مع المرحلة وتنظيم العمل السياسي والعسكري نحو الهدف، بدءا من التفويض في 4 مايو، الذي قدم حالة جديدة ومنفردة في تاريخ نضال شعب الجنوب، وذلك عبر توحيد الجانب العسكري والسياسي وتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي لأمرين هامين وهما تمثيل وإدارة الجنوب، هذا التمثيل هو تمثيل قضية شعب الجنوب العربي وقضيته وليست الجنوب الجغرافية”.
وأردف البيض :” أول نجاح عملي في هذا المسعى كان عبر اتفاق الرياض، وتحديد عبر نقطة مشاركة المجلس الانتقالي في وفد الدولة اليمنية المعترف بها دوليا في المفاوضات السياسية، كما إننا رفضنا أن تضع مكونات نظام صنعاء آلية لحل قضية شعب الجنوب العربي كما حصل في حوار موفنبيك، رفضتها المليونيات في ساحات الجنوب، وفي مشاورات الرياض 2022، أقرينا وضع إطار تفاوضي لمشكلة الوحدة وقضية شعب الجنوب كآلية سياسية وسلميّة للحل في إطارها الأممي لحل الأزمة في اليمن، وثالثاً، ولتعزيز هذا التمثيل، حقق المجلس الانتقالي عبر الميثاق الوطني الإجماع حول مسألة التمثيل وآلية الحل والحل نفسه (الرؤية)”.
وأضاف البيض موضحا :”لتحقيق الهدف الثاني في إعلان عدن التاريخيّ، والمتمثل في إدارة الجنوب، اتخذت القيادة السياسية استراتيجية لإدارة الجنوب تدريجيًا أثناء التسوية في اتفاق الرياض، وأيضاً عبر الشراكة في إطار مجلس القيادة الرئاسي، وهي شراكة فرضتها الحرب، ووضع البلد، وسعيُنا لإدارة الجنوب كان لأجل توفير خدمات للناس”.
ونوّه البيض إلى أن “البعض سيتساءل طالما ونحن نرفض واقع مابعد حرب 1994، فكيف لنا أن نشترك في هذه الدولة؟ نحن نفهم ان اشتراكنا في الدولة اليمنية المعترف بها دوليا عبر اتفاق الرياض، ليس اعترافا بمركزها القانوني ومشروعيته، حيث نعتبر أننا في حالة حرب ضد التمدد الحوثي في أراضينا ولتقديم الخدمات للناس في هذه المرحلة حتى إنهاء الحرب وحل قضية شعب الجنوب العربي”.
وأكمل البيض حديثه :”الآن تواجهنا تعقيدات، منها ما هو قصور أو أخطاء منا، ومنها ما هو نتاج تركة وثقافة نظام صنعاء التي خلفها في الجنوب، وهي تركة مؤثرة وكبيرة جدًا، كما تؤثر علينا التداخلات الإقليمية، وأيضًا الحرب التي أوقفت تصدير النفط، كل هذا أثر على الوضع المعيشي للناس، صعوبة الوضع المعيشي والخدماتي يؤرق قيادة المجلس الانتقالي، وتسعى جاهدة لتغيير هذا الحال، رغم تداخلها وارتباطها مع ملفات أخرى”.