أثار المقترح الأمريكي للتهدئة بين وإسرائيل و حركة حماس بتفاصيله الجديدة تساؤلات حول إمكانية نجاحه وإنقاذ مفاوضات القاهرة من الفشل، واستغلال الفرصة الأخيرة للتوصل إلى اتفاق بين طرفي القتال في قطاع غزة.
وحسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية “كان”، فإن “المقترح الأمريكي سيكون الأساس لقمة القاهرة التي يجري التحضير لها”، مشيرة إلى أن المقترح تضمن تقليص عدد القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا والإبقاء على عدد قليل من نقاط المراقبة.
ويتضمن المقترح الأمريكي الجديد زيادة عدد الرهائن الذين سيُطْلَق سراحهم مقابل تخفيض كبير في عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيُطْلَق سراحهم، والذي سيكون لإسرائيل حق نقضه، فيما تتمسك حماس بالمقترح الأمريكي المطروح في يوليو/تموز الماضي.
وجرت مباحثات بين مسؤولين مصريين وإسرائيليين في القاهرة خلال الأيام الماضية، لم تشارك فيها حركة حماس، التي أرسلت وفدًا، اليوم السبت، إلى مصر برئاسة خليل الحية للاطلاع على تطورات جولة محادثات اتفاق وقف إطلاق النار.
رفض حماس
قال المحلل السياسي أحمد عوض في تصريحات لـ”إرم نيوز”، إن “المقترح الأمريكي الجديد لا يمكن أن يلقى قبولًا من قبل قادة حماس، الذين رأوا في قبوله هزيمة للحركة، معلنين صراحة تمسكهم بالمقترح الذي عُرض في يوليو/تموز الماضي”.
ويرى عوض أن “حماس ترى أنها قدمت كمًّا كبيرا من التنازلات لإسرائيل والوسطاء للتوصل إلى اتفاق تهدئة، وأن الطرف المعطل للتوصل إلى الاتفاق هو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يرغب في استمرار الحرب لأطول مدة ممكنة”.
وأضاف المحلل السياسي أنه “رغم التفاؤل الذي تبديه التقارير الإعلامية، لا يمكن أن يؤدي المقترح الأمريكي بتعديلاته الجديدة إلى أي اتفاق للتهدئة بين حماس وإسرائيل”، مبينًا أنه يجب على الوسطاء التوصل إلى اتفاق وسط.
وأشار عوض إلى أن “التعديلات الجديدة تتضمن بنودًا لا يمكن لحماس قبولها، وأن رئيس الحركة يحيى السنوار سيمنع أي اتفاق من هذا النوع، لذا أرسل وفدًا إلى القاهرة برئاسة خليل الحية في إشارة إلى أن رؤيته هي التي ستعرض أمام الوسطاء”.
وتابع عوض “بتقديري المفاوضات ستنهار في إطار هذا المقترح، وإسرائيل أمامها خياران: إما الدخول في مرحلة جديدة من الحرب ستشمل المنطقة، وإما تقديم مزيد من التنازلات التي تؤدي إلى تهدئة شاملة تحول دون اندلاع حرب إقليمية”.
فرص ضعيفة
قال أستاذ العلوم السياسية أيمن يوسف في تصريحات لـ”إرم نيوز”، إن “فرص نجاح مفاوضات التهدئة بين حماس وإسرائيل الدائرة حاليًا ضعيفة في ظل المقترح الأمريكي الجديد”، مشيرًا إلى أن حماس تتمسك بالمقترح السابق، ويبدو أنها ترفض تقديم أي تنازلات.
ويرى يوسف أن “الأمل الوحيد في نجاح برؤيتها الحالية يتمثل في حصول قادة حماس وتحديدًا رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار على ضمانات تتعلق بعدم ملاحقتهم من قبل إسرائيل، إضافة إلى استمرار حكم الحركة لغزة”.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن “مسألة حكم غزة مهمة جدًا لحماس، ويمكنها أن تقدم المزيد من التنازلات من أجل ذلك، كما أن السنوار، وعلى إثر تعيينه بالمنصب الجديد، يريد أن يضمن أمنه الشخصي”، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة قد تضغط على إسرائيل لضمان ذلك.
وختم يوسف بالقول إنه “ربما يكون الأمر أكثر وضوحًا خلال الأيام المقبلة، وقد يؤدي أي اختراق إلى إعلان اتفاق مرحلي للتهدئة بين حماس وإسرائيل”، مؤكدًا أن أي اتفاق سيكون بضمانات أمريكية ودولية، وسيحول دون اندلاع حرب إقليمية.
وكالات