✍ مقال لـ : د. حسين لقور بن عيدان
نبض الشــــــــارع الشبواني – متابعة
الثلاثاء، الموافق 10 سبتمبر 2024
لعل من أسوأ ما جاءنا من اليمن منذ غزو واحتلال الجنوب 94م هو نقل عدوى سمسرة مشايخ اليمن إلى بعض عقال ومقادمة الجنوب الذين أصبحوا مجرد سماسرة لقوى سياسية ومالية وحتى مجرد أدوات بيد قوى خارجية.
لم تنشئ الدولة الحديثة إلا على القطع مع مفاهيم القبيلة والانتماء العرقي، التي سادت في التجمعات السياسية في شكلها القديم، فجاءت الدولة الحديثة بمفهوم المواطنة كمفهوم يسمو على ما غيره ويمنح للإنسان الفرد الاعتبار كونه الأساس فقط له حقوق وعليه واجبات داخل حدود جغرافية وطنية وسياسية.
لقد استطاعت الدولة الحديثة تقديم صورة بديلة ذات مِيزة مهمة عن الكيانات القبلية، وهي القطع مع كلّما من شأنه أن يجعل بعض الناس يميلون للتفاخر وآخرون يشعرون بإحساس الدونية، فقط لأن ذلك وجد بالصدفة داخل قبيلة بحدود تاريخية وجغرافية وآخر من فئة لا قبيلة له.
نظام القبيلة كان من أشكال الانتماء بروزا عبر التاريخ، حيث مثل البؤرة الأولى لما بعد الأسرة، حيث الإحساس يحس بالانتماء النفسي والاجتماعي، وكان مصدر أمان بالنسبة للأفراد، لكن مفاهيم الدولة الحديثة قدمت الفرد الإنسان كأساس يجعله مجبولا على الانتماء إلى رابطة اكبر تمنحه الشعور بالأمان والقوة والانتماء لوطن واسع هو شريك فيه.
إن استحضار القبيلة اليوم وظهور أحلاف جاهلية في بعض مناطق الجنوب قائمة على مفهوم القبيلة في الصراع السياسي والاقتصادي، لا يبشر أبدا بخير، لأن هيمنة روح القبيلة على تسيير وإدارة الصراع يعني استبعاد القُوَى المدنية التي تحمل أفكار الحداثة، بل تسعى لتجاوزها واضطهادها وهو ما يعني في المحصلة وأد أي أُفق حقيقي لتقديم حلول موضوعية لإنهاء الحرب وبذلك انعدام فرص تقديم مشروعات سياسية قابلة للاستمرار.
——————————————————
للانضمام لمجموعة نبض الشارع الشبواني على الواتس آب أضغط هنا👇
مجموعة نبض الشارع الشبواني على الـ Whatsapp
——————————————————
– لمتابعة صفحة نبض الشارع الشبواني على منصة X “تويتر سابقاً” أضغط هنا👇
صفحة نبض الشارع الشبواني على الــ X-Twitter
——————————————————
لمتابعة صفحة نبض الشارع الشبواني على الفيس بوك أضغط هنا👇
صفحة نبض الشارع الشبواني على الــ Facebook
——————————————————
«صفحة إخبارية تنشر الحقيقة كما هي، بمهنية إعلامية وطرح إخباري هادف»