أدارت القيادة الجنوبية، ملف أحداث مودية المؤسفة بحكمة شديدة، بما أغلق الباب أمام محاولة إحداث فتنة في العمق الجنوبي، وذلك بعدما كرّست المليشيات الإخوانية اليمنية نفسها لترويج قدر كبير من الشائعات ضد الجنوب.
ولعب الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، دورا كبيرا في التعامل مع أحداث مديرية مودية الأخيرة والتي نتج عنها استشهاد قائد الحزام الأمني وعدد من الأفراد في حادثة مؤسفة.
وفور الأحداث، أصدر الرئيس الزُبيدي توجيهات بتكليف مدير أمن المحافظة العميد علي ناصر بن الذيب ، وقائد الحزام الأمني بدلتا إبين العميد عبداللطيف السيد، بالنزول إلى موقع الحادث وحث كافة الأطراف إلى الاحتكام للعقل والقانون وتفويت الفرصة على المتربصين.
وفي اجتماعها الأخير، وقفت الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة أبين برئاسة محمد أحمد الشقي رئيس الهيئة، على تداعيات وأحداث مديرية مودية الأخيرة، مثمنة في الوقت نفسه موقف الرئيس القائد الزُبيدي في احتواء الموقف.
كما أشادت الهيئة، بدور الوجهاء والشخصيات الاجتماعية في الترشيد والتوعية المجتمعية والوقوف صفا واحدا لمساندة الأجهزة الأمنية في المديرية لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وشدّدت على أهمية عدم الانجرار خلف مروجي الفتنة والاقتتال والحفاظ على النسيج الاجتماعي ورفضهم لأن تكون أبين التربة الخصبة للإرهاب والمشروعات السياسية الخبيثة التي يرفضها الشعب الجنوبي.
وأكدت الهيئة، ثقتها بكافة الشخصيات الاجتماعية والقبلية بمديرية مودية وأبناء المنطقة الوسطى كافة الذين كانوا عونا وعاملا مساعداً في إنجاح عملية سهام الشرق والوقوف مع شجعانها الذين ينتمون إلى كل محافظات الجنوب مقدمين أرواحهم في سبيل أن تنعم المحافظة وأبنائها بالأمن والاستقرار.
في سياق متصل، زار العميد محسن عبدالله الوالي القائد العام لقوات الحزام الأمني، الجرحى الذين سقطوا في أحداث مودية المؤسفة التي شهدتها المديرية.
وخلال الزيارة التفقدية، اطمئن الوالي على أحوال الجرحى بعدد من مستشفيات العاصمة عدن، متمنيا لهم الشفاء العاجل، مشيدا بتضحياتهم الكبيرة في محاربة الإرهاب وضبط الأمن والاستقرار في مديرية مودية بأبين.
واستمع الوالي، إلى مستوى الخدمات الطبية التي يتلقوها في المستشفيات، ووجه القائمين على علاجهم، بالاهتمام الفائق وتقديم لهم الرعاية الصحية الكاملة كواجب انساني ووطني، يليق بتضحياتهم الكبيرة.
وأكّد أن القيادة السياسية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي وقيادة الحزام الأمني تولي علاجهم أولوية قصوى وقد وجهوا الجهات المختصة متابعة حالتهم وتوفير الرعاية الصحية وعلاجهم سواء في الداخل أو نقل الحالات الحرجة للخارج.
من جانبهم، عبر الجرحى عن سعادتهم بالزيارة واللفتة الأنسانية لقائد قوات الحزام الأمني التي اعتبروها قيمة رفعت لديهم الروح المعنوية.
تعامل الجنوب على هذا النحو يحمل حكمة كبيرة من أجل غلق صفحة أحداث مودية المؤسفة ولملمة آثارها، وذلك بعدما حاولت قوى صنعاء الاصطياد في الماء العكر خلال الأيام القليلة الماضية.
وعمدت قوى صنعاء عبر كتائبها الإلكترونية، إلى استغلال هذه الأحداث في إطلاق وترويج كم كبير من الشائعات، تستهدف بشكل مباشر القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الجنوبية، في محاولة لإظهارها غير متماسكة أو لا تقف على قلب رجل واحد.
إلا أن التعامل الحكيم والهادئ والرصين من قِبل القيادة الجنوبية، ساهم في احتواء الأوضاع، مع تفويت الفرصة أمام قوى صنعاء عن إيجاد ثغرة أو فرصة للمساس بالاستقرار في الجنوب العربي.