كيف يمكن لي أن امتلك بعضآ من الشجاعة والجرأة في رثاء قائد محنك وشجاع ورجل المواقف البطولية؟!!
بينما امطار الحزن تغطي الوجه….وكيف يستطيع القلم أن يكتب الحروف والكلمات رثاءً لواحد من اروع وأعظم الابطال ….حقآ تعجز الكلمات عن التعبير عندما يكون الحدث اكبر من قدرة الإنسان على التحمل وهذا ماحصل عند سماعي عن خبر نبأ وفاة اخي ورفيقي القائد صالح السيد فكيف يستطيع قلمي رثاء هذا القائد الجميل؟؟
رغم ايماني المطلق بالله العلي العظيم وايماني المطلق بالقضاء والقدر ،بأن الموت حق على كل إنسان،بل وعلى كل مخلوقات الله سبحانه وتعالى ، وان الأجل محتوم ،واننا جميعآ على موعد ما مع الرحيل عن وجه هذه الدنيا الفانية ،الآ اننا كما لو كنا اطفال تعلقوا كثير بأبائهم كثيرآ…ولا تريد عقولنا الباطنه أن تصدق أن ذلك الرجل الشهم والمتواضع والغيور وساهر الليالي المظلمة لينعم الآخرون بالأمن والاستقرار وصاحب الحضور القوي والمؤثر رحل عن هذه الدنيا في وقت نحنا في امس الحاجه لمثل هذا القائد المغوار.
اخي اللواء صالح السيد رحلت عنا وتركت برحيلك جرحآ ينزف في قلوبنا وقلب كل أبناء الشعب الجنوبي ….حقآ أن كلماتي هذه التي اكتبها هنا ليست ككل الكلمات التي اعتدت كتابتها من الحبر والألم ،ولا اكتب هذه الكلمات من حبر خالص ، انما هي كلمات اكتبها من دم ودموع وحبر وألم وحزن ووجع لا ولن ولم ينتهي!!!وكل من عرف اللواء صالح السيد عن قرب أو كل من اقترب منه ولو قليلآ يدرك كم هي المصيبة قاسية وصعبة برحليه وفقدانه ،فلقد رحل عنا الرجل القائد والإنسان الثائر والمتواضع الطيب البسيط الذي اعتاد دومآ على قول كلمه الحق في وجه الجميع وأمام الجميع،وعن الجميع ولأجل الجميع ،حتى لو ادى ذلك الى أي نتيجة مهما كانت قاسية وصعبة على كل المستويات.
اخي القائد الفقيد صالح السيد حقآ أن الشرفاء الأتقياء الانقياء الاوفياء المخلصين لا يموتون وان غابت أجسادهم الطاهرة بل يورفون وتخضر بهم الحياة تركت ارثآ بطوليآ نزهو به ما حيينا ….لم تزدك مواقعك المتعدده من المسؤوليات الكبيرة الآ تواضعآ ومزيدآ من الالتصاق بالناس العاديين البسطاء اخآ للفقراء ، جل وقتك تقضيه في خدمه الجميع استطعت بشجاعتك وبسالتك تثبيت الأمن في لحج ودك أوكار الارهابين والمجرمين …. نعم إن صدى كلماتك تتردد في ذهني حينما كنت تقول لي إنك مشروعك مشروع حياة أو موت لأجل ارض الجنوب .
ايها الاسد الصهور حقآ من يعرفك أو يسمع عنك فلعيونه الحق أن تبكي ولمقلتيه الحق أن تذرف الدموع ولقلبه الحق أن يحزن ويأسف ويقهر فكيف لا وانت كنت الرجل القريب من الجميع ….الرجل المتواضع الوقور ناصر المظلومين وقاهر الظالمين .
كم كنت عظيمآ خلوق بشوش …..كم كنت مثخنآ بالجراح وبالآلم الداخلي ولكنك لم تحمل يومآ ضغينة أو كيدآ أو عدائية وخصوصآ ممن جرحوك وتردد دائمآ قول الحكماء لاتجادل احمقآ أو جاهلآ أو حاسدآ فإن فعلت ذلك فلا يعرف الناس الفرق بينكما.
اللواء صالح السيد السيف المسلول على كل المجرمين والقتله والبلاطجه والمحببين ستظل باقي فينا دومآ ودومآ ودومآ ولن ننساك…..ومهما اكتب واكتب فلن ولم اوفيك حقك لانك اكبر من الكلمات والحروف ….فيالها من خسارة رحليك اخي ورفيقي صالح السيد ولكنك لا نقول الا ما يرضى الله ولاحولة ولاقوة الا بالله وأنا لله وانا اليه راجعون…. ونسأل الله أن يرحمك وان يغفر لك ويسكنك فسيح جناته.
*رفيقك المكلوم: العميد وضاح عمر سعيد الصبيحي
قائد قوات الحزام الأمني محور الصبيحة