في مفارقة لافتة، شهدت العاصمة الإيرانية طهران مظاهر احتفاء من قبل المواطنين في ذكرى وفاة الخميني قائد ما تسمى بالثورة الإسلامية في الوقت الذي شهدت فيه العاصمة صنعاء إحياءً لهذه المناسبة من قبل جماعة الحوثي.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد فيديو توثق إطلاق العشرات من الإيرانيين للألعاب النارية في العاصمة طهران وبعض المدن الإيرانية ابتهاجاً بالذكرى الـ34 لوفاة الخميني، في رسالة احتجاج جديدة ضد النظام الإيراني والذي تشكل عام 1979م عقب الإطاحة بحكم الشاه من قبل ما اطلق عليها بالـ”الثورة الإسلامية” بقيادة الخميني.
ويواجه النظام الإيراني خلال السنوات الأخيرة موجات من الاحتجاجات الشعبية الرافضة لسياسيات النظام القمعية والمنددة بتدهور الأوضاع الاقتصادية جراء العقوبات المفروضة على إيران من قبل الغرب، والتي يراها المواطنون الإيرانيون بأنها نتاج لسلوك النظام العدائي تجاه محيطه والعالم.
وخلال الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها إيران أواخر العام الماضي بسبب مقتل الفتاة الإيرانية مهسا أميني على يد الشرطة، كان لافتاً تصاعد حدة الغضب في الشارع الإيراني ضد سياسات النظام من خلال الهتافات الغاضبة التي طالت كل رموز النظام “المقدسة”، وعلى رأسهم الخميني الذي تم احراق صوره من قبل المحتجين.
ووصل الأمر إلى حد قيام محتجين بإحراق المنزل الذي ولد فيه الخميني في مسقط رأسه بمدينة “خمين” وحولته السلطات الإيرانية لاحقاً إلى متحف ومزار، ضمن سياسة النظام في إضفاء القداسة على الرجل الذي يعد الأب الروحي له، ولسياسته القائمة على “تصدير الثورة” لفرض نفوذه على المنطقة والعالم.
وإزاء هذا التهاوي لرموز النظام الإيراني، يلجأ النظام إلى تعويض ذلك عبر استخدام أذرعه في المنطقة العربية ومن بينها جماعة الحوثي في اليمن، لإحياء هذه الرموز ومحاولة تسويقها كرموز دينية وسياسية بعد أن باتت مكروهة في الداخل الإيراني.
وهو ما شهدته صنعاء، الأحد، بالفعالية التي أقامتها السفارة الإيرانية احياءً لذكرى وفاة الخميني وحضرتها قيادات حوثية اسهبت في كلماتها بالفعالية بمدح الرجل والدعوة إلى قراءة أفكاره وخطبه، وربط قصته بقصة زعيم الجماعة حسين الحوثي، والادعاء بانهما تعرضا للتشويه بسبب مواجهة “الاستكبار الصهيوني الأمريكي الغربي”.