فجرت أزمة الكهرباء التي تشهدها العاصمة عدن بالتزامن مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، موجة من ردود الأفعال الغاضبة في الشارع الجنوبي، وسط اتهامات رسمية بتجاهل الأمر من قبل الحكومة والرئاسي.
ومساء أمس السبت، ثمنت المؤسسة العامة لكهرباء عدن تدخل محافظ العاصمة أحمد لملس بالتوجيه بشراء وقود إسعافي لتأمين استمرار تشغيل محطات التوليد وعدم توقف الخدمة وذلك بعد أن أوشك مخزون الوقود من مادتي الديزل والمازوت على النفاد وعدم وجود كميات تسهم باستمرارية الخدمة.
وفي حين دعت المؤسسة مجلس القيادة الرئاسي بضرورة التدخل الفوري وإلزام الجهات الحكومية المعنية، بتوفير وقود محطات التوليد وتأمينه خلال فصل الصيف الحالي، أكدت بأنها سبق وقد أبلغت جميع الجهات الحكومية المعنية بذلك، “إلا أنه وللأسف لم يتم التعاطي أو التعامل مع تلك البلاغات بجدية”، حسب قولها.
هذه الإشارة الواضحة بالتقاعس الرسمي تجاه أزمة الكهرباء، فجرت موجة غضب بين الناشطين والإعلاميين الجنوبيين على مواقع التواصل الاجتماعي من استمرار معاناة أبناء عدن والمناطق المحررة بسبب الكهرباء للعام الثامن على التوالي، وبعد أكثر من عام على تشكيل مجلس القيادة الرئاسي.
حيث يرى الصحفي الجنوبي ياسر اليافعي وجود تعمد لإغراق عدن في الأزمات، معتبراً بأن المدينة “تدفع ثمن انتصارها على الحوثي والإرهاب”، محذراً بالقول: بأن استنزاف كرامة وصحة المواطن العدني أمر لم يعد مقبولا بالمطلق.
وفي حين يتساءل اليافعي عن “دور وزراء الانتقالي في الحكومة، ودور الانتقالي نفسه مما يحدث لأبناء عدن”، يشير الصحفي عادل المدوري إلى وجود حالة احتقان بدأت بالاتساع في الشارع الجنوبي من الوضع المتدهور، محذراً من أن تكون “الكهرباء عود الثقاب” لخروج الشارع في الجنوب.
وهو ما يؤكده عضو الجمعية العمومية بالانتقالي، وضاح بن عطية الذي حذر من انفجار ثورة شعبية “إذا لم يتم معالجة أوضاع معيشة الناس وخدماتهم الضرورية وعلى رأسها الكهرباء”، مؤكداً وجود “عبث وفساد يتطور ويتوسع بعمل ممنهج كنوع من الصراع السياسي على حساب حياة ومعيشة الناس”، وختم محذراً بأنه “قد فاض صبر المواطن”.
مؤشرات الاحتقان والغضب جنوباً بدت واضحة من خلال الهجوم الحاد الذي شنه العديد من النشطاء على خلفية أزمة الكهرباء، ضد استمرار بقاء المجلس الانتقالي في أطار مجلس القيادة الرئاسي في ظل الفشل والعجز بإدارة ملف الخدمات والاقتصاد بعد مرور أكثر من عام على تشكيل المجلس.
حيث يبدي الكاتب الجنوبي سعيد بكران رفضه لما يسميها “الشراكة مع قوى فساد وأحقاد التي تقطع الكهرباء عن سكان عدن وتمنع الوقود عن محطاتها في هذا الصيف القاتل”، معتبراً بأنها “شراكة آثمة وظالمة وكاذبة”، داعياً المجلس الانتقالي إلى مغادرة “هذه الشراكة فوراً وهذه مسؤلية وطنية وأخلاقية”، حسب قوله.