أعلنت ميليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، رسمياً استكمال استعداداتها العسكرية للمعركة القادمة ضد القوات الحكومية، في تأكيد جديد على استغلالها الهدنة الإنسانية وجهود السلام من أجل إعادة ترتيب صفوفها، وعلى ما يبدو أن الجنوب ستكون بوصلتها القادمة.
هذا الإعلان جاء على لسان وزير دفاع الميليشيات في حكومة صنعاء غير المعترف بها دولياً، محمد العاطفي، الذي قال خلال زيارة لعناصره على حدود الضالع، أن ميليشياته وصلت إلى نسبة كبيرة من الاكتفاء الذاتي من طلقة الكلاشنكوف حتى الصواريخ الباليستية الاستراتيجية ذات المديات البعيدة.
واعترف صراحة أن المعادلة تغيرت وأنهم أصبحوا جاهزين عسكرياً للمواجهة، وهدد دول التحالف العربي السعودية والإمارات بتكبيدها مزيداً من الخسائر في حالة عدم رحيلها من الأراضي اليمنية، على حد زعمه.
ويمثل ظهور العاطفي على حدود الضالع وإطلاق هذه التهديدات تأكيدا على أن المعركة القادمة ستكون باتجاه الجنوب، خاصة بعد أن دفعت بأكثر من عشرة آلاف مقاتل باتجاه مدينة إب المحاذية لمحافظة الضالع.
تهديدات العاطفي تزامنت مع تقرير نشرته قناة المسيرة التابعة للميليشيات، كشفت فيه أن صنعاء تلوح بإنهاء مرحلة خفض التصعيد وتتجه نحو خيارات الحسم، على حد قولها.
وأشار التقرير إلى تصريحات العاطفي والمتحدث باسم الميليشيات صادق سريع، ورئيس المجلس السياسي مهدي المشاط، وقالت إن “التهديدات المتكررة والتلويح بخيارات المواجهة في مرحلة تتسم بالضبابية”.
وكانت الميليشيات قد استعرضت فيديوهات للآلاف من عناصرها وهم في طريقهم من ذمار إلى إب بحجة تنفيذ تدريب المسير العسكري.
وبهذا الشأن، قال الباحث العسكري العقيد وضاح العوبلي: إن الميليشيات تبدي اهتماما بما يسمى المنطقة العسكرية الرابعة، في رسائل ومؤشرات تهديد تستهدف المحافظات التي تقع تحت سيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، لافتاً إلى أن خطورة تزامن مثل هذه التحركات العسكرية الحوثية باتجاه الجبهة المتاخمة للضالع ولحج وعدن مع توجيه المجلس الانتقالي لقواته باتجاه المحافظات الشرقية.
ولا يستبعد العوبلي أن تكون هذه التحركات الحوثية جاءت بتنسيق مع بعض الأطراف الخارجية وبالذات تلك الأطراف التي ترى في تحرك الانتقالي شرقاً تهديداً لمصالحها ولأمنها القومي، ولهذا فهي تدفع بالحوثيين إلى تهديد المعاقل الرئيسية للانتقالي لإرغامه على إعادة حساباته بشأن أي معارك قد تتشتت فيها قواته في الجغرافيا المفتوحة والواسعة لمحافظتي حضرموت والمهرة، وما سيشكله مثل هكذا تحرك من خطر على محافظات: عدن ولحج والضالع.