بقلم/ صالح علي الدويل باراس
الاختناق السياسي وانهيار سعر العملة جاء نتاج عملية تراكمية واسبابها ليست داخلية فقط بل ان ادارة المسؤلين التنفيذيين للمملكة من اهم الاسباب!!
لا جنوبي الا يحمل وفاء وعرفانا للملكة ولقيادتها وشعبها ولا يريد الاصطدام بها لكن مهما كانت مخالبها قوية فان السعي لافشال الانتقالي في الجنوب وصنع وكلاء لشرذمة حاضنته لن يمر ، وان مر سيفيد غيرها مهما خطط مسؤولوها التنفيذيون فكل الصنائع التي يصطنعونها لن تفيد !!! ، لذا من الضرورة المكاشفة
لن تصل الحال هكذا لو ادار مسؤولوها التنفيذيون الملف المالي والخدماتي بنفس جديتهم في صنع الكنتونات والدكاكين والاحلاف وتوظيف المقاطع الباكية عن حال عدن ضد الانتقالي واستخدام استراتيجية “اشغله بزيد ينسى عمرو “وحشد اقلام الخدمة واقلام الاحتياط في حملة “ضرار” تنقد واقع شديد المرارة في المناطق المحررة خاصة عدن ولا توزع مسؤوليته على المسؤولين الحقيقيين عنه مباشر
الكل يعلم ان المناطق المحررة تدار بثلاثة رؤوس وراس السفير السعودي وتوابعه اكثرهم تاثيرا !! ولولا ذلك لما آلت الحال لهذا الانهيار الذي لن يجدي فيه تجريب “اطفال تحت الطلب ” التي مكانها مختبرات الطب لا ادارة ازمات الشعوب واصطناع “عمائم حكمة فارغة من الحكمة” يعلم حقيقتها وتاثيرها محيطها اكثر من غيرهم
ان ازمة انهيار العملة نتاج طبيعي للانهيارات في كل المجالات التي تعتبر المملكة شريكة في صنعها فمسؤولوها التنفيذيين من سفير وغيره يتحكمون او يتدخلون بكل ملفات المناطق المحررة في الجنوب ومعاناة المواطن كانت الهدف الاساسي لسياسات الحكومة وجزء من المجلس الرئاسي واستشعارات المملكة ظلت ترى الانهيار يوميا ولا يعنيها بل تغذيه وتجعله احد وسائل الترويض السياسي للشريك الانتقالي ومشروعه الذي قد يكون حقق بشراكته مكاسب سياسية لقضيته لكنها حمّلته خسائر مجتمعية في حاضنته
لن يحل الانهيار مشاورات لتكوين مجلس رئاسي مصغر ولا استدعاء العليمي ولا معين ولا محافظ البنك ولا وزير المالية ولا الضغط على على الجرح المؤلم للانتقالي ولا اصطناع صنائع ولن يحله دعم سعودي للموازنة صار مسرحية تخدير تتكرر مع كل اختناق والنتيجة “مت ياحمار لما يجيك العليق”
تقوم السعودية بادارة خدمات واقتصاد المناطق المحررة باعتبارها قائدة التحالف العربي وتقع عليها مسؤولية دولة منقذة وتترك الامر الواقع يتحمله اهله بخيره وشره مثل الحوثيين في الامر الواقع شمالا
لماذا ماتركوا الادارة الذاتية لكي تتحدد مسؤولية الانتقالي امام حاضنته فتعرف فشله او نجاحه !!؟
منعوها لانها ستمنع الادارة برؤوس ثلاثة !!! فتكون فسحة لوضع مسؤولية كل فشل على راس الانتقالي لترويضه ولانها ستمنع تشكيل الامر الواقع في الجنوب كما يريده التنفيذيون ، الذين يريدون قوة القضية الجنوبية ويعادون اهدافها ويسعون لشرذمة حاضنتها ، بما يخدم صفقة ملائمة للحوثي بخلق مراكز قوى ودكاكين واصطناع قضايا واستزراع فطر سياسي للضغط وتمرير ماتحت الطاولة
سياسة لن تكون لصالحها ولا لصالح المناطق المحررة ولا لصالح الانتقالي فالمثل العربي يقول “من ركب على شدين انشرخ” وادارة الجنوب ب”راسين وبرؤيتين + رؤية الترويض العليا للسفير” صنعت الفشل وستفشل وقد لايكون فشلها لصالح الانتقالي وهو احد الرؤوس وله مسؤولية كالاخرين ، والفشل بالتاكيد لن يكون لصالح الترويض بل لصالح “من يترقب ؛ بالجميع ؛ خلف الاكمة” !!
عقد من سنوات عجاف ذاق الناس في الجنوب ويل حرب الخدمات اكثر مما ذاقوا من حرب المدافع فذاقوا معاناة وارتفاع الاسعار ومضاربة عملة وفساد مستشري في اروقة الحكومة ومسؤولو المملكة التنفيذيين يتفرجون بل شركاء فهم ليسوا مسؤولين دبلوماسيين كدولة جيبوتي بل مسؤولي ولاية حرب
الجنوبيون على ارضهم ولن يتخلوا عن مشروعهم حتى لو حُورب الانتقالي ، فما هزمت قضيتهم كل تفريخات اليمننة قبل اشهاره ويعلمون انه لا المملكة ولا غيرها جاءت لسواد عيونهم او دفاعا عنهم بل جاءت دفاعا عن امنها واعتقادا منها انها فرصة سانحة لضرب اكثر من عصفور بحجر واحدة لكنها وجدت تضاريس حرب وتضاريس سياسة جعلتها ترتدع شمالا فانحرفت جنوبا ومع التفاوض مع الحوثي ازدادت شراهتها بتصنيع الصنائع جنوبا ليس حبا في حضرموت ولا شغفا بشبوة ولا عشقا بعدن بل للضغط بتقديم تنازلات للحوثي في مفاوضات حل الكواليس ، وهي سياسة حاول عفاش ان يجعلها مشروعا في الجنوب لشغل الجنوبيين ببعضهم لتنفيذ اجنداته وفشل وسيفسلون لان في الجنوب قضية قبل الحرب ليست قضية الانتقالي مثلما كان الحوثي قضية شمالا قبل الانقلاب فقبلته المملكة مع انها حاربته وفشلت في هزيمته ، قضية جنوبية ممتدة من عدن الى المهرة تعلم كل حقيقتها واهدافها
إسقاط حكومة معين ضرورة لن تحل الازمات الكامنة في الادارة السيئة المقصودة لاستشعارات المملكة لملف المناطق الجنوبية المحررة وجعلها ورقة مساومة ضد الانتقالي ومشروع الجنوب
فشلت الحرب عسكريا وفشلت في ادارة الخدمات جنوبا وتتحمل المملكة النصيب الاوفر وفشلها سببه “الادارة بالسفير + راسين يتكلمان حسب الطلب او اصمت والّا” كان يجب الاستفادة على الاقل من تجربة “برايمر” فبولايته للحرب” ادار العراق براس واحدة!!
مثلما تعاملت المملكة مع الحوثي امرا واقعا وراسا واحدا في الشمال فلماذا تحارب الانتقالي في الجنوب وتسعى لصنع الكنتونات وهي حاربت لهدفين
الاول : محاربة الانقلاب واعادة الشرعية الى صنعاء وهو هدف فشل وانتهى بزيارة ال جابر لصنعاء وحج “الرزامي” هذا العام وهو راس كان مرصودا فيه الملايين!!ا
الهدف الثاني لحربها:
محاربة الارهاب
لم يكن من اهداف الحرب لا محاربة قضية الجنوب ولا فرض اقاليم ولا قضية حضرمية اثبتت جماهير حضرموت انها من سياق الجنوب ولا اصطناع احلاف قبلية ولا مجالس فندقية وغيرها من لعبة الكلمات المتقاطعة التي تمارسها جنوبا اما الشمال فلا كلمات متقاطعة ضده!!..لماذا!!؟
لا يوجد مايخسره الجنوب فقد خسر طيلة ثلاثة عقود ولم تنهزم قضيته واي خسارة ستكون على الجميع واولهم المملكة فمازالت الملفات مفتوحة “وتحت الضلوع داء دويا ” تعلمه جيدا وتعلم من هم وتعلم ماذا تعني هزيمة الانتقالي في الجنوب وانه ليس لصالحها !!!
14 يوليو2023م