لاقت حملات منع حمل السلاح التي جرى تدشينها في العاصمة عدن وعدة محافظات جنوبية محررة، إشادة مجتمعية، في ظل إصرار الأجهزة الأمنية على استمرار تلك الحملات حتى تحقيق أهدافها.
وجاءت هذه الحملات في ظل تصاعد المناشدات المجتمعية المطالبة بضرورة وضع حد لحوادث القتل والاستهداف التي تطال المدنيين، جراء تنامي ظاهرة حمل السلاح والتجوال به في داخل المديريات والأحياء السكنية.
العاصمة عدن كانت سباقة في إطلاق خطة متكاملة تشارك فيها عدد من الأجهزة الأمنية بقيادة قوات العاصفة الرئاسية، التي نشرت عددا من وحداتها في شوارع وجولات ومداخل مديريات العاصمة عدن. وشددت القوات من إجراءات التفتيش وتعقب العناصر المسلحة التي تتجول في شوارع المدينة وتثير رعب وهلع المواطنين.
وتستمر القوات الأمنية في عدن منذ نحو شهر في حملات ضبط ومصادرة الأسلحة، وسط التزام المواطنين بالتوجيهات الصادرة بمنع حمل السلاح غير المرخص والتجوال به في الشوارع الرئيسية وداخل الأحياء السكنية والأسواق.
العودة للحياة
تفاعل كبير من المواطنين والنشطاء والإعلاميين مع حملات منع الأسلحة سواء في عدن أو باقي المحافظات الجنوبية المحررة، وسط تأكيدات بضرورة الاستمرار في تنفيذ هذه الخطوات الهامة التي تعزز الأمن والاستقرار وتحافظ على السكينة العامة. كما أنها خطوة هامة في إنهاء الجريمة التي تفشت مؤخرا نتيجة حمل السلاح.
الدكتورة حنان عوض، من أهالي مديرية البريقة غرب عدن، أفادت لـ”نيوزيمن”: أن حملة منع السلاح التي تنفذها القوات الأمنية في شوارع عدن، خطوة هامة من أجل إعادة الأمن والأمان وإنهاء أية ظواهر دخيلة على المدينة المعروفة بالسلام والهدوء والاستقرار. موضحة أن انحسار حاملي الأسلحة في الشوارع والأسواق والأحياء السكنية يعيد الروح والأمل للأهالي الذين يرفضون هذه الظاهرة الدخيلة.
وعبرت الدكتورة حنان، عن سعادتها باستمرار الحملة حتى إنهاء هذه الظاهرة التي تسببت في إزهاق حياة الكثيرين من الأبرياء. مضيفة: في السابق كنا نخاف من الخروج لقضاء أية أوقات سعيدة ونكتفي بالمشاوير الضرورية، خوفاً من عمليات إطلاق النار المفاجئة التي تشهدها الشوارع والأسواق وحتى على متن المواصلات العامة. ولكن مع الحملة المكثفة المستمرة من أيام عيد الأضحى أصبحنا نخرج للأسواق والمراكز التجارية والأطفال لا يشاهدون حاملي الأسلحة الذين كانوا يجوبون المدينة بشكل مخيف ومرعب.
إعادة عدن لدورها
من جانبه أكد مدير أمن العاصمة عدن، اللواء الركن مطهر الشعيبي إن حملة منع السلاح في العاصمة عدن حققت نتائج مثمرة منذ انطلاقتها حتى اليوم، ونحذر كافة المخالفين بأن الأمن لن يتهاون معهم وسيتم إنزال بحقهم عقوبات صارمة ولن يستثني أحدا.
وأشاد مدير أمن عدن بجهود كافة القوات المشتركة في العاصمة، وذلك نظير جهودهم الأمنية من خلال القبض على الجناة في كافة الجرائم الجنائية مع المتهمين دون استثناء والتي حدثت الشهر الماضي ويقظتهم الأمنية والتعامل الجاد مع الحملة وتطبيق النظام والقانون بحق الجميع ومصادرة كافة الأسلحة غير المرخصة في العاصمة عدن.
شاكرا المواطنين على تعاونهم مع أمن العاصمة عدن باعتبارهم جزءا هاما في المنظومة الأمنية وبدون تعاونهم لا يمكن نجاح أي حملة، حيث لعب المواطن دورا إيجابيا في هذه الحملة من خلال الوعي المجتمعي أو مساعدة رجال الأمن أو الإبلاغ عن كافة المشتبهين الذين يتجولون بأسلحتهم في أزقة وشوارع العاصمة عدن.
ونوه اللواء الشعيبي أن الحملة مستمرة ولن تتوقف حتى استكمال كامل أهدافها المنشودة، وإعادة عدن إلى دورها الريادي التي عُرفت به منذ سنوات طويلة بصفتها الثغر الباسم ومدينة الحب والسلام.
فرض هيبة الدولة
ما تقوم به النقاط التفتيشية من بحث وفحص لأية قطع أسلحة داخل المركبات أو داخل الأسواق والشوارع الرئيسية، أعاد روح هيبة الدولة التي ينشدها الكثيرون من أبناء عدن الرافضة للعنف وللسلاح. وخلال تجوالك بين مديريات عدن تشاهد الكثير من المواطنين وسائقي السيارات وهم ملتزمون بالإجراءات الأمنية وإجراءات التفتيش الدقيقة وسط دعوات بضرورة استمرارها للتصدي لحاملي الأسلحة الذين يهددون السلم الاجتماعي.
ويقول المواطن رامي عبدالله، سائق باص لـ”نيوزيمن”: حملة منع حمل السلاح كانت أمرا ضروريا للتصدي لحالة العبث وإطلاق النار العشوائي الذي راح ضحيته الكثيرين، موضحا أن تنفيذ الحملة واستمرارها على مدى شهر يؤكد إصرار القوات الأمنية على القضاء على هذه الظاهرة.
وأضاف: يجب فرض هيبة الدولة، وأن يكون السلاح بيد الشرطة والأمن. ويجب فرض العقوبات الصارمة على المخالفين، وتقطيع أي قطعة سلاح يتم ضبطها ومصادرتها حتى يرتدع باقي العناصر الخارجة عن النظام والقانون. وأشار إلى أن الجميع ملتزم بالإجراءات واستمرار الحملة وعدم توقفها حتى لا تعود جرائم القتل التي شاهدناها مؤخرا.
تصحيح الأخطاء
وتأتي الحملة الحالية استمرارا لحملات سابقة شهدتها العاصمة عدن في أعوام 2019، و2020، و2021، من أجل التصدي لهذه الظاهرة والقضاء عليها وفقا ما أفاد به مسؤول الإعلام بقوات العاصفة الرئاسية النقيب عنتر الشعيبي.
ويؤكد النقيب الشعيبي أنه ورغم المعوقات والصعوبات في تنفيذ حملة منع السلاح إلا أنها مستمرة ولن تنتهي حتى تحقيق أهدافها في إنهاء هذه الظاهرة بشكل كامل. لافتا إلى أن إدارة أمن العاصمة عدن والعمليات المشتركة للقوات الجنوبية يشرفون على سير تنفيذ الحملة التي تشارك فيها إلى جانب قوات العاصفة الرئاسية كل من قوات الطوارئ بأمن عدن، وقوات الحزام الأمني.
ولمواجهة معوقات نجاح الحملة، أصدرت العمليات المشتركة تعميمات بإلغاء تراخيص حمل السلاح السابقة، وكذا منع تجوال الجنود بأسلحتهم داخل المدن والشوارع، إلى جانب إجراءات صارمة تسعى إلى تحقيق أهداف الحملة.
ويضيف النقيب الشعيبي إن الخطوات القادمة ستكون أشد صرامة على المخالفين للتوجيهات والتعميمات، خصوصا فيما يخص الجنود ومنتسبي القوات الأمنية والعسكرية الذين سيتم وضع خط سير لتحركاتهم وفقاً لتراخيص محددة صادرة من العمليات المشتركة. وسيتم اتخاذ إجراءات تدريجية بحق المخالفين لهذه الخطوط.
وأوضح المسؤول الأمني في قوات العاصفة الرئاسية، أن نجاح أية حملة أمنية يرتبط بتعاون المواطنين، ودعم ومساندة النشطاء والحقوقيين ومنظمات المجتمع المدني ومختلف شرائح المجتمع.