بقلم/
صالح علي الدويل باراس
ثبت ان استقلال الجنوب الخيار الاوسع شعبيا ، حتى في المحافظات التي يحاولون تجزئته فيها!! ، ويمتلك روافع سياسية وعسكرية وصار رقما صانعا بالسلب او الايجاب في مستقبل عملية السلام وتدرك قيادته ان ليس امامها نزهة بل عقبات سياسية وقانونية وتجارية ومالية وعسكرية وانه في ظل الوضع الراهن فان “النص” الذي يكتبه الخارج الدولي والاقليمي قوي وجاسر وهذا لايعني عدم تعطيله ، لصالح الجنوب ، مثلما تم تعطيله لصالح الحوثي مهما امتلك من أملاءات سياسية ومالية وعسكرية وتفريخ واخطبوطية علاقات دولية ..الخ ومع ذلك فتاثيره حجر الزاوية في التفكير السياسي للقيادة الجنوبية التي تبني حساباتها على قوة تلك العوامل وتسايرها لكي لا تتحول عداء وسلاحا ضد مشروعها
وتدرك ان نظام الاحتلال اليمني ربط الجنوب مركزيا بصنعاء في كل المجالات من اتصالات وادارة ووكالات تجارية وتجارة جملة حتى تجارة التجزئة للتحكم به ولاحكام اي مخرج للجنوب من مركزيته
وتدرك قيادته ان الوضع الدولي والاقليمي لن يتقبّل استقلال الجنوب الآن ولذا فقد استجابت للمسايرة السياسية و”للشرعنة” مع ادراكها لضررها على حاضنتها على امل ان تكون الشراكة ؛ بدعم التحالف ؛ لتخفيف حرب الخدمات في الجنوب ورغم ذلك ازدادت ضراوة بمباركته بل كانت من ضغوط “النص”!!
كل تلك المرونه والشرعنة جاءت باستقراء الوضع الاقليمي والدولي وتداخلاته وتدخلاته وتقاطعاته وتعارضاته لتضع مشروع الاستقلال على طاولة الحلول ليس قضية بمفهوم التنصيب عن الجنوب الذي ظلت صنعاء تنتجه وكل من تتقاطع مصالحهم معها ويحاربون به الان لاعادة انتاجه حتى بشرذمة القضية
ومن منطلق الحكمة الشعبية “ان بين آذان الشر نقطة امان” فان قيادته ترى في الشر المنتشر في عموم اليمن مساحة مناسبة ومواتية لوضع مشروعها غير منقوص في اطار الحل مهما كانت النتائج حتى لو انعدم “البصل” !! وان الانتظار خوفا من انعدامه تسويق الهدف منه تخويف وارجاف الساسة والحواضن الجنوبية لاعاقة طرح مشروع الاستقلال بقوة مع انه لا يوجد خوف فقد تجاوز الجنوبيين ثلاثة عقود من الصبر والمعاناة وقرابة عقد من حرب الخدمات والمرتبات والانفلات الامني والسياسي والمالي..الخ ، جرّبوا فيهم سياسة “خوّفه بالموت يقنع بالحمى”
لا خوف من “حصار البصل” فمقومات الاستقلال الاقتصادي موجودة في الجنوب زراعيا وتجاريا وماليا قد تتطلب اجراءات تقشف وتوجب حسم في مراقبة العملة وتقنين للقات وتنظيم الوافدين واحلال العمالة الجنوبية..الخ كما ان عقلية الجنوبي ليست عقلية القطاع العام عام 1990 بل صارت عقلية السوق الخاص وكثير من الحلول والاجراءات المركزية والادارية حتى يتجاوز الجنوب شدّة ستواجهه لن تطول
ستستلهم القيادة الجنوبية لمواجهة تغوّل التجارة اليمنية تجربة صنعاء في الثمانينات في قصقصة هيمنة “الراسمال التعزي” بانعاش تجارة تهريب موازية محمية من نقاط الدولة وكانت ذمار من “موانئها البرية ومراكزها” استوردت كل ماتستورده الوكالات التجارية الحصرية وبموازاة ذلك خلقوا عائلات تجارة نفوذ وسلطة من الهضبة حتى قصقصوا الراسمال التعزي الى حجم صار “مديرا” لمال الهضبة وحكمها
التهديد بحصار “البصل” والوكالات الحصرية جزء من حملة تخويف وتيئيس من التفكير في الاستقلال وانه صعب محليا ولن يكون مقبول دوليا ولا اقليميا نتيجة للوضع الدولي والاقليمي ولان كل تجارة الجنوب مرتبطة بصنعاء علما ان خيرات الجنوب ستكفيه بل كانت تكفي اسواقه كما ان التجارة الدولية العائمة والموانئ الحرة ستحل جزء كبير من الحصار التجاري الذي سيفرضه الشمال الذي سينعش الراسمال الجنوبي ليسد فراغ السوق بلا منافس شمالي مع العلم ان اي تاجر يهمه بيع سلعته وعلى قول احد الحركيين اليساريين : “التاجر سيبيعك الحبل الذي تشنقه به” لذلك فان التاجر الشمالي سيكون جزء من نظام التجارة والسوق في الجنوب -بقوانين الجنوب- مالم فانه يعرف ان البدائل في السوق الدولي كثيرة جدا ستلغيه