تصر السلطات الصحية الخاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء، منع تنفيذ حملات وقائية لمجابهة مرض الحصبة الذي عاود للتفشي بشكل كبير في مناطق سيطرة الميليشيات المدعومة من إيران.
وسجل تقرير أممي صادر عن منظمة اليونيسف 28,063 حالة يشتبه في إصابتها بالحصبة والحصبة الألمانية؛ خلال النصف الأول من العام الجاري. في حين وصلت عدد الوفيات المرتبطة بالمرض 342 حالة.
وعبرت اليونيسف عن قلقها إزاء تفشي المرض خاصة في المناطق الشمالية -الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الحوثيين. مؤكدة أن السلطات هناك لا تزال تعارض تنفيذ حملات التطعيم ضد مرض الحصبة وغيرها من الأمراض التي يمكن تفاديها باللقاحات.
ودعت المنظمة الأممية السلطات الصحية في المحافظات الشمالية للموافقة على بدء الاستجابة لتفشي المرض وتنفيذ حملة تطعيم واسعة “من منزل إلى منزل” لكبح انتشاره المتزايد، حيث أن عملية المكافحة تقتصر حتى الآن على مرافق الرعاية الصحية الأولية التي تقدم التطعيم وتعقد جلسات توعية لتوفير الرعاية لمن هم في أمس الحاجة إليها.
في المقابل أكدت المنظمة الأممية أنها تقدم الدعم للسلطات الصحية في الحكومة المعترف بها للقيام بالاستجابة لانتشار المرض وحملة التطعيم ضد الحصبة، وفي نفس الوقت تواصل مراقبة التفشي الحاصل للمرض في مناطق سيطرة الحوثيين.
وقالت مصادر صحية في صنعاء: إن مسؤولين في منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف عقدت عدة لقاءات مع قيادات حوثية تسيطر على وزارة الصحة في صنعاء بشأن ضرورة تنفيذ حملات تطعيم لمجابهة مرض الحصبة وشلل الأطفال وغيرها من الأمراض التي يمكن الوقاية منها بالتطعيم.
وأشارت المصادر إلى أن القيادات الحوثية تصر على رفض تنفيذ الحملات الميدانية إلى المنازل؛ وتؤكد على الاكتفاء فقط بإعطاء اللقاحات عبر المراكز الصحية الثابتة فقط. مشيرة إلى أن حملة تضليل وترويج كاذبة تقودها القيادات الحوثية المسيطرة على وزارة الصحة ضد اللقاحات وحملات التطعيم وهو ما زاد من عزوف المواطنين خصوصا في المناطق النائية عن تطعيم أطفالهم.
بدورها جددت الحكومة اليمنية، على لسان وزير الإعلام معمر الارياني التحذيرات من عودة تفشي مرض الحصبة لدى الأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي.
وقال: “إن عودة تفشي المرض يأتي نتيجة للإشاعات وحملات التحريض الممنهجة التي تقودها المليشيا ضد اللقاحات، والقيود التي تفرضها على برامج وحملات التحصين، وسوء التغذية الناتج عن الظروف الصعبة التي يعيشها المواطنون جراء توقف المرتبات”.
وأضاف الارياني، إن المستشفيات في مناطق الحوثي تستقبل بشكل يومي عددا كبيرا من الحالات المصابة بالحصبة والأمراض والأوبئة القاتلة، في ظل حالة تعتيم إعلامي تفرضه المليشيات على أعداد الوفيات الناجمة عن تلك الأمراض التي يمكن الوقاية منها بالتطعيم واللقاحات الموفرة مجاناً.
وطالب وزير الإعلام اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية واليونيسيف ومنظمة رعاية الطفولة بموقف حازم إزاء هذه الممارسات التي تنذر بكارثة صحية تهدد حياة ملايين الأطفال؛ والضغط على مليشيا الحوثي لوقف حملات التشويه والقيود المفروضة على حملات التطعيم الميدانية الشاملة.