عاودت المنظمات الدولية، التحذير من خطر الأزمة الإنسانية الراهنة التي خلّفتها المليشيات الحوثية منذ أن أشعلت حربها العبثية في صيف 2014.
ففي أحدث هذه التنبيهات، حذر برنامج الغذاء العالمي في تقرير له، من مخاطر حرمان أكثر من 4 ملايين شخص من المساعدات خلال الربع الأخير من العام 2023، بسبب نقص التمويل.
وأفاد البرنامج التابع للأمم المتحدة، بأنه اضطر إلى إجراء تخفيض برنامج الوقاية من سوء التغذية وتقليص الأنشطة المتعلقة بالقدرة على الصمود وسبل العيش بسبب أزمة التمويل الخانقة التي يمر بها البرنامج.
وقال البرنامج الأممي، إن التخفيض في المساعدات سيؤثر على نحو 3 ملايين شخص، بينهم 1.4 مليون مستفيد في الجنوب اعتباراً من الربع الأخير من عام 2023.
وأضاف أنه لا يزال يقدم حالياً مساعدات غذائية منقذة للحياة لنحو 13 مليون شخص في كل دورة توزيع، ولكن بحصص غذائية مخفضة تعادل 41% من سلة الأغذية القياسية لكل دورة.
ووفق برنامج الغذاء، فإن خطته القائمة على الاحتياجات الإنسانية المتزايدة لم يتم تمويلها سوى بنسبة 20% فقط من إجمالي التمويل المطلوب خلال الفترة من سبتمبر 2023 إلى فبراير 2024.
تفاقم الأزمة الإنسانية على هذا النحو، انعكاس واضح للإصرار الحوثي على إطالة أمد الحرب، وإقدام المليشيات على عرقلة فرص الحل السياسي.
ويدفع الجنوب ثمنا مضاعفا من الأزمة الراهنة، سواء من خلال الاعتداءات التي تشنها المليشيات الحوثية على أراضيه، أو على صعيد عدد المواطنين الذين يعانون من أزمات معيشية، حسبما توثّق الكثير من التقارير والتي جاء أحدثها ما ورد في تقرير برنامج الغذاء العالمي.
وفيما يتوجب على المجتمع الدولي تكثيف عملياته الإغاثية والإنسانية، فمن المهم أيضا الضغط على المليشيات الحوثية لتتوقف عن التصعيد المسلح، وإتاحة المناخ أمام تحقيق الاستقرار.