شهدت العاصمة عدن، صباح اليوم السبت الموافق 30 سبتمبر 2023، حفل إشهار “المنتدى السياسي والحقوقي للشباب”، والذي أقامته مؤسسة عدن للحقوق والتنمية، بالشراكة مع مركز مدنيين في ظل الصراع ( سيفيك ).
وأقيم حفل الإشهار للمنتدى السياسي والحقوقي للشباب تحت شعار ( عالم تسمع فيه أصوات الشباب )، في قاعة منتجع كراون بمديرية خور مكسر، وسط حضور رسمي، من الجهات الحكومة ومسؤولين بالسلطة المحلية بالعاصمة، وممثلين عن مكتب المبعوث الأممي لليمن، ومكونات سياسية ومنظمات المجتمع المدني وقطاعات شبابية ومدنية واسعة ومنظمات دولية.
وافتُتِحَ الحفل بكلمة رئيس مؤسسة عدن للحقوق والتنمية الأستاذ مروان الشاعري، رحب فيها بالضيوف الحاضرين في الحفل الاستثنائي في مسيرة الشباب لإشهار المنتدى السياسي والحقوقي للشباب بالعاصمة عدن، والذي يسعى إلى توطين قرار مجلس الأمن رقم (2250) من خلال تعزيز مشاركة الشباب في عملية بناء السلام وتمكينهم من المشاركة في صناعة القرار على المستوى الوطني والمحلي وإحداث التغيير المطلوب في المجتمع بما يضمن تحقيق الاستدامة أثناء بناء عملية السلام وما بعدها، وصولاً إلى عالم تُسمع فيه أصوات الشباب، ويمكنهم من المشاركة فيه بصورة فعالة في صنع القرارات السياسية والتنموية، وتحترم فيه الحقوق والحريات كما يجب.
وأضاف،
بأن مؤسسة عدن للحقوق والتنمية (AFRD) تؤمن بأهمية الشراكة والعمل مع المنظمات الدولية والمانحين والجهات الفاعلة المحلية والدولية على توطين قرار مجلس الآمن رقم 2250 والدفع بأجندة الشباب والسلام والأمن في البلد وتمكين الشباب في صناعة القرار.
مشيراً إلى أن مؤسسة عدن للحقوق والتنمية (AFRD) وهي مؤسسة غير حكومية محلية تأسست في عام 2016 وتعمل في الدفاع عن حقوق الانسان وحماية المدنيين أثناء النزاع والتمكين السياسي والاقتصادي والحقوقي للشباب، وتسعى من خلال أهم أهدافها إلى العمل على تمكين الشباب والشابات سياسيا وحقوقيا وتنمويا وتشجيعهم على التطور الاقتصادي والذاتي والمجتمعي والمساعدة في عملية التنمية المستدامة في البلد والتي لا يمكن ان تتحقق الا من خلال الدور الفاعل الذي يمكن ان يلعبه القادة الشباب الطامحين والذين يمتلكون المعرفة والمهارات التي تؤهلهم في صناعة القرارات السياسية والاقتصادية على المستوى الوطني والمحلي والاقليمي وكذلك التأثير على الرأي العام الدولي من خلال التواصل مع نظرائهم الدوليين في المنظمات الأممية والدولية وتفعيل حضورهم في صناعة السياسات الوطنية والمحلية والسياسات الخارجية والدولية.
وأكد الشاعري على أن مؤسسة عدن للحقوق والتنمية، وضعت مشروع تأسيس المنتدى السياسي والحقوقي للشباب على سلم أولوياتها واختارت أن يكون المشروع من انتاج أول شراكة في أجندة الشباب والسلام والأمن مع مركز حماية المدنيين في ظل الصراع (سيفيك) الذين نقدم لهم الشكر الجزيل على مساندتهم ودعمهم المستمر ونوعية العمل والخدمات التي يقدمونها للمجتمع وللشباب طوال الفترة الماضية.
منوهاً في سياق كلمته إلى أن جهود تأسيس هذا المنتدى بدأت في يونيو 2023 من خلال مشاركة 33 شاباً وشابة شكلوا النواة الأولى من المؤسسين للمنتدى السياسي والحقوقي للشباب والذين عملوا بجد وباستمرار طوال الفترة الماضية من أجل الوصول الى هذا اليوم الذي يعلن فيه اشهار المنتدى السياسي والحقوقي للشباب رسميا للمضي قدما نحو الدفع بأجندة الشباب والسلام والأمن والمساهمة في تحقيق الأولويات الدولية التي تتوافق فيها أيضا أهداف المنتدى مع الأولوية الرابعة والخامسة من استراتيجية الأمم المتحدة للشباب 2030 والهادفة الى حماية حقوق الشباب وتعزيزها ودعم تمكين اشراكهم في الحياة المدنية والسياسية ودعم الشباب كعامل محفز للسلام والأمن.
واختتم الشاعري كلمته بالقول: أن الشباب ينتظر دوماً الدعم والتمكين من أجل أن يبتكروا حلولا إبداعية وواقعية للتحديات السياسية والتنموية التي تواجه مستقبل الجميع، موضحاً بأن الشباب يخطون اليوم الخطوة الأولى لهذا المنتدى الشبابي ليكون إحدى ركائز التنمية الهامة من خلال المساهمة في مجابهة التحديات السياسية والتنموية التي تواجه البلد… داعياً إلى المزيد من الدعم والتشجيع والتحفيز والتمكين من أجل تفعيل الطاقات الشبابية نحو التنمية وتحقيق أهداف الألفية التي رسمتها دول العالم في إطار الأمم المتحدة.
فيما تحدث مدير مركز مدنيين في ظل الصراع (سيفيك) السيدة، دينا المأمون، وباركت حفل إشهار المنتدى قائلة:
إننا في مركز مدنيين في ظل الصراع (سيفيك ) نبارك ونهنئ مؤسسة عدن لتأسيسها المنتدى السياسي والحقوقي للشباب في ظل هذه الفترة الحرجة جدا منذ اندلاع الحرب في اليمن منذ عام 2015 حتى الآن بين أطراف الصراع، حيث مرت فيها البلاد بأوضاع وظروف عصيبة اثرت سلبا على المشهد السياسي والحقوقي والذي من خلاله تراجعت الحقوق والحريات العامة وازدات فيه نسبة الانتهاكات الجسيمة المتعلقة بالقانون الوطني والقانون الدولي لحقوق الانسان والقانون الدولي الانساني.
وأردفت بالقول:
ان تأسيس هذا المنتدى سوف يسد الفجوة التي مرت فيها اليمن وخصوصا محافظة عدن لاكساب وتطوير مهارات ومعارف جديدة تنعكس في زيادة الوعي السياسي والحقوقي للشباب والذي سيساهم في بناء مجتمع يحترم ثقافة التسامح والتعايش السلمي على أسس ومبادئ العدالة الاجتماعية والمساواة واحترام القانون ونبذ ثقافة الكراهية بين اوساط الفئات المجتمعية. .
وأكدت أن مركز مدنيين في ظل الصراع ( سيفيك) يراهن على ان هذا المنتدى سيكون انطلاقة جديدة في الفضاء السياسي والحقوقي لفئة الشباب التي تأثرت كثير بسبب الحرب التي تركت اثار سلبية كاللجوء الى العنف والتطرف حيث ان هذا المنتدى سيلعب دورا فاعلا في مشاركة الشباب في صنع القرارات السياسية لمواجهة التحديات التنموية التي ستساهم في بناء السلام بين اوساط المجتمع .
وأضافت أنه ومن خلال هذا المنتدى ايضا , سيتمكن الشباب من المشاركة الفاعلة في الدفاع عن الحقوق والحريات العامة بما فيها الحقوق السياسية والمدنية بصفة عامة وحماية المدنيين بصفة خاصة في اطار منظومة حقوق الانسان الشاملة.
من جانبها أكدت السلطة المحلية بالعاصمة عدن ممثلة بوكيل محافظة عدن لشؤون الشباب الأستاذ عبدالرؤوف السقاف، دعمها ووقوفها المطلق إلى جانب الشباب في إطلاق مثل هذه المنتديات الشبابية الهامة التي تسعى لتمكين الشباب في بناء عملية السلام وصناعة القرار السياسي والاقتصادي، وانتشال الوطن من وضعه الحالي، مباركاً حفل إشهار المنتدى السياسي والحقوقي للشباب.
وفي سياق الحفل قدمت مؤسسة عدن للحقوق والحريات ورقة بحثية مهمة تحت عنوان” دور الشباب في صناعة عملية السلام”، ركزت على أهمية إشراك الشباب في بناء عملية السلام.
وخرجت الورقة في ختام بحثها بعدد من التوصيات الهامة حول تمكين الشباب وإشراكهم في بناء عملية السلام وصناعة القرار.
فيما قدم رئيس المنتدى السياسي والحقوقي ورقة بحثية حول “التغييرات المناخية وأثرها على حقوق الإنسان. واستعرضت الورقة عدد من المحاور التي حددت فيها المشكلة ووضعت عدد من المخرجات والحلول للتغيرات المناخية، وعلى رأسها ما يحدث في محافظات الجنوب من التغيرات المناخية.
كما قام الأمين العام للمنتدى / عبدالعزيز أحمد بن عبدالعزيز بقراءة البيان الختامي لإشهار المنتدى والذي يعد الأول من نوعه والذي حظي بمباركة أممية وحكومية وسط إشادة الجميع بهذا المنتدى. وجاء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد..
نرحب بالحاضرين كل باسمه وصفته، أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي وكلاء وزارات وأعضاء سلطة محلية وأكاديميين وقيادات ونشطاء وشخصيات سياسية واجتماعية، وممثلي منظمات دولية ومنظمات مجتمع مدني ونشكر بشكل خاص مدير مكتب المبعوث الاممي في العاصمة عدن السيد ادوارد ونائبه السيد برت على مشاركتهم الشباب هذا الحفل لاشهار المنتدى السياسي والحقوقي للشباب..
بداية نعبر لمؤسسة عدن للحقوق والتنمية عن خالص شكرنا وعظيم امتناننا، لكل ما بذلوه من مجهود للوقوف مع الشباب لتأسيس المنتدى السياسي والحقوقي للشباب ، الذي سيكون بمثابة الخطوة الأولى في طريق طويل نحو شباب فاعل ومؤثر في مختلف مجالات الحياة العامة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كما نشيد بدور منظمة سيفيك ، وشراكتهم الأساسية لتأسيس هذا المنتدى، الذي يضم 33 عضوا من طلاب وخريجي الجامعات ونشطاء وناشطات من مختلف المكونات المدنية والسياسية والمجتمعية، في تنوع فريد يجمع الشباب على أساس العدالة والمساواة وتمثيل جميع المحافظات ، بما يسهم في تعميم التجربة، ورفع شعار من اجل شباب متسلح بالعلم يشارك بفاعلية في عملية التنمية، ويلعب دورا أساسيا في عملية بناء السلام، والتأسيس لحياة مدنية متحضرة تقوم على أساس الحوار وتقبل الاخر واحترام الحقوق وحماية الحريات السياسية والمدنية، والتمهيد لديموقراطية حقيقية وشراكة سياسية تتكامل فيها الأدوار، وتتظافر الجهود نحو ضمان مستقبل افضل يستحقه الجميع، لقد كان من سوء حظنا الوصول الى ما وصلنا اليه، ولكن الخروج من هذا النفق المظلم، لن يتحقق الا بالعمل كيد واحدة لرفع الوعي، والاستثمار في الشباب الواعد الذين ينتظرون من يلتفت اليهم ويوجههم التوجيه الصحيح، ويعمل من اجل تنمية مهاراتهم، وتطوير قدراتهم، ويشجعهم لتحمل المسؤولية العامة، ويساندهم ليكونوا معول بناء لوطنهم، فالشباب عبارة عن طاقة متجددة يجب الاستفادة منهم، والعمل على بناء الشخصية المسؤولة في دواخلهم، والغيرة على اوطانهم ومستقبل شعوبهم، فهم يستطيعون تحقيق كل شيء بما يمتلكونه من عزيمة وإصرار اذا ما اتيحت لهم الفرصة لتحقيق ذلك، فلا مستحيل في قاموس الشباب، هم عصب الاقتصاد وهم صانعي الامجاد، سلاحهم أفكارهم ورؤاهم، وشعارهم معا نستطيع تحقيق الهدف والوصول الى الغاية..
رسالتنا الى المؤسسات الحكومية والمنظمات والجهات الفاعلة والشركاء الدوليين، ان يوجهوا انظارهم نحو الشباب، ان يصبوا جل تركيزهم على هذه الشريحة الواسعة، فهم أساس التنمية المستدامة، كما تخبرنا تقارير الأمم المتحدة، وهم الركيزة الأساسية في أي نهضة، كل ما هو مطلوب هو اتاحة الفرص السياسية والاقتصادية والتعليمية وخلق بيئة صديقة لرفع وعيهم السياسي ومشاركتهم في صناعة القرارات السياسية والتنموية وكل هذه عبارة عن اهداف رئيسية للمنتدى، ولن تتحقق الا بدعمكم ومساندتكم، وتطوير آليات اكثر فاعلية لاستهداف الشباب من خلال البرامج التدريبية وتوفير الفرص التعليمية خارجيا، وعقد المؤتمرات العلمية والثقافية، وإقامة لقاءات دورية بين صناع القرار وشريحة الشباب لجعلهم اكثر قربا من عملية صنع القرار والاخذ بآرائهم في مختلف القضايا العامة بشكل عام وفي القضايا التي تخصهم على وجه التحديد واشراكهم في الحوارات والمفاوضات التي تتعلق بمستقبل بلدهم..
شكرا للجميع على تفاعلكم مع الشباب ونرجو من صناع القرار ان يترجموا اقوالهم الى أفعال فيما يخص تعزيز قدرات الشباب، ونشيد بكل القرارات التي منحت الشباب الثقة ليشغلوا مناصب قيادية واثبتوا انهم اهلا لتلك المناصب..
فليكن شعار المرحلة معا من اجل بيئة تمكينية للشباب، وتعزيز تواجدهم في أماكن صنع القرار…
دمتم بخير .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وفي ختام حفل الإشهار تم تكريم عدد من الجهات الداعمة والراعية للحفل والشخصيات المؤثرة في سبيل إنجاح هذا العرس الشبابي المدني الأول من نوعه.