انتفاضة لكافة مكونات السلطة المحلية في حضرموت والقبائل ضد فتنة عمرو بن حبريش العليي الذي استغل منصبه كرئيس لحلف قبائل لتحويل المحافظة إلى مسرح للتجاذبات وساحة للمتاجرة الحوثية والإخوانية.
وخرج بن حبريش متنكرا لتضحيات قيادة التحالف ومحاولا كأداة إخوانية دق إسفين وجر حضرموت إلى الفتنة بعد أن قهرت جوهرة بحر العرب كل المؤامرات والمصالح الضيقة التي تحاول تحقيقها أيادي الشر
والأحد، عقد بن حبريش اجتماعا لم يحضره غالبية الشخصيات الفاعلة في حضرموت وذلك تحت غطاء “رئاسة حلف قبائل حضرموت” وأصدر بيانا يهاجم فيه دول التحالف وتحديدا دولة الإمارات قبل أن يأتيه الرد من أهل الأرض.
ولم يكتف بالخروج عن نص التوافق في حضرموت (شرق) وذهب كعادة الإخوان إلى ركوب موجة الأحداث محاولا صنع بؤر خلفات لا توجد إلا في مخيلته، جاحدا للمعروف وناكرا لتضحيات سطرت وخلدت في سبيل تحرير المحافظة من قبضة تنظيم القاعدة.
وباستثناء أذرع الحوثي والإخوان الذين رحبوا ببيان بن حبريش، فقد خرجت جميع مكونات حضرموت الفاعلة ومرجعياتها بما فيه غالبية شخصيات حلف قبائل حضرموت إلى استنكار موقف بن حبريش الهادف زرع الفتنة.
رد رسمي وقبلي
وأصدرت السلطة المحلية في حضرموت وقبائل حضرموت ومكوناتها سلسلة بيانات أشادت خلالها بدول التحالف العربي وفندت ما حاول ترويجه بن حبريش من أكاذيب خدمة للحوثيين وللإخوان.
رسميا، أعربت السلطة المحلية في محافظة حضرموت في بيان عن استيائها من “الدعوات الهدّامة والبيانات المخالفة للواقع والهادفة إلى خلق الفتنة والتفرقة”، إشارة للبيان الذي أصدره بن حبريش باسم حلف قبائل حضرموت.
وقال البيان: “في الوقت الذي تمضي فيه السلطة المحلية بحضرموت بقيادة مبخوت بن ماضي نحو توحيد الصف والكلمة بين جميع مكونات وأبناء حضرموت في الساحل والوادي والهضبة والصحراء لتكون حضرموت رقمًا في المعادلة السياسية المقبلة، تظهر بعض الأصوات والبيانات والأفعال الهدامة والمخالفة للواقع والحقيقة وتحاول أن تعمل على ذرّ الرماد في العيون وخدش جمال وحدة أبناء المحافظة بتصرفات وبيانات تعكر صفو السلم المجتمعي”.
وأكد أن “بعض بنود البيان الصادر عن لقاء حلف قبائل حضرموت المنعقد يوم الأحد 29 أكتوبر/تشرين الماضي 2023 في مدينة المكلا قد جانب الحقيقة”، موضحا أن”عملية ميزان العدل جاءت بموافقة من اللجنة الأمنية والسلطة المحلية بالمحافظة بما فيهم جميع وكلاء المحافظة لحفظ الأمن وتطبيق أحكام القضاء”.
وفيما أدان البيان “ما جاء بخصوص ما حدث لمجموعة من جنود النخبة الحضرمية بمعسكر ربوة خلف، أكد أن” ذلك مخالف للواقع وهو شأن عسكري سيتم معالجته في إطار النخبة الحضرمية وفي إطار المؤسسة العسكرية”.
ورفض البيان الإساءة لدولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكدًا أن “دولة الإمارات حليف قوي وأساسي في قيادة التحالف العربي، وقد جاء تدخلها لإيقاف المد الفارسي في بلادنا ورغبة من القيادة الشرعية اليمنية، وقد أسهموا وشاركوا بالدم والدعم في تحرير مدينة المكلا من تنظيم القاعدة الإرهابي، وقاموا بدعم النخبة الحضرمية ومجالات الإغاثة والتنمية في حضرموت”.
ودعا البيان إلى” توحيد أبناء حضرموت وعدم الخوض في خلافات من شأنها التفريق وعدم التوحيد، يستفيد منها أعداء حضرموت وتدعو لتوسيع الهوة بدلاً عن ردمها”.
وسياسيا، استنكرت كتلة حلف وجامع حضرموت في بيان بشدة “ما صدر في بيان ما يسمى حلف قبائل حضرموت وهو بيان تمت صياغته في دائرة ضيقة ويمثل أشخاصا محدودين وتوجها محددا”، إشارة إلى محاولة بن حبريش والإخوان ركوب موجة الأوضاع في حضرموت.
وأعرب البيان عن استغرابه “الزج باسم دولة الإمارات العربية المتحدة في بيان منسوب لحلف قبائل حضرموت الذي تضمن سيلا من الاتهامات الباطلة وإقحامها في قضايا ليس لها شأن بها وهي الدولة التي قدمت الكثير لحضرموت و لحلف قبائل حضرموت خصوصا والجنوب بشكل عام”.
وقال إن “الادعاءات في البيان بشأن دولة الإمارات معيبة وباطلة ولا يمثل من أصدرها الشهامة الحضرمية، وهو ليس إلا مثالا للجحود والنكران لدولة قدمت الأمن والاستقرار في حضرموت وساندت حضرموت في أصعب ظروفها وشاركت أبناءها وفي خندق واحد في تحرير ساحل حضرموت ودعم جهود الأمن والاستقرار في حضرموت ودعم الأجهزة الأمنية وتقديم الدعم المستمر لقوات النخبة الحضرمية وبفضل هذا الدعم نعيش أمنا واستقرارا وأمانا في حضرموت”.
وقبليا، نددت قبائل الحموم في حضرموت على رأسهم الشيخ ناجي علي عمرو العليي بما جاء في البيان الصادر عن حلف قبائل حضرموت وما تضمنه من إساءة وتشويه لدولة الإمارات العربية الشقيقة ونكران مواقفها المشرفة تجاه أبناء حضرموت وكذا تشويه السلطة المحلية والأجهزة الأمنية.
وأكدت القبائل أن “علاقة أبناء حضرموت بدولة الإمارات وشعبها علاقة متينة وراسخة لن تهزها أو تؤثر فيها البيانات المتهورة والطائشة وستبقى حضرموت وأبناؤها الأوفياء يحفظون للإمارات قيادة وشعبا الجمايل والمواقف المشرفة والداعمة لحضرموت”.
تمزيق حضرموت
ولم يقتصر الرفض سياسيا ورسميا وقبليا وإنما امتد إلى أعضاء حلف قبائل حضرموت وإلى مشاركين في الاجتماع الذي خرجوا في بيانات ورفضوا علانية مخططات بن حبريش والإخوان.
وقال أمين عام حلف قبائل حضرموت المقدم عمر باشقار إنه “كأمين عام للحلف وكثير من الشخصيات ومقادمة ومناصب قبائل حضرموت لم يكونوا حاضرين ولم يدعون له وإنما كانت الدعوة انتقائية”.
وأشار باشقار في تصريحات خاصة لـ”العين الإخبارية” إلى أن كل أبناء حضرموت سلطة وشعب وشخصيات اجتماعية ونخب ترفض مثل هذا البيان ولا يليق بأبناء حضرموت مثل هذا البيان وبهذا الشكل.
وأكد أن أبناء حضرموت لا ينكرون المعروف ودور دولة الإمارات العربية المتحدة التي نكن لها كل التقدير والاحترام ولا ننسى دورها المحوري، قائلا “نحن نقدر عاليا جهود الإمارات والسعودية وكل من وقف مع اليمن عامة وحضرموت خاصة”.
وأضاف أنه “بكل تأكيد أن البيان لم يأت من فراغ وأنه درس بعناية ولم يكن عفويا خاصة في هذه المرحلة وهذا التوقيت ولكن أهداف هذا البيان ولماذا سره في بطن كاتبه ومن أعده”.
وأكد أن البيان لن يؤثر على علاقة أبناء حضرموت بالإمارات ولكنه سوف ينعكس سلبا على وحدة الصف في حضرموت باعتباره قرارا فرديا أضعف حلف قبائل حضرموت ومزق الحلف وأصبح يدار من قبل شخص أو بعض الأشخاص.
من جهته، قال الشيخ مزهر بن سويدان وهو أحد المشاركين في الاجتماع إنه “حضر الاجتماع من أجل مصالح حضرموت ولم شمل المجتمع الحضرمي كافة لكن تفاجأنا داخل القاعة أن لهم أهدافا ثانية”.
وأوضح في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، أن الاجتماع استهدف “ابتزاز دولة الإمارات والتقليل من دور النخبة الحضرمية، من أجل مصالح شخصية ضيقة”.
وحول من يقف خلف إصدار البيان، اتهم الزعيم القبلي تنظيم الإخوان بالوقوف خلف إصدار البيان والذي حضروا بشكل كبير الاجتماع والتحضير له وإعداده.
وفي السياق، أكد المقدم أحمد بامعس لـ”العين الإخبارية”، أن عمرو بن حبريش بعد تسلم المجلس الرئاسي للسلطة فقد الامتيازات التي كان يحصل عليها بالإضافة إلى أنه ليس له قبول في المجتمع الحضرمي.
وأوضح أن الهدف من الاجتماع الذي دعا له بن حبريش استهدف “البحث عن مصالح يبحث عنها، وللتعبير عن وجوده، ومحاولة مغازلة الحوثيين إضافة إلى طموحاته بالتحول إلى مستثمر والسيطرة على شركات خاصة”.
وأضاف أن “الرجل فقد الركيزة الأساسية التي كان يعتمد عليها منذ تسلم المجلس الرئاسي للسلطة بالإضافة إلى مغازلة الحوثيين ومن حولهم أنه لازال صاحب نفوذ كما يعتقد”.
بالإضافة إلى “ذلك بحثه عن ابتزاز دول التحالف العربي وحكومة الشرعية وأنه ممكن يجنح للطرف الآخر أي الحوثيين”، وفقا للمقدم بامعس.
وأكد أن الرجل أصبح خاليا من أي نفوذ أو قوة ويبحث عن ضجيج ولم يعد له سواء البيانات والتي لا تساوي قيمة الحبر التي كتب بها، فضلا عن كونه وضع المسمار الأخير في نعش ما يسمى حلف قبائل حضرموت.
وأكد أنه “رغم ما يريد بن حبريش ومن معه إلا إن الشعب في حضرموت واع لكل ذلك”.