كعادتها الإرهابية سعت مليشيات الحوثي، ذراع إيران في اليمن، خلال شهر رمضان هذا العام إلى منع صلاة التراويح في مساجد صنعاء وباقي المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرتها. وسط اقتحامات لمساجد وإطلاق النار لتفريق المصلين بتهمة مخالفة التوجيهات وإقامة “التراويح”.
ويوم الثلاثاء، الثاني من رمضان، تفاجأ المصلون في مسجد الصعدي في صنعاء، باقتحام عناصر مسلحة حوثية للمسجد وإطلاق النار لتفريق المواطنين ومنعهم عن أداء صلاة التراويح. حالة واحدة من عشرات الحالات التي شهدتها المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات منذ اليوم الأول للشهر الكريم في سعي مستمر لمنع إقامة الصلاة التي يرون فيها مخالفة لنهجهم الطائفي الشيعي.
يقول مواطنون في صنعاء : إنهم يتوجهون إلى مساجد بعيدة عن منازلهم، لأداء صلاة التراويح التي تتم في بعض الأحيان بسرية خشية التعرض للاختطاف أو الاعتداء من قبل المشرفين الحوثيين المنتشرين في الأحياء السكنية، مضيفين إن أداء صلاة التراويح أصبح تهمة توجهها الميليشيات للمخالفين لتوجيهاتها.
وقالت مصادر محلية إن مليشيا الحوثي داهمت خلال الأيام الأولى من شهر رمضان العشرات من المساجد في محافظات ذمار وعمران وإب وحجة والحديدة وصعدة ومناطق أخرى خاضعة لسيطرتها، ومنعت إقامة صلاة التراويح وروعت المصلين ناهيك عن اعتقال أئمة مساجد وبعض المواطنين الرافضين لتوجيهات منع إقامة الصلاة. وتأتي هذه الممارسات الإرهابية كنهج سنوي منذ انقلاب الحوثيين وسيطرتهم على السلطة، الأمر الذي نال من روحانية الشهر الفضيل.
بالمقابل، دشنت الميليشيات الحوثية ما اسمته “البرنامج الرمضاني” في العشرات من المساجد الخاضعة لسيطرتها، وسط إجبار المصلين على حضور ما أسموها المحاضرات والأمسيات الدينية التي تروج للفكر الحوثي المتطرف.
يقول مواطنون استبدلت الميليشيات الحوثية صلاة التراويح بفعالياتها الطائفية، حيث يقوم رجال دين موالون للميليشيات بإلقاء محاضرات على مواطنين وهم يمضغون “نبات القات” في سابقة لم تشهدها اليمن من قبل.
من جانبهم، نشر ناشطون صورا لحقيقة الاستغلال الحوثي لشهر رمضان واقبال المصلين على المساجد ودور العبادة. إحدى تلك الصور لأطفال وهم يصطفون أمام شاشة عرض نصبتها ميليشيا الحوثي في أحد المساجد وهو يستمعون لمحاضرة يلقيها زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي.
وعلقت الناشط أمة الرحمن المطري على صفحتها في موقع “إكس”: بدلاً عن صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك استغل الحوثي المساجد الذي جعلها فاضية من الصلاة وحلقات القرآن الكريم لتكون مكاناً لتلغيم عقول المواطنين والأطفال بأفكار دخيلة على اليمن. جهزوا محاضرات ممنهجة مماثلة للمحاضرات في كربلاء تدعو إلى العنف والدمار.
ما يجري على الأرض من عمليات اقتحامات ومضايقات للمصلين ومنع أداء صلاة التراويح، كشف زيف الادعاءات والتصريحات التي تطلقها القيادات الحوثية بشأن السماح للمواطنين بأداء الصلاة كونها من روحانية الشهر الفضيل. حيث تحاول القيادات الحوثية التغطية إعلامياً على الجرائم والانتهاكات التي تمارسها عناصرهم المسلحة داخل المساجد منذ اليوم الأول لشهر رمضان، خصوصا عقب توثيق عمليات الاقتحامات والمنع.
وسارعت الميليشيات الحوثية لنشر تصريحات لمفتي الجماعة المدعو شمس الدين شرف الدين، الذي قال إن صلاة التراويح فضيلة عظيمة في شهر رمضان المبارك، وأكد أنها تعتبر عبادة مستحبة في هذا الشهر الكريم، مدعياً أن مساجد صنعاء وباقي المحافظات تقيم صلاة التراويح جماعة.
معلقاً على ما تم تأكيده من اقتحامات واشتباكات داخل المساجد بين المصلين والعناصر الحوثية أن ما يجري هو شق للصف، ويجب العودة لما أسماه للرشد والعقول قبل الأيادي.