كشفت تصريحات رسمية صادرة عن الحكومة ومليشيا الحوثي الإرهابية استمرار أزمة احتجاز الطائرات وإغلاق الرحلات عبر مطار صنعاء، على عكس ما حاولت المليشيا الترويج له خلال اليومين الماضيين.
وروجت المليشيا، خلال اليومين الماضيين، ما زعمت بأنه انتصار لها أمام الحكومة والرياض بفرض إعادة فتح مطار صنعاء الذي أغلق عقب احتجاز المليشيا لطائرات شركة “اليمنية”، وذلك بعد السماح بنقل باقي الحجاج العالقين في مطار جدة إلى مطار صنعاء عبر إحدى الطائرات المحتجزات.
الحكومة ورداً على هذه المزاعم أوضحت عبر وزير الإعلام معمر الارياني ملابسات ما جرى من احتجاز المليشيا للطائرات أواخر الشهر الماضي في مطار صنعاء، أثناء قيام شركة الخطوط الجوية اليمنية بإعادة 8,400 حاج إلى مناطق سيطرة المليشيا رغم قيام المليشيا بإجبار وكالات الحج والعمرة على توريد قيمة التذاكر لحسابات الشركة المجمدة في صنعاء منذ 8 مارس 2023م.
وقال الوزير إن احتجاز الطائرات تسبب في توقف الرحلات المجدولة لإعادة 1,300 حاج غالبيتهم من كبار السن والمرضى والنساء، وإن الحكومة رتبت سفر غالبيتهم عبر مطاري عدن وسيئون والمنافذ البرية، في حين تم نقل (37 حاجاً) فقط عادوا يوم الجمعة الماضي بعد إقلاع إحدى الطائرات المحتجزة من صنعاء.
وفي حين اتهم الوزير مليشيا الحوثي بصناعة انتصارات كاذبة وبيع الوهم لعناصرها، حملها المسئولية الكاملة عن استمرار أزمة الطائرات المحتجزة، وتوقف تسيير الرحلات إلى مطار صنعاء، والخسارة اليومية التي تتكبدها شركة الخطوط الجوية اليمنية.
وفي هذا السياق، أقرت الجماعة الحوثية، على لسان زعيمها عبدالملك الحوثي، بإغلاق مطار صنعاء وتوقف الرحلات عبره جراء احتجاز الطائرات، متهماً السعودية بالوقوف وراء ذلك وزعم بأنها جاءت كخطوة تصعيدية بعد قرار نقل البنوك من صنعاء إلى عدن بأوامر من أمريكا.
وجدد زعيم المليشيا التعبير عن انزعاجه الكبير من قرار البنك المركزي في عدن بنقل مقرات البنوك التجارية من صنعاء إلى عدن، حيث وصف القرار بأنه “خطوة جنونية وغبية”، مؤكداً أن له تأثيراً سلبياً على الوضع الاقتصادي بمناطق سيطرة مليشياته.
زعيم المليشيا وفي خطابه بمناسبة رأس السنة الهجرية كشف عن فشل محاولاته للضغط على السعودية في ملف البنوك، حيث قال بأنه وجه “النصائح والتحذير عبر كل الوسطاء ليتراجع السعودي عن هذه الخطوة الحمقاء لكنه ما يزال يماطل”، حسب قوله.
فشل رسائل التهديد والتودد دفع بزعيم المليشيا إلى توجيه تهديد مباشر إلى السعودية في خطابه قائلاً: “سنقابل كل شيء بمثله، البنوك بالبنوك، ومطار الرياض بمطار صنعاء، والموانئ بالميناء”.
ويرى مراقبون بأن لغة التهديدات التي أطلقها زعيم المليشيا في خطابه مع اعترافه بحجم تأثيرات قرارات البنك المركزي والحكومة في عدن، تكشف مستوى المأزق الذي تعاني منه مليشياته في الملف الاقتصادي جراء التداعيات الكارثية التي لحقت بها من هجماتها المستمرة ضد الملاحة الدولية والتي وضعتها في مواجهة مع العالم من جهة، ومن جهة أخرى عززت موقف الحكومة الشرعية ضدها.