يتمثل أحد أخطر صنوف الاستهداف الارهابي للجنوب في مؤامرة إغراقه بالعناصر النازحة، فهذا السلاح المستخدم ضد الجنوب منذ فترة طويلة، شهد اعتماد وتيرة أكبر في الفترة الماضية، فتحشيد أعداد كبيرة من النازحين صوب الجنوب وتحديدا العاصمة عدن، يحمل مخاطر على كل المستويات، سواء على الصعيد الأمني أو على المستوى المعيشي والخدمي في ظل حالة الترهل التي تعاني منها المؤسسات ضمن الكلفة التي كبدها الاحتلال للجنوب.
ما يثير قلق الجنوبيين أكثر هو أن أعدادا كبيرة من النازحين هم عناصر عسكرية مسلحة، تتبع المليشيات الإخوانية على وجه التحديد، وبالتالي فإن هذه العناصر تثير تحديا كبيرا للأوضاع الأمنية في الجنوب، فالجنوب الآن يبدو أنه يقف أمام مفترق طرق بشكل كبير، فالحرب التي يتعرض لها تتضمن توظيفا لكل الآليات والوسائل، في محاولة للنيل من الهوية الديمغرافية للجنوب.
ومنذ بداية أزمة النازحين، كان تعامل الجنوب إنسانيا بامتياز في العمل على احتضان المعانين من أبناء اليمن، لكن الأمر تحول إلى مخطط استيطاني بامتياز، فبات يشكل تهديدا واضحا على كل ما هو جنوبي دون استثناء، وإتساقا مع هذا الخطر، ثار الجنوبيون للمطالبة بإيجاد حل قاطع وحاسم لأزمة النازحين الذين يُغرِقون الجنوب والعاصمة عدن