قال الخبير الأمريكي في شؤون الجماعات المتطرفة، عضو فريق الأمم المتحدة الخاص باليمن، السيد فرناندو كارفاخال في تحليل صحفي نشرته صحيفة ” The New Arab” ان عملية ” سهام الشرق” التي نفذتها القوات الجنوبية وجهت ” ضربة قاتلة” لتنظيم القاعدة في ابين وافقدته السيطرة على ملاذاته الامنة في المحافظة وخسر خلالها قادة ميدانيين بارزين.
ويؤكد الخبير الأمريكي في تحليله تراجع انتشار عناصر تنظيم القاعدة بشكل ملحوظ في جنوب اليمن، بعد بسط القوات الجنوبية سيطرتها وتعزيز تواجدها وتعاونها مع القبائل المحلية في محافظة ابين جنوب شرق اليمن. يأتي ذلك بالتزامن مع استئناف الإدارة الأمريكية تركيزها على أنشطة مكافحة الإرهاب في القرن الأفريقي واليمن.
وأضاف الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة: تؤكد مقاطع الفيديو الدعائية والبيانات التي نشرها تنظيم القاعدة على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأسابيع الأخيرة صحة الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، خلال عملية سهام الشرق (سهام الشرق) التي استهدفت القضاء على القاعدة في في جنوب البلاد.
ويضيف ” كارفاخال”: لقد سارعت القوات الجنوبية بإطلاق عملية انتشار واسعة لملء الفراغ الناجم عن انسحاب القوات الحكومية المتحالفة مع حزب الإصلاح الإسلامي من ابين، وبعدها اطلقت عملية ” سهام الشرق لمكافحة الإرهاب بعد سلسلة من الهجمات الإرهابية نفذها تنظيم القاعدة واستهدفت القوات الجنوبية في محافظة شبوة النفطية. ويرى “كارفاخال” ان القوات الجنوبية وجهت ضربة ” قاتلة” لتنظيم القاعدة في ابين خلال عملية ” سهام الشرق، ويؤكد ان الضربة افقدت التنظيم السيطرة على ملاذاته الآمنة في المحافظة فضلا عن خسارته لقيادات كبيرة خلال العملية وهو ما أجبر التنظيم الإرهابي على الهروب، بدلاً من المواجهة.
وبحسب الخبير الأمريكي فقد ظلت الإدارة الأمريكية أيضًا منخرطة في اليمن قبل تجدد نشاط التنظيم مؤخرا وإعلان عناصره المسؤولية عن سلسلة الهجمات التي استهدفت القوات الجنوبية، حيث وجه البيت الأبيض رسالة إلى الكونجرس أشار فيها إلى العمليات الجارية في اليمن “للحد من التهديد الإرهابي” من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في اليمن (IS-Y) وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وأعلن عن عقوبات جديدة على الأفراد العاملين في اليمن والقرن الأفريقي.
وقال كارفخال في تحليله ان القوات الجنوبية تعرضت لانتقادات من الخصوم الذين يعتقدون ان القوات الجنوبية تبالغ في الحديث عن انتشار تنظيم القاعدة، إلى أن سلسلة الهجمات التي شنها التنظيم ضد القوات الجنوبية في شبوة وابين والبيانات التي أصدرها التنظيم للتنديد بالعمليات العسكرية التي تشنها القوات الجنوبية لتطهير معاقله في ابين وشبوة، كانت دليلا قاطعا عن عودة انتشار التنظيم بشكل واسع، بل ان الحكومة اليمنية اكدت في ابريل الماضي وجود ادلة عن انتشار التنظيمات الإرهابية في ابين وشبوة.
وبحسب كارفخال فقد كشفت قوات دفاع شبوة تنفيذها عملية أدت لقتل القيادي في تنظيم القاعدة ” يونس القشعوري” المكنى بـ ” أبو علي الشبواني” المنتمي لمنطقة رضوم ، حيث تمكنت قوات دفاع شبوة من قتله خلال تبادل لاطلاق انار معه في وسط مدينة عتق في مايو الماضي ونعاه التنظيم في بيان نشره في يونيو وبعد مقتله تصاعدت الهجمات الإرهابية في كل من أبين وشبوة ضد القوات الجنوبية ، بما في ذلك محاولة مجهولة لاغتيال المحافظ عوض العولقي في أواخر أغسطس.
ويرى الخبير الأمريكي في تحليله ان رئيس المجلس الانتقالي القائد الاعلى للقوات الجنوبية اللواء عيدروس الزبيدي قرر اطلاق عملية ” سهام الشرق” لـ “تطهير [أبين] من التنظيمات الإرهابية” بعد نجاح قواته في انهاء التمرد الذي قادته فصائل عسكرية موالية لحزب الإصلاح ضد محافظ شبوة، وانسحاب مجموعة مرتبطة بها كانت مرابطة في ابين لتمهيد الطريق لتنظيم القاعدة لإسقاط المحافظة، مما جعل مسألة اطلاق “سهام الشرق” مهمة لا تقبل التأخير، وعليه بدأت قوات محور أبين العسكري بقيادة مختار النوبي ، وبمشاركة المنطقة العسكرية الرابعة بقيادة فضل حسن، والقوات المحلية التابعة لمحافظ أبين أبو بكر حسين ، بالتقدم من شقرة شمالاً باتجاه لودر وشرقاً وصولا الى الحدود مع شبوة