✍ مقال لـ : قاسم عبد الرب العفيف
نبض الشـــارع الشبواني – متابعة
الثلاثاء، الموافق 15 يوليو 2025
اعتقل قيادي حوثي في منفذ صرفيت بسبب انتمائه إلى صفوف الحوثي ودوره البارز في تحشيد المقاتلين لصالح جبهات الحوثي وهذا الأمر طبيعي لأنه مر في مناطق الشرعية التي يفترض أنه يعرف أنها معادية للحوثي فهو يعرف مسبقا بأن هذه الرحلة فيها من المخاطرة الكبيرة والمغامرة له شخصيا وإحراج لقبيلته التي استنجد فيها لتخليصه من الاعتقال وأي إنسان عادي يعتقد بأن اعتقاله مشروع لأنه دخل منطقة تعرف بالعرف العسكري معادية وهذا معروف في كل الحروب ومن أتى إلى منطقة أعدائه أما أنه مغامر ويتحمل عواقب مغامرته أو أنه منشق على جماعته ويعلن ذلك صراحة حتى يتجاوز الاعتقال ويتم التعامل معه وفق القوانين المتبعة.
لكنه أصر إلا أن يغامر وبعد الوقوع بالأسر استخدم القوة في منطقة يعرف مسبقا أنه مهزوم فيها وهنا يكمن اللغز هل الأمر مدير من قبل قوى إقليمية لإثارة أزمة عسكرية وسياسية وقبلية وهل كان يعرف خطورة مغامرته أو أنه استدرج لمثل هذا العمل الخطير من قبل جهة تريد استخدامه كورقة تحقق بها مآرب سياسية؟ وما هو الهدف من تلك المهمة التي غامر من أجلها؟ وإن كان يعرف فهذه مصيبة وإن كان لا يعرف فالمصيبة أعظم لكن من الواضح بأن الهدف هو السيطرة على أهم محافظة بشرق البلاد بدعم إقليمي ويمكن دولي؟ وعند فشله حوّل الأمر إلى إثارة الزوبعة القبلية وقيام قبيلته بالتهديد والوعيد لاقتحام المهرة وتحريره من السجن ومع احتمال كبير أن تكون القبيلة شماعة يأتي تحت عباءتها الحوثي بقواته ليضع القبيلة كحصان طروادة.
في صراع مع الجنوب ومع أبناء المهرة وقبائلها وشيوخها وكل شعب الجنوب وقبائله الذين يشعرون بأن هذا التصرف إهانة لهم إن قامت القبيلة وغامرت بالوصول إلى المهرة لكن السؤال الذي يجب أن نجد له جوابا كيف تم تجاوز مناطق الشرعية المسيطر عليها من قبل المنطقة العسكرية الأولى؟ هل كانت متواطئة ومسهلة لعملية العبور الآمن حتى يصلوا إلى محافظة المهرة وهي تعرف أن مثل هذا العمل مخالف للقانون وسيثير إشكاليات كبيرة خصوصًا والشخص المعتقل من أبرز قيادات الحوثي؟ كيف تسمح لهم بالمرور وهناك احتمال أن يكون الحوثي ضمن الحشود القبلية بالوصول إلى محافظة المهرة بقواته وهل هناك تنسيق مسبق معهم؟ وهنا يطرح السؤال ما هو موقف الشرعية والتحالف من هذا التصرف من قبل المنطقة العسكرية الأولى؟ ولماذا الصمت المريب حتى الآن وكأن الأمر شيء طبيعي وعادي ولا يعنيهم؟
استخدمت محافظة المهرة كممر لتمويل الحوثي وبكل ما يلزم من الأسلحة خلال فترة الحرب إلى الآن السؤال ما هي السيناريوهات القادمة بعد السيطرة على المهرة؟
هناك أسئلة مشروعة تطرح خاصة وشعب الجنوب يعيش حصارا خانقا ولا يجد من يحرك ساكنا حتى أصبح في وضع مأساوي لا يستطيع أن يؤمن قوت يومه وهو رابض على ثروات متنوعة ولا أحد يعرف إلى أين تذهب ومن يسيطر على القرار السياسي والاقتصادي
والعسكري والأمني يتجاهل وضع شعب الجنوب وكأنهم شعب فائض لا لزمة لهم.
نعود إلى إخواننا قبائل خولان الكرام السؤال أنتم الآن تعملون نفيرا ونكفا على قولتكم وتوجهوا سهامكم ضد أبناء المهرة المسالمين وتتحدون القانون وحتى الأعراف القبلية بانكم ستأتون وتحررون صاحبكم من الاعتقال وهذا أمر لا يقبله شعب الجنوب ولا قبائله لأن ذلك يصيب كرامتهم في مقتل وستسجل كنقطة سوداء في التاريخ إن مرت هذه التهديدات مرور الكرام لكن دعوني أسألكم هل قمتم بالنفير عند اعتقال الشيخ عبدالرحمن الزايدي من قبل الحوثي وله في الحجز ثلاث سنوات ولا زال، وإلا الحوثي عسر لا تستطيع القبيلة مواجهته ولكن في المهرة ممكن التنمر واستعراض عضلات القبيلة عليهم.
نصيحة لقبيلة خولان بأن تعيد حساباتها حتى لا تصبح القضية قضية شرف بالنسبة للجنوب الذي لن يسمح بأن تدخل قبيلة من خارج الحدود وتنتزع أحد أفرادها بالقوة وهو في قبضة القانون لن يقبل به شعب الجنوب ولا قبائله ولا أبناء المهرة وقبائلها ونصيحة أخرى لكم بألا تكونوا حصان طروادة قد تستغلكم أطراف أخرى مثل الحوثي أو أي قوى إقليمية لديها أهداف أبعد من احتجاز الزايدي.
أظهر هذا التصرف القبلي بأنهم لا يقبلون بدور الدولة الضامنة لحقوق المواطنين ولكنهم يريدون فرض منطق اللا دولة وهذا لا يمكن تطبيقه في الجنوب الذي قطع أشواطا كبيرة في اعتبار المواطنين متساوون أمام القانون ولا أحد فوق القانون وهنا يكمن الخلاف الرئيس بين الجنوب والشمال حين يحقق الجنوب المساواة بين المواطنين فلا أحد فوق القانون بينما الشمال يعتبر السيد والشيخ فوق القانون ولديهم حصانة لا أحد يستطيع الاقتراب منهم حتى عند مخالفتهم للنظم والقوانين جهارًا نهارًا.
*همسة موجهة إلى قيادة الانتقالي*
لديكم شرعية أقوى من كل شرعية أولًا تفويض شعب الجنوب لكم باستعادة الدولة الجنوبية لحدود عام 90 وثانيا شرعية الحراك السلمي الذي انتفض في وجه الدولة الظالمة التي اعتدت على حقه الشرعي بالوجود وثالثا شرعية المقاومة الجنوبية التي حررت الجنوب من الغزو الحوثعفاشي في عام 2015 م وتصدت لغزوة خيبر لقوات الإخوان المسلمين في عام 2019 ولهذا عليكم التصرف وفق هذه الشرعيات التي تمتلكوها ولا يمتلكها غيركم ممن تشاركونهم في الشرعية فالجنوب أمانة في رقابكم فأحداث المهرة تتجاور المعتقل الزايدي إلى عملية منسقة بين أطراف محلية وإقليمية والهدف السيطرة على محافظة المهرة وفصلها عن الجنوب استباقا للتسوية وإن مر هذا الأمر ستكون محافظات جنوبية أخرى على الطريق فلا تخذلوا المهرة ولا التفويض الشعبي فالصراع وجودي وليس سياسي فقط ولا تقبلوا أن يكون الجنوب محل مقايضة بين الأطراف الخارجية.
——————————————————
للانضمام لمجموعة نبض الشارع الشبواني على الواتس آب أضغط هنا👇
مجموعة نبض الشارع الشبواني على الـ Whatsapp
——————————————————
– لمتابعة صفحة نبض الشارع الشبواني على منصة X “تويتر سابقاً” أضغط هنا👇
صفحة نبض الشارع الشبواني على الــ X-Twitter
——————————————————
لمتابعة صفحة نبض الشارع الشبواني على الفيس بوك أضغط هنا👇
صفحة نبض الشارع الشبواني على الــ Facebook
——————————————————
«صفحة إخبارية تنشر الحقيقة كما هي، بمهنية إعلامية وطرح إخباري هادف»