✍ مقال لـ : محمد عبدالله المارم القميشي
نبض الشــــــــــــــــــــارع الشبواني – خاص
الخميس، الموافق 28 أغسطس 2025
منذ سنوات طويلة ظل ما يُعرف بملف ((الإعاشة)) أحد أخطر أبواب الفساد في بلادنا. تحت هذا المسمى صُرفت مليارات الريالات والدولارات لتصب في حسابات أشخاص لا علاقة لهم بخدمة الوطن ولا بأمنه ولا استقراره ،بينما المواطن يواجه ضيق العيش وارتفاع الأسعار وانقطاع الرواتب.
فكانت مبالغ هائلة بالعملة الصعبة تُستنزف شهريًا تحت ملف(( الإعاشة)) في الوقت نفسه حُرم موظفو الداخل من معلمين وجنود وغيرهم من أبسط حقوقهم، في حين تذهب تلك المبالغ إلى مستفيدين يقيم معظمهم في الخارج، فتحوّل كثير منهم بفضلها إلى رجال أعمال وأصحاب نفوذ.
المؤسف أن بعض الأسماء التي كانت مدرجة في كشوفات ((الإعاشة)) لم يكن لها أي دور في مواجهة الحوثي، بل إن جزءًا منهم كان على علاقة مباشرة بالمليشيات، وهو ما يكشف حجم العبث واللا عدالة التي اتسم بها هذا الملف.
هذه القضية لم تعد خافية على أحد. لقد تحولت إلى قضية رأي عام يتداولها الكبير والصغير، وصارت سؤالًا يوميًا يتردد في الشارع: كيف يستمر نزيف المال العام والمواطن يعجز عن توفير قوت يومه؟
فتح هذا الملف في الظروف الراهنة يمثل اختبارًا حقيقيًا لجدية الحكومة في مواجهة الفساد. فإما أن تثبت أنها ماضية في طريق الإصلاح، أو أن تسقط في أول امتحان أمام الشعب. ولهذا فإن رئيس الوزراء حين قرر وضع يده على هذا الملف الشائك، لم يفتح معركة سهلة، بل دخل في مواجهة مباشرة مع شبكات مصالح ولوبيات فساد بنت نفوذها طوال سنوات من النهب والسطو على المال العام.
غير أن نجاح هذه المواجهة لا يتوقف على إرادة المسؤول وحده بل يحتاج إلى التفاف واسع من قبل المواطنين. فالمعركة مع الفساد ليست معركة فرد، بل هي معركة وطن تبدأ من وعي المواطنين وتكاتفهم، وتمتد إلى دعم ومساندة القرارات الجريئة الهادفة إلى حماية المال العام.
اليوم يترقب الشعب خطوات عملية تبدأ بإغلاق هذا الباب المظلم الذي ابتلع أموال الدولة لعقود وتمضي نحو بناء مؤسسات قادرة على ضبط الإيرادات وتوجيهها إلى دعم الخدمات الحيوية مثل التعليم والصحة وسائر الاحتياجات الأساسية.
ختاما:
إن إغلاق ملف الإعاشة لا يعني فقط إسدال الستار على أكبر بؤرة فساد بل هو إعلان عن بداية مرحلة جديدة عنوانها الجدية في الإصلاح ومحاربة الفساد.
فإذا أغلق هذا الملف أغلق معه أخطر شريان للفساد وإذا تُرك مفتوحًا فلا إصلاح يُرجى ولا معاناة ستنتهي..
2025/8/28م. 7:50م
——————————————————
للانضمام لمجموعة نبض الشارع الشبواني على الواتس آب أضغط هنا👇
مجموعة نبض الشارع الشبواني على الـ Whatsapp
——————————————————
– لمتابعة صفحة نبض الشارع الشبواني على منصة X “تويتر سابقاً” أضغط هنا👇
صفحة نبض الشارع الشبواني على الــ X-Twitter
——————————————————
لمتابعة صفحة نبض الشارع الشبواني على الفيس بوك أضغط هنا👇
صفحة نبض الشارع الشبواني على الــ Facebook
——————————————————
«صفحة إخبارية تنشر الحقيقة كما هي، بمهنية إعلامية وطرح إخباري هادف»