أصدر فرع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بمحافظة حضرموت، أمس السبت، بيانًا دعا فيه إلى استمرار إيقاف صادرات النفط الخام من المحافظة، محذرًا مما وصفها بـ”خطة أمريكية” تقف خلف تحسّن سعر صرف الريال اليمني في مناطق سيطرة الحكومة.
تقاطع خطاب القاعدة مع أجندة الحوثي
ورغم أن البيان حمل توقيع القاعدة، فإن مضمونه تماهى بشكل واضح مع خطاب جماعة الحوثي، لاسيما في استهداف قطاع النفط وربطه بالقضية الفلسطينية، والدعوة إلى ما سمّاه “إسناد غزة”. هذا التقاطع أثار تساؤلات حول احتمالية وجود تنسيق غير مباشر أو تقاطع مصالح، بما يخدم أهداف الحوثيين في مناطق خارج سيطرتهم المباشرة.
تزامن مع تحرّكات “الهضبة” في وادي حضرموت
توقيت البيان جاء متزامنًا مع ما يُعرف بـ**”تحرّكات الهضبة”** في وادي حضرموت، وهي تحركات قبلية وعسكرية تسعى إلى فرض أمر واقع جديد، مستفيدة من أي اضطراب سياسي أو اقتصادي. مراقبون يرون أن تعطيل تصدير النفط قد يضعف الحكومة ويفتح الباب أمام تفاهمات غير معلنة مع قوى النفوذ في الشمال، وعلى رأسها الحوثي.
حضرموت بين مشروع الدولة ومشاريع ما دونها
القراءة الأوسع للمشهد تشير إلى أن البيان ليس مجرد إعلان مواقف من تنظيم متشدد، بل حلقة ضمن مشروع أوسع لإعادة توزيع النفوذ في حضرموت، وربط مستقبل المحافظة بمعادلات القوة في صنعاء والهضبة. وفي ظل هذا التشابك، تبقى حضرموت ساحة اختبار بين مشروع الدولة ومشاريع الفوضى.