تتجه الأنظار إلى العاصمة عدن التي تستعد لاحتضان حدثين بارزين من المقرر أن يشكلا دفعة قوية لجهود الإغاثة وتحريك عجلة الاقتصاد، وهما مؤتمر المانحين والمؤتمر الاقتصادي المزمع عقدهما خلال الفترة المقبلة.
ويأتي هذان المؤتمران في توقيت حساس، حيث تسعى الحكومة والسلطات المحلية، بالتنسيق مع شركاء دوليين وإقليميين، إلى تأمين تمويلات تدعم الاستجابة الإنسانية العاجلة وتفتح آفاقًا للاستثمار وإعادة الإعمار.
وعقدت القيادة التنفيذية العليا للمجلس الانتقالي الجنوبي، برئاسة عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس، عضو مجلس القيادة الرئاسي، مساء السبت اجتماعها الدوري الذي خُصص جزء مهم منه لاستعراض التحضيرات الجارية. حيث قدّم وزير التخطيط والتعاون الدولي، الدكتور واعد باذيب، إحاطة حول المسارات التنظيمية للمؤتمر وأهدافه، مؤكدًا أن الحدث يستهدف جذب دعم مالي وفني لمشاريع الإغاثة والإنعاش الاقتصادي.
كما استعرض محافظ العاصمة عدن، أحمد لملس، ووكيل المحافظ لشؤون التنمية، عدنان الكاف، بصفته رئيس اللجنة الفنية للمؤتمر الاقتصادي، الخطط التنفيذية والورش المرافقة وآليات التنسيق مع القطاع الخاص، لضمان مشاركة فاعلة للمستثمرين المحليين والدوليين.
الرئيس الزُبيدي شدد على ضرورة إنجاز التحضيرات في مواعيدها المحددة، وحشد الإمكانيات المتاحة، مع تفعيل الشراكات الداخلية والخارجية لما للحدثين من أهمية في إعادة صياغة المشهدين الاقتصادي والإنساني في البلاد.
إلى جانب ذلك، ناقش الاجتماع تقارير عن تحسن سعر صرف العملة وانخفاض أسعار السلع، في ضوء جهود لجنة الموارد والبنك المركزي ووزارة الصناعة والتجارة، وأكد أهمية استمرار الرقابة على الأسواق لضمان الاستقرار السعري. كما تطرق الاجتماع إلى الاستعدادات لبدء العام الدراسي الجديد، وإلى خطة الهيئة العامة للأراضي لتنظيم استثمار الأراضي الحكومية.
وبهذه الخطوات، تبدو عدن أمام فرصة استراتيجية لتحويل المؤتمرين المرتقبين إلى منصة لتوحيد الجهود وجذب الدعم، بما يعزز قدرة المؤسسات على مواجهة الأزمات الإنسانية ودفع مسار التعافي الاقتصادي.