شهدت ست مدن رئيسية في محافظة حضرموت أبرزها المكلا وسيئون، امس الجمعة، فعاليات جماهيرية حاشدة، دعت لها الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظة، لإحياء يوم الأرض الذي يصادف ذكرى اجتياح الجنوب في 7 يوليو 1994م.
وتوافد الآلاف من أبناء حضرموت والجنوب إلى ساحات مدن المكلا وغيل باوزير والشحر وسيئون وتريم والقطن، للمشاركة في إحياء هذه الذكرى، رافعين أعلام الجنوب وصور عضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي.
مدينة المكلا، حاضرة ساحل حضرموت، اكتظت ساحة الحرية فيها بآلاف المواطنين، الذين رددوا الشعارات المؤيدة للمجلس الانتقالي والرافضة لمحاولات تمزيق الجنوب وشق الصف الحضرمي عبر تفريخ المكونات.
وخلال الفعالية، أشار رئيس انتقالي حضرموت، العميد سعيد أحمد المحمدي، إلى أهمية إحياء هذه الذكرى، للتأكيد على إصرار شعب الجنوب وسعيه قدماً لاستكمال تحقيق أهدافه في التحرر والاستقلال وإقامة دولته الجنوبية كاملة السيادة، مجدداً مطالب أبناء حضرموت للأشقاء في التحالف العربي، بإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى، المتواجدة في وادي حضرموت، واستبدالها بقوات من النخبة الحضرمية.
وأكد المحمدي أن شعب الجنوب لن يحيد عن أهدافه في تحرير الوادي، وطرد قوات المنطقة الأولى، وبناء دولته الفيدرالية المدنية المستقلة، لافتاً إلى إدراك الجنوبيين أن كل نجاح وكل إنجاز يحققه المجلس الانتقالي سيواجه بهجمة من أعداء القضية الجنوبية الذين حين اصطدمت مؤامراتهم بصخرة الصمود الجنوبي في العاصمة عدن، كرسوا كل جهودهم المؤامراتية على حضرموت، ظنا منهم أنها الحلقة الأضعف في المشروع الجنوبي، على حد قوله.
وأضاف “إن مؤامرات تفريخ المكونات ودغدغة عواطف البسطاء بالإدارة الذاتية، تهدف إلى سلخ حضرموت عن محيطها الجنوبي، وتفكيك مؤتمر حضرموت الجامع، الذي اتفق عليه أبناء المحافظة عامة، وخلخلة وحدة الصف الحضرمي، لكي يتسنى لهم ابتلاع حضرموت، وضمها إلى دويلتهم البديلة عن دولتهم التي تركوها للحوثي”.
وحذر المحمدي المتآمرين، وقال “نقولها لهم وبالفم المليان.. فاتكم القطار.. فأنتم اليوم تلعبون في الوقت بدل الضائع، وخارج ملعبكم.. فحضرموت بات لديها قوة عسكرية وأمنية، وفيها رجال قادرون على إخراجكم منها منكسي الرؤوس”، داعياً المغرر بهم من أبناء حضرموت أن لا يقفوا في طريق نضال شعب الجنوب وأن يعودوا إلى رشدهم ويتخلوا عن مصالحهم الأنانية الضيقة.
بدوره أكد رئيس الهيئة التنفيذية المساعدة للمجلس الانتقالي الجنوبي لشؤون مديريات وادي وصحراء حضرموت محمد عبدالملك الزبيدي، في كلمته بمهرجان تريم، أن صوت المحتشدين الليلة في الساحات، هو الصوت المعبر عن أهل حضرموت وأن دماء شهداء حضرموت والجنوب لن تذهب هدرا، ولن يستطيع من في السلطة أن يستغل نفوذه ويعيد إحياء أحزاب كانت وما زالت شريكة في قتل ونهب ثروات الأرض الجنوبية، وتشريد وتعذيب المئات من أبناء شعبنا، ولن يستطيعوا أن يفرضوا علينا شروطهم ضد إرادة الشعب.
وقال الزبيدي، إن حضرموت جزء أساسي من الجنوب العربي الفيدرالي، ولن تستطيع أي قوة في الأرض أن تجبر الشعب الجنوبي على الحياد عن قراره في استعادة أرضه وهويته وتاريخه.. مؤكدا أن هذا الهدف سيتحقق لا محالة، وأن الشعب في حضرموت والجنوب كلهم خلف القيادة السياسية للمجلس ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي ونوابه.
وفي سيئون، أشار رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمديرية سيئون عبدالرحمن محمد الجفري إلى ان الجنوب شهد جملة من المنجزات والأحداث التاريخية أبرزها انعقاد مؤتمر الحوار الجنوبي التشاوري في العاصمة عدن والذي انبثق عنه الإعداد والتوقيع على الميثاق الوطني الجنوبي وإبقاء الباب مفتوحا للحوار لاستيعاب كل الأطياف السياسية والاجتماعية في شراكة حقيقية.
وأوضح رئيس الهيئة التنفيذية أن ما يجري في الأيام الماضية والتحركات هو خروج عن الإجماع الحضرمي بإشهار ما يسمى بمجلس حضرموت الوطني جاء متزامناً مع زيارة رشاد العليمي إلى المكلا وهذا يعد تحدياً صارخاً ضد إرادة الشعب والتنكيل بهم بحرب الخدمات المتعمدة في تنغيص الحياة المعيشية للمواطنين، مؤكداً: إننا على درب الشهداء سائرون في استمرارنا ونضالنا لاستعادة الدولة الجنوبية وتحرير ما تبقى من الأراضي الجنوبية وإسناد قوات النخبة الحضرمية مهمة السيطرة على كل ربوع حضرموت.
فيما أكدت عضو الجمعية الوطنية الجنوبية زهراء عبده أن حضرموت تريد إدارة ذاتية يحكمها أبناؤها وبسط قوات النخبة الحضرمية في كافة ربوع حضرموت، مطالبة بالإسراع في الهيكلة وتوظيف الخريجين والكوادر.
وتطرقت إلى حادثة إطلاق النار على الحشود من قبل مجهولين ملثمين، واعتبرتها سحابة صيف ستزيد من الحماس والنضال حتى استعادة الدولة وتحرير الأراضي الجنوبية.
كما شاركت محافظة شبوة في مهرجان تريم ممثلة بنائب رئيس الهيئة التنفيذية للانتقالي بالمحافظة، الأخ عقيل باحميد، الذي أكد في كلمته على وحدة الصف الجنوبي، مشيرا إلى أن مشاركتهم أبناء تريم وحضرموت في إحياء هذا اليوم، ما هو إلا تعبير صادق عن التلاحم الجنوبي ووحدة المصير والهدف.
وصدر عن فعاليات يوم الأرض في مدن حضرموت بيان سياسي، حذر من مساعي إعادة تدوير الأدوات اليمنية المستهلكة التي كانت سبباً في معاناة أبناء حضرموت خاصة والجنوب عامة، مناشداً قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بإعادة تقييم مسألة جدوى الشراكة في حكومة المناصفة كون الرهان كان على تحسين مستوى الخدمات المقدمة للشعب، ولم يتحقق منه شيء، بل زادت معاناة شعبنا وتفاقمت ظروفه المعيشية، ولم تتخذ الحكومة أية بوادر في تحسينها.