تصاعدت خلال الأيام الماضية حدة الهجمات التي استهدفت قوات النخبة الحضرمية الرامية إلى النيل من هذه القوات التي لعبت دوراً بارزاً ومحورياً في حفظ الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب في مدن ساحل حضرموت.
إسهامات هذه القوات ومشاركتها الفاعلة في الحرب ضد الإرهاب، جعلتها عرضة للكثير من محاولات التشويه وكذا استهداف عناصرها بالاغتيالات وصولاً إلى تنفيذ حملات مسعورة لنشر الأكاذيب والافتراءات ضد هذه القوات التي تمثل حصناً منيعاً للأمن والاستقرار والتصدي لخطر الإرهاب.
آخر تلك الحملات ما تم الترويج له عبر وسائل إعلام ومنظمات ونشطاء موالين لتنظيم الإخوان، وسط توجيه اتهامات باطلة لقيادة قوات النخبة بممارسة عمليات تعذيب بحق عدد من الجنود المنتسبين لها أمام بوابة معسكر الربو في المكلا. ادعاءات كاذبة ركزت على النيل من تماسك هذه القوات التي تمكنت وبدعم الأشقاء في دولة الإمارات من دحر تنظيم القاعدة من مدينة المكلا وساحل حضرموت في 24 أبريل 2026 في عملية حظيت بإشادة الكثير من الدول الإقليمية والعالمية.
تزايد الاتهامات للقوات الحضرمية يأتي في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية في مناطق وادي حضرموت التي تطالب بسرعة إحلال هذه القوات بديلاً عن قوات المنطقة العسكرية الأولى الموالية للإخوان. وهو ما دفع بآلة الإعلام الإخوانية إلى تنظيم حملات مفبركة ونشر إشاعات وأكاذيب للنيل من هذه القوات.
توضيح الحقيقة
بدورها ردت قيادة قوات النخبة الحضرمية على تلك الاتهامات بالتأكد على عدم صحتها وأنها ادعاءات كاذبة تنشر من قبل جهات غير موثوقة ليس لها هدف سوى تعكير الصفو وإقلاق السكينة العامة ومحاولة تفريق الصف بين قوات النخبة وزعزعة الثقة في محاولة يائسة منها.
وأكد بيان النخبة أنه حدث في صباح يوم الثلاثاء الموافق 29/8/2023 قدوم عناصر خارجة عن النظام والقانون إلى بوابة لواء النخبة الحضرمية، وقاموا بإغلاق البوابة بشكل كامل وعرقلة خروج الأطقم العسكرية تحت مبرر مطالب حقوقية، لافتا إلى أن تلك العناصر لم تكتف بإغلاق البوابة بل قاموا بالاعتداء على ضباط وأفراد حراسة البوابة بالرمي بالحجارة وبعض الوسائل التي من شأنها أن تحدث أضراراً جسيمة بالجنود المرابطين، حيث أصيب العديد من الجنود بإصابات بليغة في الرأس نقلوا على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وأوضح أنه تم التواصل، في حينه، مع قوات الأمن العام للحضور إلى بوابة لواء النخبة للتعامل مع تلك العناصر واتخاذ الإجراءات القانونية بشأنهم. ودعت قيادة لواء النخبة الحضرمية كافة المواطنين إلى عدم تصديق مثل تلك الأخبار المغرضة وتفويت الفرصة على ناشريها الذين لهم أهداف خفية هدفها تفريق بين قوات النخبة الحضرمية وقيادتها.
مساندة شعبية
ما تعرضت له القوات النخبة من حملات استهداف ممنهجة من قبل الإخوان والحوثيين؛ دفع بعدد من الكتاب والسياسيين والنشطاء الحقوقيين للرد على تلك الإشاعات المغرضة وكشف حقيقة ما يتم الترويج له من إشاعات.
وتحت هاشتاج #بالنخبه_نحمي_حضرموت، تفاعل الكثيرون على موقع “إكس” – تويتر سابقاً- لإعلان وقوفهم وتأييدهم لقوات النخبة، والتأكيد على أن قوات النخبة تعتبر صمام أمان لحضرموت المحافظة التي يسعى الإخوان لتمزيقها بهدف نهب ثرواتها.
وأشادوا بالدعم والدور الكبير الذي لعبته دولة الإمارات العربية المتحدة، في تشكيل نواة هذه القوة ومساندتها للقيام بمهامها ودورها في حفظ الأمن ومحاربة الإرهاب.
وحذروا من خطورة هذه السموم التي تبثها وسائل الإعلام الإخوانية والحوثية بهدف إقلاق السكينة العامة، وإثارة الفوضى والتفرقة بين أبناء المحافظة ونخبتهم.
المحلل والكاتب السياسي شائع بن وبر قال إن النخبة الحضرمية خط أحمر لا يمكن المساس بها أو محاولة شيطنتها، كون أفرادها من أبناء حضرموت ويعولون عليهم في حفظ المحافظة وأمنها واستقرارها، لافتا إلى أن كل المكونات الحضرمية تختلف سياسيا ولكن تبقى النخبة الحضرمية محل إجماع على دورها الكبير في حفظ أمن واستقرار حضرموت مستقبلا في إطار إقليم مستقل.
وأضاف: “لا ينبغي التشكيك وتصديق الأبواق والمطابخ المأجورة التي تحاول النيل من النخبة وتعكير صفو حضرموت الأمني واستقرارها”، مشيراً إلى أن النخبة الحضرمية أثبتت جدارتها في ساحل حضرموت بدعم الأشقاء، وبشهادة دول أوروبية عظمى ومنظمات دولية، ولم نرَ أي اختلالات أمنية وتفجيرات إرهابية واغتيالات شبه يومية كما يحدث في الكثير من المحافظات اليمنية الأخرى.
وأوضح شائع، أن النخبة الحضرمية ستظل صمام حضرموت ولن تتأثر بطبخات القنوات الإعلامية التحريضية أمثال بلقيس والمهرية وأخواتهما، ولا كيد الحاقدين الذين لا يريدون لحضرموت الأمن والأمان.
خفايا الحملة
توقيت الحملة الإخوانية جاء متزامناً مع تصاعد المطالبات الشعبية لتسليم قوت النخبة مهامها في وادي حضرموت بديلاً عن القوات الإخوانية في المنطقة العسكرية الأولى، بحسب ما ذكره الأكاديمي الدكتور صدام عبدالله.
وقال، إن قوات النخبة الحضرمية سوف تنتشر في كافة مناطق المحافظة وهذا ما أثار قلق وهلع الإخوان خصوصا في مناطق وادي وصحراء حضرموت، مضيفا إن الفارين والمشردين من ديارهم ومسلمي أراضيهم للحوثي يشنون حملة مغرضة ضد قوات من أبناء حضرموت تحمي أراضي المحافظة.
من جانبه يؤكد الإعلامي فتاح المحرمي، أن هذه الحملة تعد مؤشراً على قرب استلام قوات حضرمية مهامها لتأمين وادي حضرموت بديلاً عن القوات الإخوانية التي تحمي ناهبي خيرات حضرموت. ولهذا يكثفون تحريضهم ضد هذه القوات الوطنية، في محاولة فاشلة لإعاقة تسلم تأمين الوادي والصحراء.
إلى ذلك أكد المتحدث الرسمي باسم القوات الجنوبية المقدم محمد النقيب، أن الإنجازات الكبيرة التي حققتها قوات النخبة ضد الإرهاب وفي جانب فرض الأمن والاستقرار وحماية ساحل حضرموت تغيض أعداء حضرموت.
وقال النقيب: “الإنجازات الأمنية والعسكرية التي حققها أبطال النخبة الحضرمية باحترافية وكفاءة، تتجسد في الواقع المعاش ومن خلال الأمن والاستقرار الذي يسود مدن ومناطق الساحل”.
في حين قال الناشط أسامة بن فائض: “لم تعش حضرموت مرحلة أمن فريدة إلا في ظل وجود قوات النخبة الحضرمية الجنوبية، التي تم بناؤها وتأهيلها بدعم سخي من الأشقاء في دولة الإمارات، حتى أصبحت قوة متينة دحرت وتصدت للإرهاب”. وأضاف: “تجربة الساحل أصبحت نموذجاً، والأصوات تهتف بتطبيقها في الوادي”.
ما حقته قوات النخبة من إنجازات حظيت بإشادة أممية ودولية خصوصا أثناء الزيارات المتكررة للسفير الأمريكي التي كان آخرها قبل نحو أسبوع للتأكيد على استمرار جهود مكافحة الإرهاب وما تم تحقيقه سابقاً. وكذا زيارة وفد فريق الخبراء المعني باليمن التابع للأمم المتحدة إلى حضرموت في يوليو 2023 والذي أشاد بالجهود الكبيرة التي تبذلها القوات العسكرية في ساحل حضرموت ومشاركتها المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب