استبق محللون ومراقبون جنوبيون في تقديم قراءة ، لأهمية وزيارة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي للولايات المتحدة ، قبل وصوله الى نيويورك بساعات .
وقدم المراقبون والمحللون ، رؤى متقاربة عن الزيارة ودلالاتها السياسية وأهميتها وثمارها المتوقعة ، بالنظر إلى التحركات الجارية لأطراف دولية وإقليمية وأممية للوصول الى حل سياسي شامل وإحلال السلام الحقيقي، الذي من الصعب تهيئته وضمان شروط نجاحه، مالم يعود الى الجذور التاريخية للأزمة والحرب ، وأبرز هذه الجذور قضية الجنوب التي نشأت بالحرب التي شنت على الجنوب وإحتلاله في صيف عام 1994 م ، بمعنى الأخذ بذات القضية كمفتاح للسلام وفق الشروط التي يطرحها المجلس الإنتقالي الحامل السياسي لقضية الجنوب ، وهي شروط تفرضها متغيرات الواقع وإستحقاق شعب الجنوب في إستعادة دولته .
تأتي الزيارة بدعوة رسمية من الولايات المتحدة الأمريكية وهذا ما يجهله البعض لا سيما ، المشتغلين على التقليل من شأن الزيارة ، كما تأتي الزيارة بالتزامن مع انعقاد الدورة الـ 87 للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي سيشارك في اعمالها وبدعوة من الأمم المتحدة .
ويرى المحللون والمراقبون في قراءاتهم لزيارة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي للولايات المتحدة الأمريكية ، إن أهميتها تكمن في توقيتها ، لا سيما في ظل الحراك الإقليمي والدولي لإحلال السلام باليمن الذي وصلت جولاته الأخيرة الى زيارة وفد من المليشيات الحوثية الى المملكة العربية السعودية وبدعوة من الرياض وبوساطة عمانية ، وكان موقف المجلس الانتقالي من ذات التطورات مرحباً بمبادرة السلام السعودية وفي إطار دعمه الدائم لكل جهود السلام.
مجدداً في بيان رسمي ، حرصه على تحقيق عملية سياسية شاملة ومستدامة تؤسس لحوار غير مشروط لضمان معالجة جميع القضايا وفي طليعة ذلك الإقرار بقضية شعب الجنوب ووضع إطار تفاوضي خاص لحلها كأساس لبدء جهود السلام، والإلتزام بمضامين اتفاق الرياض ومخرجات مشاورات مجلس التعاون الخليجي.
وفي سياق آخر يرى المراقبون ، ان زيارة الرئيس القائد للولايات المتحدة ، تأتي في وقت تنظر فيه واشنطن بعين الإعتبار لما تحقق من إنجازات في الحرب الدولية على الإرهاب من خلال العمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة الجنوبية ، وهو ما يتيح للرئيس الزبيدي ، فرصة لتعزيز علاقة المجلس بدولة تتحكم بالقرار الدولي وتملي على الأطراف الإقليمية ذات التأثير الإقليمي ما تريد تمريره ، او ما تراه مناسباً على ضوء معطيات الواقع .
ويتوقع المراقبون إن الرئيس الزبيدي، سينتهز الزيارة المرتقبة للولايات المتحدة الى طرح فكرة سلام تنتفي به كل أسباب الصراع والإرهاب وتحل به قضية الجنوب حلاً عادلاً يرتضيه شعب الجنوب، سلاماً عادلاً ومستداماً ، و يتمثل السلام العادل في الإقرار بقضية الجنوب ووضع إطار تفاوضي خاص لحلها كأساس لبدء جهود السلام، والإلتزام بمضامين اتفاق الرياض ومخرجات مشاورات مجلس التعاون الخليجي ، اما السلام المستدام فيتمثل بالإقرار الدولي والاقليمي بحق شعب الجنوب في استعادة دولته كاملة السيادة .
وينطلق المحللون والمراقبون لإبعاد وأهمية زيارة الرئيس الزبيدي لامريكا وضمان نجاحها ، من ان الولايات المتحدة ، باتت تلتقي مع المجلس الإنتقالي في مواضيع وملفات محورية ، أهمها ملف الحرب على الإرهاب.
وفي هذا السياق اشار المحللون والمراقبون ان الرئيس القائد الزبيدي الذي مواقفه وانجازاته تسبق حضوره في كل زمان ومكان ، استطاع ان يوصل قضية الجنوب الى اكبر المحافل الدولية وعلى طاولة مركز صناعة القرار العالمي، ومد جسور الشراكات كطرف فاعل ومحوري في الحرب على الارهاب .
حيث تدرك الولايات المتحدة ان الجنوب ومجلسه الإنتقالي وقواته المسلحة ، تواجه مخاطر التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة المرتبطة بها ، وان المجلس يخوض معركته ضد الإرهاب من منطلق وجودي ومصيري ، وهو الأمر الذي اسهم إسهاماً مباشراً في الحد او التقليل من خطر الإرهاب وأثر الجماعات والتنظيمات الإرهابية على مستوى المنطقة والعالم.
الولايات المتحدة ايضاً ، تعلم أن تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن يحتل مكانة متقدمة في التقييم والتصنيف الدولي الخاص بخطر الجماعات الإرهابية على الصعيد العالمي, وهذه الخطورة لا تقتصر من خلال الأعمال والجرائم الدولية الإرهابية التي شهدها العالم ، حيث كان لتنظيم القاعدة في اليمن والجزيرة العربية، إرتباط مباشر بها ، من خلال التدريب والتخطيط والتمويل وحتى التنفيذ, الأمر الذي يعني في التقدير الامريكي ، أن إنتصار القوات المسلحة الجنوبية في حربها ضد الإرهاب واي نجاحات تحققها في أضعاف الجماعات الإرهابية وتدمير بنيتها التحتية وتفكيك خلاياها وشبكاتها الإرهابية وقنوات ومصادر تمويلها هي في المحصلة النهائية نجاح في الحرب الدولية على الإرهاب.
ومن إدراكات الولايات المتحدة ، ان الهجمات الإرهابية العابرة للحدود والتي وصلت الى معظم الدول الكبرى وعلى رأسها امريكا، انطلقت من اليمن ، كما ان استخدام الدعم الدولي المقدم لمكافحة الإرهاب بالمنطقة خارج هذا الهدف كان في اليمن ، بل و استخدام الإرهاب كأداة سياسية كان في اليمن ، وضد شعب الجنوب .