لقي بيان منسوب لحلف قبائل حضرموت، رفضاً واستهجاناً كبيرين من قبل الكثير من المكونات الرسمية والمدنية في محافظة حضرموت، في ظل ما تضمنه من معلومات ومغالطات هدفت بدرجة رئيسية إلى جر المحافظة الآمنة إلى مربع الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار.
منذ تحرر ساحل حضرموت من سيطرة تنظيم القاعدة في أبريل 2016، بمساندة كبيرة من قوات التحالف العربي ممثلة بدولة الإمارات؛ تعيش مدينة المكلا ومدن الساحل حالة أمنية مستقرة غير مسبوقة. حيث مثلت مدن الساحل الحضرمي نموذجاً في الأمن والاستقرار عن باقي المحافظات اليمنية المحررة.
البيان المشبوه باسم القبائل، ركز بشكل كبير على مهاجمة الأجهزة الأمنية وقوات النخبة الحضرمية التي تقود عمليات وحملات أمنية مركزة من أجل الحفاظ على أمن واستقرار مدن ساحل حضرموت. والتي كان آخرها عملية “ميزان العدل” التي أطلقت قبل شهر لضبط عناصر مشبوهة وخارجة عن النظام والقانون.
وبرزت أجندة وأهداف البيان من خلال ما تضمنه من هجوم واتهامات باطلة وجهت لدولة الإمارات، الأمر الذي يؤكد أن صياغة مضامينه واستغلال وقائع حدثت قبل أكثر من شهر وشهرين، توضح حقيقة الجهات الواقفة خلف هذا البيان.
بيانات مضادة عدة صدرت عقب بيان الفتنة التي يقودها عمرو بن حبريش العليي الذي استغل منصبه كرئيس لحلف قبائل حضرموت لجر المحافظة إلى أتون الفوضى ونشر الخلافات فيها والتفرقة في صفوف الحضارم، وأيضا محاولته المتكررة لتحويل حضرموت مسرحاً للتجاذبات وساحة للمتاجرة الحوثية والإخوانية.
بيان فردي بدائرة ضيقة
الهيئة التنفيذية لكتلة حلف وجامع حضرموت، استنكرت ما صدر في بيان حلف قبائل حضرموت، مؤكدة أن البيان أصيغ في دائرة ضيقه ويمثل أشخاصا محدودين وتوجها محددا.
واستغربت الهيئة الزج باسم دولة الإمارات في بيان منسوب لحلف القبائل، وما تضمن من سيل الاتهامات الباطلة ضد الأشقاء وإقحامها في قضايا ليس لها شأن بها وهي الدولة التي قدمت الكثير لحضرموت ولحلف قبائل حضرموت خصوصا والجنوب بشكل عام.
وأضافت: إن الادعاءات في البيان بشأن دولة الإمارات معيبة وباطلة، وهي مثال للجحود والنكران للدولة التي ساندت حضرموت والأمن والاستقرار في أصعب الظروف وشاركت ابناءها وفي خندق واحد في تحرير ساحل حضرموت ودعم جهود الأمن والاستقرار في حضرموت ودعم الأجهزة الأمنية وتقديم الدعم المستمر لقوات النخبة الحضرمية وبفضل هذا الدعم نعيش أمنا واستقرارا وأمانا في حضرموت.
الناشط والكاتب شائع بن وبر، قال إن بيان حلف قبائل حضرموت الأخير، غير موفق ويحمل في طياته مغالطات وجحودا كبيرا لقوى فاعلة على الأرض سواء أمنيا أو خدماتيا.
وأضاف: ما كان ينبغي الخوض في مثل تلك البيانات الحساسة في هذه المرحلة العصيبة وإعطاء فرصة للمتربصين بأمن حضرموت ونخبتها لزعزعة استقرارها وتشطينها. موضحا: “أصبح من الضروري التفكير في هيكلة الحلف وإعادته إلى مكانته الصحيحة بعيدا عن خصخصته لطرف أو قبيلة أو جهة معينة”.
وقال: أمن ونخبة حضرموت والدول الداعمة لهما لا ينبغي تشطينهم والتقليل من دورهم الريادي في حفظ أمن ساحل حضرموت. مؤكدا أن الأخطاء واردة في كل مكان وزمان، وحلها يجب أن يكون وفق الأطر القانونية بعيدا عن الثرثرة والتحريض.
أمن حضرموت.. خط أحمر
إدارة أمن وشرطة حضرموت، أكدت أن ما تضمنه البيان المشبوه لحلف قبائل حضرموت، اتهامات خطيرة للأجهزة الأمنية وقوات النخبة الحضرمية الذين يؤدون مهام وطنية في ملاحقة المطلوبين أمنيًا، والخارجين عن النظام والقانون. مستغربة الهجوم على عملية ميزان العدل التي جاءت بأوامر من النيابة العامة لملاحقة المطلوبين، وليس كما زعم البيان المشبوه بأنها جاءت لاستهداف أبناء المكلا بالإهانات والتعسفات والاعتقالات.
وأوضحت إدارة الأمن العام، أن بيان حلف قبائل حضرموت يؤكد محاولته المُعلنة للوقوف إلى جانب المطلوبين أمنيًا الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية وأوامر قهرية بالقبض والتفتيش. مضيفة: إن البيان يدعو إلى الفرقة الواضحة والفتنة الصريحة بين أبناء المجتمع الواحد لغرض تحقيق أهداف خاصة من خلال هذه المحاولة اليائسة والفاشلة والتي ستُقابل بالرفض الواسع والقاطع من أبناء حضرموت قاطبة.
وأكدت السلطات الأمنية في ساحل حضرموت رفضها القاطع الإساءة لدولة الإمارات العربية المتحدة التي قدّمت الدعم السخي واللامحدود للأجهزة الأمنية والنخبة الحضرمية لتطهير مدينة المكلا وبقية المدن الساحلية من قبضة الجماعات الإرهابية، واستتباب الحالة الأمنية الحالية المتفرّدة.
الكاتب والمحلل السياسي صلاح بن لغبر، طرح سؤالا جوهريا للقائمين على صياغة بيان حلف قبائل حضرموت، حول ماذا قدموا لحضرموت.
وقال: السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه حول بيان حلف الإصلاح هو: ماذا قدم أولئك لحضرموت؟ أين كانوا حينما كان تنظيم القاعدة يسيطر على ساحل حضرموت؟ ويوشك على تحويل المحافظة إلى إمارة داعشية. ومن تصدى له؟ هل ظهر أحدهم في ساحة قتال؟ ثم من تحمل مهمة تحرير ثم تأمين حضرموت، فدرب ومول وشارك وبنى قوات أمنية حضرمية تولت تحرير وتأمين المحافظة وأهلها حتى اليوم؟
وأضاف: أليست الإمارات من قدمت كل شيء ولا تزال لقوات النخبة التي استعادت حضرموت من قبضة الإرهاب؟. موضحا: لو لم تتدخل الإمارات وتقدم كل ما قدمته، هل كانت حضرموت تحررت وتأمنت؟
مخطط إخواني حوثي
بيان حلف قبائل حضرموت، لم يكن بعيداً عن الصيغة والبيانات المتواصلة التي ينشرها تنظيم الإخوان وميليشيا الحوثي الإيرانية لاستهداف أمن واستقرار الجنوب وكذا الإساءة لدولة الإمارات الشريك الفاعل في تعزيز الأمن ومحاربة الإرهاب في اليمن.
وأكد رئيس الهيئة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت، العميد ركن سعيد المحمدي، أن البيان مدسوس من أطراف حوثية وإخونجية ويخدم الطرفين اللذين يسعيان إلى ضرب أمن حضرموت واستقرارها.
وعبر المحمدي عن استغرابه من البيان الصادر عن رئاسة حلف قبائل حضرموت، الذي أساء للأجهزة الأمنية والقضائية والسلطة المحلية بالمحافظة، وتنكر للدور الكبير والتضحيات الجسيمة التي قدمها الأشقاء في التحالف العربي وفي مقدمتهم دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال: إن هذا البيان يسيئ لحضرموت ولقبائلها، ويزيف حقيقة مواقفها المساندة لقوات النخبة والداعمة لفرض هيبة القانون على الجميع، والممتنة من مواقف الأشقاء في الإمارات، والذي عبرت عنه في أكثر من مناسبة، آخرها في لقاءاتها التشاورية الحاشدة التي عقدتها تباعا خلال الأشهر القليلة الماضية.
وأشاد المحمدي بموقف السلطة المحلية والأجهزة الأمنية في القيام بواجبها في حفظ الأمن وتطبيق القانون وتنفيذ الأحكام القضائية بحق المخلين بالأمن. ودعا أبناء المحافظة إلى الوقوف بجانبها ودعمها ومساندتها في القيام بواجباتها، محذرا من أن التحريض عليها سيضعفها، وبالتالي سيؤدي إلى سقوط المحافظة في أتون الفوضى وعودة الإرهاب، وهو أمر لا يقبله عاقل، فكيف يقبله تجمع قبلي المفروض أن يمثل كل حضرموت.
ودعا المحمدي قبائل حضرموت وأعضاء الحلف للتبرؤ من ذلك البيان الأسود، والتعبير عن إدانتهم واستنكارهم لما تضمنه من إساءات لقوات الأمن، وللحليف الصادق الداعم لحضرموت وشعب الجنوب عامة، دولة الإمارات العربية المتحدة.
الإمارات.. حليف صادق
لعبت دولة الإمارات دورا كبيرا في ترسيخ الأمن والاستقرار وإنهاء المخاطر الإرهابية التي كانت تحدق بمدينة المكلا ومديريات ساحل حضرموت بعد سيطرة تنظيم القاعدة على المنطقة في أبريل 2015. وساند الأشقاء في بناء قوة نظامية مدربة “النخبة الحضرمية” التي قادت معركة تحرير المكلا والمدن الساحلية في أبريل 2016 في عملية تطهير حظيت بإشادة إقليمية ودولية.
ولم تكتف بالتحرير، بل سارعت إلى إعادة إنعاش السلك الأمني من خلال برنامج تدريبي وتأهيلي تضمن محاور تأهيل البنية التحتية للمراكز الشرطوية في مختلف المديريات ورفدها بالتجهيزات الفنية والدعم اللوجيستي إلى جانب تدريب القوى الأمنية وتأهيليها لاستعادة الدور الهام للأجهزة الأمنية والقيام بالدور المناط بها في ترسيخ وتأمين المنطقة المحررة من سيطرة العناصر الإرهابية.
اليوم أصبحت المكلا ومديريات ساحل حضرموت تنعم بأمن واستقرار غير مسبوقين على مستوى المحافظات المحررة، ومثلت الحالة الأمنية المستقرة نموذجاً فريدا لم يعجب الكثير من القوى المعادية للأمن والاستقرار في مقدمتهم تنظيم الإخوان وميليشيا الحوثي.
بيان رئاسة حلف قبائل حضرموت المشبوه، والترويج للمزاعم والافتراءات الكاذبة ضد الإمارات، يضاف إلى سلسلة طويلة من حملات الاستهداف الممنهج والمشبوهة التي يقودها حلفاء الإرهاب والفوضى، والمتمثل في قوى الإخوان والحوثي. ومن خلال البيان بات الحلف كيانا مشبوهاً يعمد إلى تشويه الحقائق وتقديم المغالطات في محاولة منه للزج باسم دولة الإمارات الدائم والحليف الحقيقي للأمن وللاستقرار.
الناشط السياسي في المكلا محمد سعيد قال إن بيان رئاسة حلف قبائل حضرموت مشبوه وتم نشره لتحقيق أهداف سياسية خبيثة هدفها نشر التفرقة والفوضى بين أبناء حضرموت، وأيضا استهداف العلاقة الوطيدة بين الحضارم وأشقائهم في الإمارات.
وأضاف إن الكل يعرف حقيقة رئاسة الحلف وكيف تشكل والقوى الداعمة له. والبيان الأخير أكبر دليل على أن هذا الكيان بات مشبوهاً ويخدم أجندة وقوى معادية لحضرموت وأمنها واستقرارها.
وأشار سعيد إلى أن الكيان يحاول الترويج لإظهار النخبة الحضرمية والأجهزة الأمنية أنها من تصنع الفوضى، إلى جانب الزج باسم الإمارات بصورة شيطانية خبيثة لاستهداف الأدوار الكبيرة التي قامت وتقوم بها لأجل دعم حضرموت وأبنائها.
وأكد أن ساحل حضرموت ينعم بأمن واستقرار كبيرين بفضل مساندة الأشقاء في دولة الإمارات، مقارنة بمناطق وادي حضرموت الخاضعة لسيطرة الإخوان والتي تعيش في فوضى وعدم استقرار واغتيالات وجرائم تهدد الأمن والسلم.
وأوضح الناشط سعيد أن ما قامت به الإمارات من بناء وتمكين ودعم للسلك الأمني الشرطوي جعلها في مرمى التشويه والاستهداف من قبل قوى الشر والظلام، بعد القضاء على مصالحهم وإفشال مخططاتهم الإرهابية التي تهدد حضرموت والمنطقة المطلة على بحر العرب.