نبض الشــــــــــارع الشبواني – خاص
الخميس، الموافق 14 ديسمبر 2023
✍ كتبه: خالد سلمان
عمليتان جاريتان في البحر وعلى طاولات التفاهمات، ينفذها الحوثي بالصواريخ والقرصنة، ويفر من تبعاتها بالمناورة السياسية التفاوضية، لكسب الوقت بالدوران حول بنود خارطة الطريق، ودون ان يلغي دور الشرطي الأزعر في المنطقة ، لتكثير مكاسب إيران جراء العبث بالمصالح الدولية، وتحصين نفسه عن أي رد فعل مسلح بالقول انه يقبل بخارطة طريق للحل وانه جماعة غير مارقة.
بمحاولة عدم قطع شعرة معاوية بين عدوانيته المعلنة، ودرع الحماية التي تمنحه أياه ورقة التفاهمات، يدرك الحوثي جيداً أنه يشتري الوقت، ويحيِّد الخصوم الإقليميين، ويعطل دولياً مشروع الضربة المرتقبة لمعقل ومفاصل قوته.
الحوثي يسُّوق الوهم للجميع، ينفذ بجلده من العقوبات، ويحاول أن يكسر الحصار السياسي من حوله ، بإعادة تعريف نفسه كطرف سلام يتعاطى بإيجابية مع مسودة التسوية في نسختها الأخيرة، ما أستدعى إلتئام على وجه الإستثنائية والسرعة، إجتماعات في الرياض دعا اليها العليمي أعضاء مجلس القيادة والبرلمان والحكومة والنواب والشورى، لإقرار خارطة طريق في صياغتها الكاملة، بشقيها الثلاثة الإنساني والإقتصادي والسياسي، ومسقط عُمان ترحب والرياض في منتهى السعادة لأريحية الحوثي، الذي يقصف ويخترق أجواءها ويهاجم إقتصادها النفطي في البحر، ثم يهمس لها بسخرية: نحن لم نسقط خياري القتل العبثي والسلام.
الحقيقة الحوثي فاوض حول ورقة التفاهمات، وأقر الخارطة عبر الزيارات المتبادلة بين صنعاء والرياض والقنوات الخلفية، والآن سيفاوض مرة أُخرى إلى ماشاء الله حول آلية التنفيذ، ليخرج قوته بعيداً عن خطر الإستهداف، والتعطيل ما أمكن لقرار إبعاده من مناطق الحساسية الدولية في البحار، إلى الداخل قليل النفع بإستثناء مناطق الثروة المرشحة للتصعيد حولها، وسيتم تحصين مناطق المصالح الإقتصادية الدولية، وتأمين الحدود السعودية، بإتفاقات ثنائية، في ما سيُترك الداخل يتعفن بالحرب الأهلية، أو بفرض واقعة أفغانستان في اليمن: إنسحاب مفاجئ لقوات التحالف، وإنقضاض حوثي كأمر واقع على الحكم .
لن نقول إن طرفاً قد أبتلع الطُعم في منح الحوثي طوق نجاة عبر رفع سقف الآداء الدبلوماسي الأممي الإقليمي المحلي، حول التسوية في هذا الفاصل الزمني بالغ الخطورة على الحوثي، ولكن جميع الأطراف بإستثناء الحوثي يراهنون على أنه يشاغب، و بظمه تحت سقف العائلة ، يمكن تحويله من الولد السيء إلى الولد الصالح قليل المخاطر.
لايهم هل سيتم خلال أيام التوقيع على خارطة الطريق، أم ستجري عملية تحنيطها في أضابير صنّاعها وتصنيمها، الواقع إن هناك طرفاً يتهافت على إنجازها، حد التنازل للحوثي في ذروة عدائيته، وطرف آخر يدرك جيداً ما يريد وهو يناور بقبول الخارطة، ويصنع منها حائط صد لحمايته وإفساد مشروع عسكري دولي هو قيد الإنجاز، مشروع يدعم مناهضيه ويطيح به كقوة مفصلية من قوى الصراع في اليمن، وحرمانه من الحديدة وموانئها، ومناطق القوة الجيوسياسة .
الترويج لخارطة التفاهمات الآن، يأتي ليجمع المتنافرات: الحديث عن سلام وإدانة لعربدة الحوثي في البحر في آنٍ معاً ، والمضي بإصرار غير مبرر على تحويل العصابة إلى جماعة سياسية وطنية، والقرصان إلى شريك في بناء وإدارة دولة.
وسط تعب الجميع من الحرب لن نصنع غلالة يأس، ونفسد إحتفالات قرع أنخاب التسوية في مسقط والرياض، ولكننا في الوقت نفسه من باب الحيطة لن نصادر حقنا في التحذير من أن إستحقاق السلام وورقة التفاهمات، هو لصنعاء هدية يلتقط فيها الحوثي أنفاسه، يغادر مساحة عزله، يفِّرغ حمولة الضغوط من حوله، ويعيد متى شاء تصدير عدائيته للداخل والإقليم ، ومصالح العالم على حد سواء.
——————————————————
للانضمام لمجموعة نبض الشارع الشبواني ( 15 ) على الواتس آب أضغط هنا👇
مجموعة نبض الشارع الشبواني (15) على الـ Whatsapp
——————————————————
– لمتابعة صفحة نبض الشارع الشبواني على منصة X “تويتر سابقاً” أضغط هنا👇
صفحة نبض الشارع الشبواني على الــ X-Twitter
——————————————————
لمتابعة صفحة نبض الشارع الشبواني على الفيس بوك أضغط هنا👇
صفحة نبض الشارع الشبواني على الــ Facebook
——————————————————
«صفحة إخبارية تنشر الحقيقة كما هي، بمهنية إعلامية وطرح إخباري هادف»