✍ مقال لــ : خالد سلمان
نبض الشــــــارع الشبواني – خاص
الجمعة، الموافق 26 أبريل 2024
عودة الحوثي رمي مقذوفاته إلى البحر دون إصابات محققة، هي صورة كاشفة لتعثرات تمرير صفقة الصمت مقابل التسوية التي تشتغل عليها الإدارة الامريكية، صواريخ يوم أمس رسائل حوثية تتفق في مضمونها مع البضاعة الأمريكية الجاري تسويقها وتختلف في التفاصيل ، وتسعى لتحسين شروط الإتفاق ، ومضاعفة النقاط التي تتجه لصالح طرف الحوثي وعلى حساب الأطراف الأخرى.
من علامات التوافق بين واشنطن وسلطة صنعاء، إنحسار ردود الفعل على الهجمات الأخيرة للحوثي ، حيث لم يتم استهداف معاقله المسلحة كما كان يحدث في العادة ، مكتفية بصد الصواريخ، في إشارة إلى أن الحوارات تمضي خلف ساتر من دخان القصف الحوثي الكذوب، وبما لا يعطل عمل القنوات الخلفية والمباشرة.
الشرعية تصميتها بقرار إقليمي دولي ، تمضي مجبرة في ذات الخط التسووي المخصوم منها كثيراً ، والمتصالحة مع عجزها، ومن موقع الطرف المراقب لا الطرف الأصيل، حيث تحاصرها ممنوعات الحركة والتسليح ورفع الجاهزية ، أو حتى سد الفراغات والفجوات والتعارضات الخلافية بين شركاء المجلس الرئاسي.
حين نطالب الشرعية بتحريك المياه الراكدة للجبهات ، والتكامل فيما بينها وإسناد الجبهة الجنوبية ، نحن نقسوا على شرعية لا تملك من أمر قرارها وهوامش حركتها سوى القليل، فقرار السلم والحرب والحفاظ على حالة الجيش المهترئة بلا تصحيح ، ليس بيد من يحكم ، بل في مطابخ تتخطى السيادة وتذهب بعيداً نحو دول وممالك الجوار.
بقاء الحالة على ماهي عليه ، من ترنح لا تضفي على عدالة مطالب الشرعية شيئاً، ولا يُستجاب لتلك المطالب ، مالم تغادر حالة الهزيمة وتشرع في تحريك الجبهات، ووضع المجتمع الدولي أمام أمر واقع بمعطيات جديدة : أما التسوية العادلة المتوازنة ، وأما العودة ثانية إلى خيار الحرب، بروحية جديدة وعقلية منفتحة على كل التشكيلات العسكرية، وبأداء موحد وخطة هيئة أركان متكاملة ، مع عدم إغفال تشكيل ودعم مقاومة نشطة في عمق سيطرات الحوثي.
مثل هكذا نقلة نعرف بصعوبتها بل وإستحالة إنجازها ، لأسباب عدة لعل أبرزها هو ليس ملف الحرب مدول وحسب ، بل وحتى القرار الوطني لعديد هذه الأطراف مرهون بحسابات ومصالح دول الإقليم، وهي من توزع أضواء القبول وأضواء الرفض ، وحتى الآن هناك ضوء أخضر واحد ومقبولية واحدة فقط : ترضية الحوثي بأي ثمن، بما في ذلك تخطي المرجعيات الدولية ،التي يطالب بها رئيس مجلس القيادة من موقع الرجاء لا من موقع الفرض وإمتلاك أوراق الضغط.
ليس من المفيد القول الرسمي بأن “على المبعوث الدولي النظر إلى أفعال الحوثي لا أقواله “ ، مثل هكذا خطاب يستدعي الرجاء والمناشدات الإخلاقية ، لايمكن أن يجبر المتداخلين في ملف اليمن فعل ذلك ، ما لم يتم إجبار المجتمع الدولي إعادة تصويب زوايا الرؤية، من خلال فعل عسكري يُسقِط الحوثي من علياء سطوته ، إلى أرض ليس فيها هو اللاعب الأوحد .
العمل بعقلية غير مؤسسية وإستحضار كل صراعات الصف المقابل للحوثي ، بل والتخادم معه، يعطل إنجاز معادلة توازن قوة تجعل جميع الأطراف على قدم المساواة.
تخيلوا كم يتراجع الخطاب الرسمي ، من توصيف الحوثي جماعة إنقلابية ،إلى المطالبة بالمساواة التفاوضية معه ، ومن إستعادة الدولة ، إلى البحث على مقعد حول طاولة التسوية.
هذا الوضع المحزن وبشراكة سعودية تشرعن الحوثي وتمنحه مفاتح إمتلاك اليمن ، لا يصنع حلاً بل يؤسس لحروب قادمة، ولا منجى لأحدٍ من شظايا حرب تحتفظ بجذورها ،وتعيد على شكل دورات عنف إنتاج نفسها .
هناك عامل يتفق الجميع على وأده :
قوى الداخل المغيبة قسراً ، حيث هي وحدها من تستطيع قلب الطاولة، وتعيد الملف إلى حيث يجب أن يكون ،هنا داخل اليمن .
——————————————————
للانضمام لمجموعة نبض الشارع الشبواني على الواتس آب أضغط هنا👇
مجموعة نبض الشارع الشبواني على الـ Whatsapp
——————————————————
– لمتابعة صفحة نبض الشارع الشبواني على منصة X “تويتر سابقاً” أضغط هنا👇
صفحة نبض الشارع الشبواني على الــ X-Twitter
——————————————————
لمتابعة صفحة نبض الشارع الشبواني على الفيس بوك أضغط هنا👇
صفحة نبض الشارع الشبواني على الــ Facebook
——————————————————
«صفحة إخبارية تنشر الحقيقة كما هي، بمهنية إعلامية وطرح إخباري هادف»