سلّط تقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية الضوء على التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، واحتمال نشوب صراع إقليمي أوسع نطاقاً مع استعداد إيران للرد على إسرائيل؛ بسبب اغتيال اسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحركة حماس، وهو ما تلقي إيران باللوم فيه على إسرائيل.
وبحسب التقرير، تتأهب إسرائيل لرد إيراني وشيك، ومن المتوقع أن تتورط الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في الصراع، فقد أطلع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، نظيريه الأمريكي والبريطاني على “سلسلة من السيناريوهات” و”القدرات الدفاعية والهجومية” المقابلة في حالة شن إيران أي هجوم.
وأعلنت بريطانيا نشر أسطول عسكري في قبرص استعدادًا لإجلاء محتمل لمواطنيها من لبنان، فيما أعلن سلاح الجو البريطاني حالة التأهب القصوى في قاعدة أكروتيري الجوية في قبرص.
ويبدو أن إيران عازمة على الرد السريع على اغتيال هنية، إذ أصدرت، يوم الإثنين، تحذيرا للطيران من خطر محتمل في المناطق الوسطى والغربية والشمالية الغربية من البلاد، حيث توجد مواقع إطلاق الصواريخ.
ومن المتوقع أن يكون رد إيران أكثر شمولاً من ردها السابق على الهجوم الجوي الإسرائيلي الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق في أبريل الماضي.
بموازاة ذلك، ثمة مخاوف من انضمام ميليشيا حزب الله المدعومة من إيران، إلى المعركة، مستغلةً مخزونها الكبير من الصواريخ غير الموجهة والطائرات المسيرة لإرباك الدفاعات الجوية الإسرائيلية واستهداف البنية التحتية الحيوية والمراكز السكانية.
وفي أبريل/نيسان الماضي، تمكنت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية من إحباط هجوم إيراني معقد، بمساعدة طائرات مقاتلة أمريكية وبريطانية، حيث منع هذا الجهد المشترك الهجوم من إحداث أضرار جسيمة في إسرائيل.
ورغم التقارير التي تتحدث عن توترات بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يبدو أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة سيكون على أهبة الاستعداد مرة أخرى لدعم إسرائيل في حالة ظهور أي تهديدات محتملة.
وتأتي هذه الاستعدادات في ظل ظرف، يفرض مخاطر متزايدة، تجعل إسرائيل بحاجة إلى مساعدة من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، لإدارة التهديد، وفقا للغارديان.
وبحسب التقرير، تجبر الاعتبارات العملية والواقعية السياسية الرئيس بايدن على تقديم المساعدة لإسرائيل، رغم أنه حذر نتنياهو من التعامل مع الدعم الأمريكي باعتباره أمرا مسلما فيه. فبدون دعم الحلفاء، ربما تواجه إسرائيل خسائر كبيرة تدفعها إلى الرد مجددا على إيران، ما سيقود إلى حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط.
ويخلص التقرير إلى أن الخطر الأكبر في هذه الأزمة الدبلوماسية والعسكرية هو إمكانية سوء التقدير، في وقت آثار فيه اغتيال “هنية”، غضباً إيرانياً لم يسبق له مثيل منذ بدء الأزمة الحالية في 7 أكتوبر.
في حين أن القضية الحاسمة الآن هي مدى قدرة الدفاعات الجوية الإسرائيلية على الصمود في وجه التهديد، بمساعدة الحلفاء الذين اصطدم معهم نتنياهو بشكل متكرر على مدى الأشهر الماضية.
إرم نيوز