✍ مقال لـ : حالد سلمان
نبض الشارع الشبواني – خاص
الثلاثاء، الموافق 6 مايو 2025
حمل أفيحاي أدرعي جعبة خرائطة وحُزم رسائل الإنذار ،وبدأ يطل من على الشاشات ،يحذر ويرسم باللون الأحمر مناطق يجب اخلاؤها فوراً من السكان ، قبل القصف بدقائق ، لمضاعفة حالة القلق ورفع منسوب التوتر ،بتوسيع نطاق الرعب بين أهالي صنعاء والمدن المستهدفة.
هذه الإطلالة لدرعي يعيد للأذهان حامل الخراب ، وهو يحوم حول الضاحية الجنوبية وغزة ، ومع عرض كل خارطة موت تأتي القذائف مستعجلة لتمسح الأحياء السكنية، وتخلف أزمات إنسانية في الطعام والنزوح الداخلي وفي اعداد القتلى تحت الركام.
إسرائيل تعرف جيداً ماتريد الوصول إليه، وكيف تتعاطى مع جماعات تشبه بعضها ، من حزب الله إلى الحرس الثوري في سورية نظام الأسد، إلى حماس والجهاد ، والآن دور الحوثي الذي يشرب أو بالأصح يسقي السكان المختطفين من ذات الكأس المر ، تدمير شامل وتدرج في بنك الأهداف ، من الموانئ والمطارات إلى المنشآت الحيوية ذات الصلة بتمويل آلته الحربية بالمال، كمحطات الكهرباء ومصانع الإسمنت ومنافذ الجباية المركزية.
الإسرائيلي لم يبدأ بعد خطته بتسقيط النموذج اللبناني كاملاً على صنعاء ، ليس بتوسيع نطاق الموت والرعب وحسب ، بل وبمسح مدن كاملة من على الخارطة ، وتدمير البنوك والمصارف وسراديب المال السرية في بدرومات الفلل والمخابئ المموهة ، بشبهة علاقتها بالحوثي ، تماماً كما أحرق مئات الملايين من الدولارات في الضاحية، ونسفَ العلاقة بين القادة والبيئه المؤيدة المشتراة بالمال والرعاية والهبات.
الحوثي عدونا لماذا؟
لأنه ادخل البلاد بعشرية دموية سوداء ، حولها إلى صندوق بريد لتبادل الرسائل الإقليمية الدولية وحروب الإنابة ،وفتح الأبواب أمام التدخلات الأجنبية، حارب من أجل مصالح ايران ، دمر البنية التحتية ، واستدعى بطيش غير محسوب النتائج ،الأمريكي والإسرائيلي وكل ماركات السلاح وعناوين الدول.
القضية واضحة خارج تشنجات الخطاب الوطني واستجداء الموقف ضد العدو الخارجي ، إن الخلاص من كل هذا الموت اليومي والدمار الشامل، يبدأ وينتهي بإخراج هذا الغول الدموي الحوثي من معادلة الداخل ، وتحرير الشعب الرهينة من استثماره كدروع بشرية، وكجثث للاتجار بها من على شاشة الإعلام، لمد عمر سيطرته بالبحث عن مظلومية هي صناعة حوثية بإمتياز.
مع إعطاء هذه الجماعة هامش سماح ميداني من قبل الفاعلين المحليين بتأجيل الحسم ،فإنها تستطيع أن تمتص الضربات ،ترمم جسدها وتستعيد مغامراتها ، لتجرنا ثانية إلى دمار كل آت يفوق ماقبله.
المخطط الإسرائيلي يحمل طابع الأرض المحروقة ، بإقتلاع السكان ونسف المدن ،وفرض العزلة الإجبارية على اليمن بإخراج المنافذ البحرية الجوية عن العمل ،في بلد يقتات على المساعدات ، ويعاني من مجاعة مقدر لها بدخول القصف الإسرائيلي حيز العمل ، أن يفوق مجاعات غزة بأبعاد كارثية خارج القياس.
أخيراً :
هناك شيء لافت يكمن في تسمية العملية الإسرائيلية ب”الوقوف على الرأس” ، وهي تسمية ذات دلالات واضحة بأن هناك رأس تم وضعه في صدارة بنك الأهداف ، ومن دون إلحاقه بحسن نصر الله، ستبقى تلك الأهداف غير محققة والنتائج ناقصة، إنه عبدالملك نيرون اليمن.
——————————————————
للانضمام لمجموعة نبض الشارع الشبواني على الواتس آب أضغط هنا👇
مجموعة نبض الشارع الشبواني على الـ Whatsapp
——————————————————
– لمتابعة صفحة نبض الشارع الشبواني على منصة X “تويتر سابقاً” أضغط هنا👇
صفحة نبض الشارع الشبواني على الــ X-Twitter
——————————————————
لمتابعة صفحة نبض الشارع الشبواني على الفيس بوك أضغط هنا👇
صفحة نبض الشارع الشبواني على الــ Facebook
——————————————————
«صفحة إخبارية تنشر الحقيقة كما هي، بمهنية إعلامية وطرح إخباري هادف»