✍ مقال لـ : عبدالكريم أحمد سعيد
نبض الشــــــارع الشبواني – متابعة
الأربعاء، الموافق 3 سبتمبر 2025
مثلت الضربة الإسرائيلية التي استهدفت قيادات بارزة في صنعاء، وأسفرت عن مقتل رئيس وزراء الحوثيين وعدد من أعضاء حكومته، منعطفاً استراتيجياً في مسار الأزمة اليمنية. هذه العملية لم تقتصر على تأثيرها العسكري المباشر، بل حملت رسائل سياسية وإقليمية ودولية مهمة، فهي كشفت هشاشة البنية الأمنية والسياسية للحوثيين، وعكست حجم التدخلات الإقليمية والدولية في الصراع اليمني.
لقد أظهرت التطورات الأخيرة التحديات الكبيرة التي تواجه الحوثيين على نحو غير مسبوق، واضطرارهم للتعامل مع واقع جديد يفرض إعادة ترتيب داخلي لمراكز القوى، في ظل ضغوط متزايدة للانتقال نحو تسوية سياسية شاملة. هذا التحول من شأنه أن يحد من موقعهم التفاوضي ويجعلهم أكثر عرضة لتأثير القوى الإقليمية والدولية، حيث تنظر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى تراجع نفوذهم كفرصة لتعزيز مسار السلام وحماية المصالح الحيوية، فيما تتابع دول الخليج هذه التطورات باعتبارها مدخلاً لإعادة رسم التوازنات في اليمن، بما في ذلك تعزيز موقع الجنوب كطرف رئيسي في أي ترتيبات مستقبلية، لاسيما في ما يتصل بأمن البحر الأحمر وباب المندب كممرات استراتيجية للتجارة والطاقة العالمية.
وفي الجنوب، تفرض اللحظة الراهنة استحقاقات سياسية واقتصادية وأمنية دقيقة. فالتراجع الأخير في سعر الصرف بالمناطق المحررة، على الرغم من أهميته، يظل هشًّا ما لم يدعم بإصلاحات مؤسسية حقيقية تعيد الثقة بالعملة وتضع حداً للفساد والعبث بالموارد. كون الاستقرار الاقتصادي وتحسين معيشة المواطنين لم يعد مطلباً داخلياً فحسب، بل أصبح عنصرًا أساسيًّا لتعزيز موقف الجنوب في المحافل الإقليمية والدولية، ويمنحه قدرة أكبر على المناورة في أي تسوية مقبلة.
وتتجلى أهمية إدارة اللحظة في قدرة الجنوب على تحويل ما يفرضه الواقع الراهن من تحديات وفرص إلى مكاسب استراتيجية مستدامة، وذلك من خلال تكريس حضوره السياسي كفاعل لا غنى عنه في أي تسوية شاملة، وتعزيز مسار الإصلاح الاقتصادي بما يعيد الثقة بالمؤسسات ويؤسس لبيئة تنموية مستقرة، إلى جانب ترسيخ الاستقرار الأمني وحماية الجبهات من محاولات الاختراق أو الإرباك، مع إسناد ذلك بحضور دبلوماسي وإعلامي فاعل يبرز للعالم إن استقرار الجنوب يمثل ركنًا محوريًّا للأمن الإقليمي والدولي، ولا سيما في ما يتصل بأمن الملاحة والتجارة العالمية عبر البحر الأحمر وباب المندب.
إن ما يعيشه الجنوب اليوم ليس مجرد انعكاس ظرفي للتحولات الإقليمية، بل يمثل اختبارًا حقيقيًّا لقدرته على توظيف هذه اللحظة التاريخية في ترسيخ موقعه الاستراتيجي ورسم ملامح مستقبله. فإما أن يتحول هذا الظرف إلى رافعة تعزز حضور الجنوب كرقم صعب في معادلات السياسة والأمن، أو أن يترك المجال لتسويات خارجية قد تتجاهل تطلعات شعبه. ومن هنا، فإن الحكمة والحنكة السياسية في إدارة هذه المرحلة ستظل العامل الحاسم في تحويل التحديات إلى فرص، والفرص إلى مكتسبات تضع الجنوب في موقعه الطبيعي كضامن للاستقرار الإقليمي والدولي.
——————————————————
للانضمام لمجموعة نبض الشارع الشبواني على الواتس آب أضغط هنا👇
مجموعة نبض الشارع الشبواني على الـ Whatsapp
——————————————————
– لمتابعة صفحة نبض الشارع الشبواني على منصة X “تويتر سابقاً” أضغط هنا👇
صفحة نبض الشارع الشبواني على الــ X-Twitter
——————————————————
لمتابعة صفحة نبض الشارع الشبواني على الفيس بوك أضغط هنا👇
صفحة نبض الشارع الشبواني على الــ Facebook
——————————————————
«صفحة إخبارية تنشر الحقيقة كما هي، بمهنية إعلامية وطرح إخباري هادف»