أثارت المعلومات الاستخباراتية التي أعلنت عنها واشنطن ، بشأن نوايا تل أبيب في تجهيز ضربة عسكرية تستهدف منشآت إيران النووية، جدلًا كبيرًا، بشأن أهداف هذا الإعلان، وتوقيته.
وأشار خبراء سياسيون أن السبب الأساسي، يكمن ضمن ممارسة سياسة “الضغوط القصوى” التي تتبعها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على طهران، للدفع بالمفاوضات والذهاب إلى الجولة الخامسة، بقواعد العمل التي يرغب المفاوض الأمريكي، بفرضها على إيران.
وفي وقت سابق، كشف مسؤول أمريكي رفيع، أن الولايات المتحدة تعمل على تكثيف جمع المعلومات الاستخباراتية، استعدادًا للمساعدة إذا قرر القادة الإسرائيليون توجيه ضربة لإيران، وفقًا ما ذكرت شبكة “CNN” الأمريكية.
وقال مصدر مطلع للشبكة إن “من غير المرجح أن تساعد الولايات المتحدة، إسرائيل بتنفيذ ضربات على المواقع النووية الإيرانية في الوقت الحالي، ما لم تقم طهران باستفزاز كبير”.
سياسة ضغط أو مناورة
ويرجح أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشؤون الأمريكية الإسرائيلية الدكتور حسين الديك، أن هذه التسريبات تدرج بين اتجاهين، إما كأداة ضغط من واشنطن على طهران لتقديم المزيد من التنازلات في الجولة الخامسة المنتظرة بالمفاوضات الجارية، أو أن تكون مناورة من نتنياهو باتجاه واشنطن لحلحلة العلاقة المتوترة، مع إدارة ترامب بالتأكيد على أن تل أبيب لا تتحرك بمفردها بعيدًا عن الولايات المتحدة.
وأكد الديك لـ”إرم نيوز”، أن العلاقة المتوترة بين نتنياهو وترامب، ليست وليدة اللحظة؛ حيث انطلقت عندما استدعاه الأخير من بودابست إلى واشنطن وأبلغه بعدم توجيه أي ضربة نحو إيران في وقت كان يريد فيه “نتنياهو” الدفع بالإدارة الجمهورية إلى عدم الدخول في مفاوضات مع طهران والتوجه نحو ضربة عسكرية مشتركة لمنشآت نووية إيرانية، لكن واشنطن رفضت ذلك.
وشدد على أن الأخطاء التي ارتكبها نتنياهو، أغضبت ترامب في صدارتها التنسيق مع مستشار الأمن القومي السابق مايك والتز، بضرب إيران دون علمه، مشيرًا إلى أن رفع الدعم الاستراتيجي من واشنطن عن تل أبيب خيار مستبعد في ظل تمثيل إسرائيل لمصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط والخلافات بين الحكومتين وليس بين الدولتين، وستكون “عابرة” في النهاية.
ثلاثة أسباب
فيما يقول الخبير في الشأن الإيراني أصلان الحوري، إن أمريكا سرّبت هذه المعلومات لـ3 أسباب: الأول أنها وجدت تجاهلًا من طهران بالرد على نقاط وقواعد العمل التي يريد المفاوض الأمريكي فرضها في الجولة الخامسة للمفاوضات عن الوصول إلى اتفاق نووي.
وأضاف الحوري في حديث لـ”إرم نيوز”، أن السبب الثاني يكمن بأن واشنطن لم تجد أي انكسار إيراني حتى الآن كما كانت تريد، للمثول إلى شروط ترامب في ظل توالي العقوبات الأمريكية. أما السبب الثالث، فهو تنبيه إيران أن تحكم وسيطرة ترامب على نتنياهو، ومنعه من توجيه ضربة لمنشات إيرانية، بات على الحافة، وأنه في حالة تحرك إسرائيل بالضربة، من المحتمل أن تكون واشنطن حاضرة.
وأشار إلى أن هذه المعلومات تخضع إلى سياسة “الضغط الأقصى” من واشنطن ولكن بشكل جديد ومن الواضح أن الجانب الإيراني في الوقت ذاته، بات يكشف هذه اللعبة، لافتًا إلى أن أزمة الثقة مازالت حاضرة بين الجانبين، مع وجود حرص سواء من واشنطن أو طهران على استمرار التفاوض على الأقل؛ لأن ذلك بمنزلة ورقة استراتيجية.
وأوضح أن إيران تحاول زيادة محيط الوقت والمدى الزمني حتى يكون هناك نوع من خفض الشروط الأمريكية، وأيضًا أن المفاوض الإيراني يجد أن الذهاب مع التهديد الأمريكي سيجعل طهران خاضعة، وتقدم تنازلات أكثر مما يحمله السقف العالي في هذا الصدد لإدارة ترامب.
إرم نيوز