كما كان متوقعا، توجهت أنظار الجنوبيين تجاه انطلاق المؤتمر الأول للإعلاميين والصحفيين الجنوبيين، الذي تستمر فعالياته في العاصمة عدن، ويستمر حتى غدا الأربعاء.
يُقام المؤتمر تحت رعاية الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وقد شهد اليوم الأول حضورا مكثفا سواء من الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، أو على الصعيد الإقليمي والدولي.
جاء هذا الحضور المكثف استجابة لدعوات وجهتها اللجنة التحضيرية للمؤتمر للوفود العربية والأجنبية للمشاركة في الفعاليات.
الرئيس الزُبيدي وجّه العديد من الرسائل المهمة، في مستهل هذا الحدث الجنوبي الكبير، حيث عبر عن سعادته بالمشاركة في العرس الصحفي والإعلامي الذي تجتمع فيه الأقلام والأصوات الجنوبية الحرة ومن كل محافظات الجنوب، لاستعادة وإشهار كيانها النقابي بعد نحو ثلاثة عقود من مصادرته.
وبارك الرئيس الزُبيدي هذا الإنجاز المهم في النهوض برسالة الصحافة والإعلام الجنوبي، وفي الدفاع عن حقوق ومصالح منتسبي هذا القطاع بكل توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية، الذين طالهم الكثير من التهميش والإهمال.
وعبر كذلك عن تقديره وامتنانه لكل الجهود التي بُذلت في الإعداد والترتيب للوصول إلى هذه اللحظة التي سيحتفظ تاريخ الصحافة والإعلام في الجنوب بتفاصيلها في صفحةٍ مشرقة.
وقال الرئيس القائد إن الانتصار الديمقراطي تحقق للإعلاميين والصحفيين الجنوبيين، وهم يجتمعون لانتزاع حقهم المهني وإثبات وجودهم.
وأضاف مخاطبا الصحفيين والإعلاميين: “اجتماعكم اليوم يُعيد إلى أذهان وطنكم وشعبكم، ما حققتموه من انتصارات، وما اجترحتموه من مآثر، وأنتم تدافعون بأقلامكم الحرة، وأصواتكم الصادحة بالحق، عن قضية شعبكم، وأوصلتم بهذه الأقلام وبتلك الأصوات القضية إلى مسامع العالم، وسجَّلتم حضورها كقضية سياسية عادلة، لشعب تجرع كل ويلات الظلم والقمع والاحتلال والإرهاب”.
وأشار الرئيس إلى أن الإعلام الجنوبي قدّم تضحيات جسيمة في معركة الدفاع عن الوطن وهويته وحريته، وكان المرآة الناقلة ليوميات النضال السلمي، والمعبر عنه بقوة، رغم شحة الإمكانات.
وشدد على أن الإعلام الجنوبي كان رفيقا ورديفا للقوات المسلحة الجنوبية، وللمقاومة الجنوبية الباسلة، في معارك تطهير الوطن وتحريره، من جحافل الغزو وقوى الإرهاب والتطرف ونقل الصورة الكاملة لانتصاراتها.
وتابع: “إننا اليوم نتذكر باعتزاز ما سطّره الإعلام الجنوبي من ملاحم خالدة، وما أدّى من رسالة وطنية، وما قدم من تضحيات جسيمة”.
واستذكر الرئيس شهداء الجنوب من رجال الصحافة والإعلام، قائلا: “نقف بإجلال في هذا المقام لتحية شهداء الإعلام الجنوبي الحر، وفي مقدمتهم الشهيد البطل المصور العالمي نبيل حسن القعيطي، والصحفي أحمد أبو صالح والمصور طارق مصطفى والناشطون الإعلاميون رامي البُر، وخالد عسكر، وغالب لبحش رحمة الله تغشاهم”.
وصرح القائد: “إنكم اليوم أمام لحظة مفصلية في ترتيب البيت الصحفي الجنوبي، وتفعيل العمل النقابي، بما يحقق إعادة تفعيل وتحريك النشاط في مختلف المؤسسات الإعلامية، وفي مقدمتها الإعلام الرسمي المُعطَل، رغم ريادته على مستوى المنطقة والوطن العربي”.
وشدد على القيادة المُنتخبة من هذا المؤتمر، تقع على كاهلها مهمة التنسيق والتواصل مع الاتحادات النظيرة، العربية والدولية، وفي مقدمتها اتحاد الصحفيين العرب، والاتحاد الدولي للصحفيين، بما يحقق استعادة الحضور الصحفي والإعلامي الجنوبي في المؤسسات والكيانات الدولية بالتزامن مع الجهود السياسية لاستعادة المكانة والحضور الجنوبي عربيًا ودوليًا.
وأشار إلى أن انعقاد المؤتمر هو استشعار اللحظة والمسؤولية من أجل التأسيس لمرحلة جديدة يؤمَل بها في الانطلاق بعجلة النشاط الصحفي والإعلامي، بما يواكب متطلبات المرحلة الحساسة والفارقة في تاريخ وطنهم، وما يتعرض له من حروب متعددة الصور والأشكال، وأحدها وأكثرها خطورة الحرب الإعلامية وحرب الشائعات الواسعة.
ونوه بأن الإعلام الجنوبي حقق خطوات ونجاحات كبيرة ومتقدمة خلال الفترة الماضية، وما زال عليه وينُتظر منه الكثير.
وقال الرئيس: “في الوقت الذي نُحيي فيه كل الجهود والنجاحات، فإننا نؤكد دعمنا الكامل لكل المناشط والفعاليات والجهود المثمرة، الهادفة لبناء مؤسسات الدولة الجنوبية وتطوير أدائها وفي مقدمتها، الإعلام”.
رسائل الرئيس الزُبيدي “الملهمة” مع انطلاق المؤتمر لاقت تفاعلا كبيرا بين الجنوبيين، لا سيما كونها عكست مدى العناية التي توليها القيادة الجنوبية في إطار العمل على توفير بيئة عمل قوية وآمنة لـ وسائل الإعلام الجنوبية، نظرا للدور الذي تلعبه في إطار دعم مسار قضية شعب الجنوب